رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 72 ساعة على اكتشاف مقتل المذيعة شيماء جمال.. قانوني يكشف موعد تمثيل الجريمة.. وشقيق المجني عليها: أثق في القضاء

المذيعة شيماء جمال
المذيعة شيماء جمال

بعد مرور 72 ساعة على اكتشاف مقتل الإعلامية شيماء جمال داخل مزرعة زوجها بمنطقة أبو صير في البدرشين، نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية فى تحديد مكان اختباء زوجها في محافظة السويس باستخدام أجهزة البحث الجنائى للتقنيات الأمنية الحديثة، وتمكن رجال الأمن من تنفيذ قرار النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم وتم ضبطه فى مكان اختبائه، واقتياده إلى محافظة الجيزة.

وكشف فريق البحث المشكل الذي ضم 5 لواءات و12 ضابطا، أن زوج الإعلامية شيماء جمال يختبئ فى محافظة السويس وتم توجيه المأمورية له وتمكنوا من ضبطه واقتياده إلى نيابة أكتوبر بمحافظة الجيزة للتحقيق معه.

وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة تلقت إخطارا من قسم شرطة الشيخ زايد، يفيد بتلقيها بلاغا من قاضٍ باختفاء زوجته الإعلامية شيماء جمال، حيث كان برفقتها لشراء بعض احتياجاتها، وطلبت منه الانتظار لتذهب إلى الكوافير لتصفيف شعرها والعودة له، إلا أنه مر وقت طويل دون عودتها وإغلاق هاتفها المحمول أثار قلقه، ما دفعه لتقديم بلاغ بتغيبها واختفائها.

تحريات المباحث

وأجرت الأجهزة الأمنية بإشراف اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تحريات موسعة فحصت خط سير المذيعة وتحفظت على كاميرات المراقبة بمحيط اختفائها وبتفريغها كشفت عدم صدق رواية الزوج.

ومع استمرار عملية البحث والتحري لكشف غموض وملابسات اختفائها حضر أحد الأشخاص إلى قسم الشرطة ليبلغ عن علمه تفاصيل حول اختفاء الإعلامية شيماء جمال، وأن زوجها قتلها وأنه يعلم مكان جثتها، حيث كان شريكا في الجريمة.

واصطحب فريق من رجال المباحث بالجيزة شريك زوج الإعلامية شيماء جمال إلى مزرعة القاضى بمنطقة أبو صير بمدينة البدرشين، وأرشد عن مكان دفنه للجثة في حديقة المزرعة، وتم استخراجها بحضور الطبيب الشرعي، ليتبين وجود تشوه بملامحها وتهشم بعظام الجمجمة، وتم نقلها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.

حالات تمثيل الجريمة

وتساءل البعض عن الحالات التي يمثل فيها المتهم الجريمة أمام النيابة العامة، ولماذا يقدم على ذلك؟

وأجاب حسين الكيلاني، المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، عن هذا السؤال، وقال: إن جميع الجرائم التي بها قتل نفس أو بها أكثر من متهم يجرى تمثيلها، موضحًا أنه من الطبيعي حال القبض على المتهم وعرضه على النيابة أن يتم توجيه له العديد من الأسئلة مثل: «انت كنت فين وقت وقوع الجريمة؟.. وهل هناك شركاء في الجريمة؟» وغيرها من الأسئلة، مؤكدًا أن بعض المتهمين ينكرون الواقعة، بينما في حالات أخرى يعترفون بارتكابها.

وأضاف “الكيلاني” أنه عندما يعترف المتهم بارتكاب الواقعة، يتم تمثيلها لمعرفة الحالة التي عليها المتهم أثناء ارتكابه الواقعة، فإذا كان المتهم نفذها بمفرده، يتم التعرف على الحالة النفسية الإجرامية التي أدت إلى ارتكاب واقعة القتل، ومعرفة هل هناك شركاء معه في الجريمة من عدمه، فمن خلال التمثيل تتم معرفة دور كل متهم في الجريمة.

وأشار المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة إلى أنه ليس شرطًا أن يكون القاتل هو الفاعل الأصلي في الجريمة، فقد يكون هناك شخص مخطط للواقعة أو هيأ لها، فجريمة التخطيط للجريمة تُعد في مرتبة الفاعل الأصلي تمامًا من حيث الجُرم والعقوبة، مؤكدًا أن هناك فاعلًا أو مشتركًا ثانويًا في الجريمة، وتلك الأمور تظهر أهمية تمثيل الجريمة حال أن يكون المتهم اعترف بارتكابه الجريمة، لكن هناك وقائع أخرى يرفض فيها المتهم الاعتراف بارتكابه الواقعة.

ولفت “الكيلاني” إلى أنه في حالة كون المتهم غير معترف بالجريمة وينكر أي صلة بالواقعة، لكن هناك شهودا وأدلة تُثبت أن المتهم هو من قام بارتكاب الجريمة، ففي هذه الحالة تصور النيابة الجريمة وتمثيلها، وفقًا لأقوال الشهود والأدلة، وهذا الأمر يُسبب للمتهم تفاعلًا نفسيًا داخله، ويبدأ على الفور يُنكر بعض أجزاء من الواقعة ويعترف بالبعض الآخر، وهو ما يُعد اعترافًا بطريقة غير مباشرة بأنه مُرتكب الواقعة.

وفي حالة الشك في أقوال الشهود، والشك في أنهم مدسوسون على المتهم، بينما الشخص الذي يُوجه له الاتهام غير معترف بالجريمة، فيتم البدء في تمثيل الجريمة وتطبيقها على أدلة الشهود، ثم عرض هذا التمثيل على الشهود للتأكد من صحة الواقعة كما سردوها، كما تتم مواجهة المتهم بالجريمة المصورة وبأقواله التي أدلى بها في النيابة العامة، ومطابقتها لمعرفة هل ما حدث حقيقي أم تأليف من وحي خياله، وهل هو مظلوم أم لا.

وذكر "الكيلاني" أن النيابة العامة توجه الأسئلة للمتهم أربع مرات، بشكل مختلف، سواء في نفس التحقيق أو في فترة حبسه احتياطيًا، فطبيعة الإنسان إذا كان كاذبًا ينسى الإجابات التي أدلى بها، ولا يستطيع تكرار نفس الإجابة في كل تحقيق، بينما إذا كان صادقًا لا ينسى الإجابة كونها حدثت بالفعل أمامه ويتذكرها، و"لو كذاب هيبدأ يغير في كلامه".

وكشفت التحريات أن المجني عليها زوجة ثانية للمتهم، وأنها كانت ترغب في إعلان زواجهما العرفي، إلا أنه كان يرفض، فهددته بإخبار زوجته الأولى وأسرته، ما أثار غضبه ونشبت بينهما مشادة كلامية فقرر القاضى التخلص منها ووضع خطة لتنفيذ جريمته.

وأضافت التحريات أن القاضى طلب من شريكه استئجار مزرعة بمنطقة البدرشين، واتصل بالمجنى عليها وأوهمها أنه اشتراها لها لإرضائها بعد المشاجرة الأخيرة بينهما، وأثناء تواجدهما بداخلها تجددت خلافاتهما مرة أخرى، فأخرج سلاحه "طبنجة" وسدد لها ضربة على الرأس بمقبض السلاح، ثم سكب على وجهها ماء نار، واستعان بآخر لدفنها في حديقة المزرعة، ولجأ لحيلة البلاغ باختفائها لإبعاد أى شبهة جنائية عنه.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان اختباء المتهم بقتل زوجته الإعلامية شيماء جمال بمحافظة السويس، وذلك من خلال استخدام أجهزة البحث الجنائى للتقنيات الأمنية الحديثة.

وتم تكثيف التحريات وجمع المعلومات تنفيذًا للإذن القضائى الصادر بضبطه وإحضاره.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله.

شقيق المجني عليها

وقال إكرام جمال شقيق المجني عليها المذيعة شيماء جمال في واقعة مقتل شقيقته في فيلا بمنطقة أكتوبر، إنه يثق في القضاء العادل وإنه يعلم أن دماء شقيقته لن تضيع وأن القانون سيأخذ مجراه بالنسبة لقاتلها الذي يعمل بأحد الجهات القضائية.

وأكد إكرام: "لما سمعت خبر القبض ما صدقتش نفسي.. وواثق إنه هياخد إعدام".

وأضاف إكرام لـ "فيتو": "أختي مدفونة من أكتر من أسبوعين وما نعرفش عنها حاجة.. أتمنى إكرامها ودفنها لأنها اتبهدلت".

وأكد إكرام، أن جثة شقيقته ما زالت تحت أيدي أطباء مصلحة الطب الشرعي لإعداد تقريرهم المناسب.

تجديد حبس شريك المتهم

وجدد قاضي المعارضات بمحكمة الجيزة، اليوم الخميس، حبس المتهم بالاشتراك في قتل المذيعة شيماء جمال 15 يومًا على ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة.

الجريدة الرسمية