رئيس التحرير
عصام كامل

مدينة القامشلي السورية نموذج لمأساة الإنسانية سطرتها ألاعيب السياسة.. ساعة واحدة من الكهرباء يوميًا.. ارتفاع فاحش في الأسعار.. خلافات حزبية.. الأهالي هجروا المنازل ووقعوا في مصيدة المهربين


باتت كأس من الماء المثلج حلمًا وحسرة بالنسبة للكثيرين من أهالي مدينة القامشلي وبلداتها وريفها، في "الحسكة" شمال شرق سوريا، في ظل عدم توافر التيار الكهربائي، وتزداد الأزمة مع حلول شهر رمضان وارتفاع درجات الحرارة في تلك المناطق إلى نحو 44 درجة مئوية في فصل الصيف.


وفي محادثة، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مع الناشط الحقوقي "خليل" من أهالي منطقة القامشلي يقول: "هلا هدف الواحد منا كأس ماء باردة".

انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة القامشلي وما حولها من البلدات والقرى بات العائق الأكبر للأهالي على كل الأصعدة، حيث يشكل التيار الكهربائي العنصر الرئيس في ضخ الماء للبيوت والمخابز، بالإضافة إلى الأجهزة الكهربائية في المنازل التي تعد من الضروريات.

وتعد منطقة القامشلي وغربها من أكثر المناطق السورية الغنية بالنفط، وتعتبر "الحسكة" السلة الغذائية لسوريا بسبب الزراعة التي يمارسها أهالي المنطقة من "قمح وعدس وحمص وقطن".

يحصل سكان القامشلي يوميًا على نحو ساعة واحدة فقط من التيار الكهربائي يؤكد خليل قائلا: "لا كهرباء إلا ساعة في اليوم أو أكثر بقليل ولا ماء ولا خدمات".

لم تعد المنطقة قابلة للعيش بلا ماء لعدم توافر الكهرباء، بناءً على تلك الظروف المعيشية المأساوية بات النزوج والهجرة من هواجس أهالي القامشلي، حيث بدأت العائلات تنزح وتلجأ إلى العراق وتركيا ممن استطاع ذلك.

يضيف خليل: إن من يجد طريقًا للهروب من هذه الأوضاع لا يضيع وقتا طويلا، الناس تبحث عن مكان أفضل للمعيشة وأكثر أمانا وبعيدا عن الانقسام الاجتماعي بسبب سياسة الأحزاب الكردية الرعناء".

همٌ آخر يُضاف إلى معاناة أهالي القامشلي، يقول خليل: "الانقسام الاجتماعي بسبب سياسة الحزاب الكردية"، مضيفا: "اللعنة على كل حزب، صراعات حزبوية مقيتة من أجل النفوذ والسيطرة".

يسيطر على منطقة القامشلي مقاتلي حزب الاتحاد "الطريمقراطي" الكردي (pyd) بقيادة صالح مسلم، ويدعى أن الحزب الديمقراطي هو ذراع لحزب العمال الكردستاني في سوريا.

يقع الأهالي في مصيدة المهربين لاستغلال حاجتهم المعيشية والأمنية في مقابل نقلهم إلى الطرف الآخر من الأراضي السورية إما العراق أو تركيا، ولا يقتصر الاستغلال من الجانب السوري فقط بل من الطرف العراقي والتركي، على حد سواء.

وبحسب خليل فإن "المهربين وحراس الحدود يتقاضون من كل شخص لقاء تهريبه للطرف الآخر من سوريا إلى تركيا بنحو 10 آلاف ليرة سورية، و75 ألف ليرة من سوريا إلى داخل كردستان العراق".

وعن الأوضاع المعيشية يقول خليل إن الأوضاع صعبة جدا بسبب جشع التجار وفقر الناس وارتفاع سعر الدولار، فمثلا واحد كيلو جرام من الشاي سعره 1500 ليرة سورية بعدما كان نحو 250 ليرة سورية.

يقول أبو محمد (30 سنة) من أهالي منطقة القامشلي إن المخابز تعمل يومًا واحدًا فقط من كل 5 أيام؛ بسبب قلة السولار في السوق، وسعر رابطة الخبز (8 أرغفة) يصل إلى نحو 150 ليرة سورية.
الجريدة الرسمية