رئيس التحرير
عصام كامل

بائعة صباحا وأم وطالبة في المساء.. حكاية داليا صاحبة عربة مشروبات بالمريوطية | فيديو

الشابة داليا
الشابة داليا

"فكرة إني آخد مصروفي من حد دي مش بقبلها.. ولا برتاح وأنا شغالة عند الناس".. بتلك الكلمات بدأت العشرينية "داليا" بائعة الشاي والقهوة بممشى المريوطية بمحافظة الجيزة، سرد قصة بطولة جديدة لسيدة مصرية.

فبجانب ممشى المريوطية ستجد هذه الفتاة المكافحة بوجه متفائل ومقبل على الحياة  على الرغم إصرار الأخيرة على عدم إعطائها كل ما أرادته منها، داليا تبلغ من العمر ٢٢ عاما، طالبة بكلية دار العلوم وأم لطفل عمره شهرين، انفصلت عن زوجها بسبب عدم رغبته في أن تعمل ورفضها هي الاعتماد عليه كليا، فلم تجد سبيلا في النهاية سوى الانفصال.

 

ومنذ 3 سنوات تعمل داليا على عربة بيع الشاي والقهوة للسائقين والمارة، وكانت تعمل لدى شخص يدعى “أحمد” وهو من اشترت منه تلك العربة قبل فترة قصيرة، فقبل انفصالها عن زوجها اشترت العربة وبدأت في العمل عليها وكان الزوج يعاونها حينها، قائلة: "كان شغال عليها معايا ولكن خرب لي بيتي فحبيت إنه كل واحد يروح لحاله وقررات إني اشتغل واعتمد على نفسي، ورابع يوم ولادتي نزلت اشتغلت، لأني عندي عيل صغير محتاج مصاريف".

 

كل هذه المصاعب لم تقف عائقا أمام داليا لتكمل في مشورع بيع القهوة والشاي وقررت أن تعتمد على نفسها لتنفق على ابنها تقول  داليا " أنا مش من نوعية الناس اللي بتاخذ فلوس من حد أموت لو ده حصل". وبالرغم من اعتراضات الأهل على امتهان هذه المهنة الشاقة التي تجبرها على أن تقف في الشارع وتتعامل مباشرة مع السائقين والمارة، فالأب الذي يحلم أن يرى ابنته معلمة لغة عربية لا يقبل بأن يشاهدها "تبيع القهوة على الناصية"!، ولكنه طموحها ورغبتها وحدها ولهذا تمسكت بها وظلت كما هي منذ ثلاث سنوات ترافقها عدة الشاي والقهوة.

 

يوم في حياة داليا


تأتي داليا يوميا من منطقة حلوان إلى ممشى المريوطية لتبدأ يومها مستبشرة خيرا في هذا اليوم، تفتح سيارتها المتواضعة وترص أداواتها من الشاي والقهوة في تمام الساعة الثامنة صباحا، فأغلب زبائنها يأتون في مثل هذا الوقت لأخذ كوب الشاي والقهوة، خاصة لو كانوا من سائقي الميكروباصات،  فضلا عن زبائنها الذين أمام الممشى  لاحتساء كوب القهوة المفضل لهم من يديها.

 

داليا بائعة الشاي والقهوة.. سوبر ماما

شاء القدر أن تجمع الفتاة العشرينية بين الأمومة والعمل والدراسة في الوقت نفسه، ففي الصباح تتحرك داليا لعملها بالمريوطية، وفي السادسة مساءا تنهي العمل وتعود للبيت لتبدأ في مهمتها الأخرى تتسلم ابنها من أمها التي تعتني به على مدار اليوم في فترة عمل داليا، وإلى جانب ذلك تحاول داليا أن تذاكر محاضراتها حتى تحرز تقدما في مجال الدراسة أيضا كما أحرزته في منهنة صناعة الشاي والقهوة، آملة أن يتحول المشروع إلى كافيه حتى لو محدود المساحة يقيها المضايقات التي تتلقاها أثناء عملها في الشارع. 

الجريدة الرسمية