رئيس التحرير
عصام كامل

ثروت الخرباوي.."المتمرد" الذي كشف "سر المعبد".. تعرض لحرب من الإخوان وانتصر على "محاكم التفتيش".. زلزل عرش الجماعة ووصفها بـ "الماسونية"..وتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بعد عزل "مرسي"


منذ أحد عشر عاما اختار رجل أن يكون "متمردًا" داخل جماعة لا تعرف سوى السمع والطاعة؛ ففي العام 2002 قرر صاحب "سر المعبد" أن ينفصل عن دعوة تملأ روح وجسد منتسبيها حسب تعبيره.


لم يكن ثروت الخرباوي مجرد محام بجماعة الإخوان المسلمين وإنما رجل في جعبته الكثير من الأسرار، مما جعله من أشهر المنشقين عن الجماعة مع بداية الألفية الثالثة فقد كان "الخرباوي" دائم الدفاع عن قيادات الجماعة أثناء اعتقالهم إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.
جرت في النهر مياه كثيرة ودخل الخرباوى "المعبد"، وتجول في جنباته، وعلم ما يدور ويُحاك بداخله، واكتشف بنفسه أسرارًا لم يكن ليعلمها لولا توغله في قلب التنظيم الضخم المسمى بـ «الإخوان المسلمين»، وعندما توصل إلى أن الخط المعتدل الذي دفعه في شبابه للانضمام إلى الجماعة ليس مطابقًا لما رآه بداخلها خرج منها غير آسف أو نادم، بعد سلسلة مضايقات عديدة، تعرض لها، وهو داخل الجماعة.

وبعد أن تحرر الرجل من القيود التنظيمية تحول إلى أحد أبرز المعارضين للجماعة حيث أكد في كتابه "سر المعبد" أن جماعة الإخوان جماعة "ماسونية".

وانفصل صاحب "سر المعبد" عن الجماعة في تطورات غريبة؛ حيث عقدت الجماعة جلسة محاكمة له قضت بفصله من الجماعة عقب توجيه اتهامات له بقيامه بتدشين دعاية مضادة لقائمة الإخوان في نقابة المحامين، ثم أعيدت محاكمته وألغي قرار فصله إثر تدخل من الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد آنذاك ليتم إصدار قرار يقضى بوقفه لمدة شهر وبكتابة "خطاب محبة" إلى المرشد.

وبعد أربعة أشهر اتهم "الخرباوي" مجددًا من قبل المحامى الإخوانى ‬محمد طوسون‮ بأنه وراء الوقوف ضده في نقابة المحامين في مسعى الأخير للحصول على منصب وكيل النقابة، ليتم عقد محاكمة أخرى له داخل الجماعة وقبل أن يبلغه القيادي الإخواني ممدوح الحسيني بقرار فصله أبلغ "الخرباوي" مكتب الإرشاد باستقالته من الجماعة.

وقال "الخرباوي" إنه انفصل عن الجماعة بعد أن وجد الإخوان المسلمين يرفعون راية الإسلام وفي حقيقة الأمر يمارسون سلوكيات الحزب الوطني فرفض الازدواجية، فضلًا عن وجود مؤامرات وأحقاد وصراعات ومحاولة لتحقيق مصالح خاصة بعيدة كل البعد عن مصلحة الإسلام داخل الإخوان.

واشتهر "الخرباوي" بتصريحاته النارية وهجومه الشرس على قيادات جماعة الإخوان المسلمين حتى أصبح عدوهم اللدود و"الصداع المزمن" في رأس الجماعة، وله مجموعة من المؤلفات أبرزها "قلب الإخوان" و"محاكم تفتيش الإخوان" و"سر المعبد".

كما تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بعدما تم إبطال مفعول قنبلة وضعت بداخل سيارة داخل جراج العمارة التي يسكن بها.

الجريدة الرسمية