رئيس التحرير
عصام كامل

جمال مبارك وبيانه!

بيان جمال مبارك الذى أعلنه أمس حول انتهاء التحقيقات الأوربية مع أسرته والإفراج عن أموالها هو بلغة الصحافة خبر لا ينقصه أسباب متابعته.. أما بلغة السياسة فهو خبر يثير الشهية لإخضاعه للتحليل والاستنتاجات.. ولذلك فإن التعليقات التى تناولت هذا الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي ربما تكون أهم من فحوى هذا الخبر وما تضمنه من مواقف وتعرض له من وقائع.

 
الملاحظة الأولى تتمثل في أن الأغلب الأعم من التعليقات وردود الأفعال التى تناولت هذا البيان  جاءت أسيرة النطاق النخبوي أساسا، وهو ما يفيد أن اهتمام الرأى العام يتجه لأمر آخر والأرجح أنه يتجه لمشكلة التضخم وارتفاع الأسعار التى تؤرق أغلب المواطنين، خاصة أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة.

 نفس المعلومات


والملاحظة الثانية تتمثل في أن هذا البيان جدد الجدل الذى أثير بعد تنحى مبارك حول أمواله وثروة أسرته.. والمثير أن هذا الجدل الذى تجدد يتكرر بذات السيناريو الذى أثير به من قبل ولا جديد من المعلومات في طرحه الجديد، وإنما هى ذات المعلومات التى أثيرت من قبل وكلها مستندة إلى تقديرات شخصية واجتهادات صحفية عربية وغربية، والمعلومة الوحيدة الموثقة من جهة أوربية هى معلومة الأموال الموجودة في مصارف أوربية التى تم الإفراج عنها وهى تختلف كثيرا عن التقديرات التى تم ويعاد تداولها حول ثروة أسرة مبارك.

 
والملاحظة الثالثة تتمثل في التفتيش في دوافع ظهور جمال مبارك لإعلان بيانه هذا وباللغة الانجليزية.. فهناك من رأى أن الدوافع تتجاوز إعلان الانتصار في المعركة القضائية الاوربية التى خاضتها الأسرة، وأنها قد تكون لها دلالات سياسية، خاصة وأنه تصادف  قبلها بأيام سفر جمال وعلاء للإمارات العربية لتقديم واجب العزاء فى وفاة الشيخ خليفة بن زايد. وهذا أمر ليس بالجديد لأن هناك من بين النخبة الذى مازال مهتما بالبحث عن إمكانية عودة جمال مبارك للعمل العام أو السياسي مجددا، بينما عموم الناس لا يشغلها هذا الأمر، لآن انشغالها بهموم الحياة اليومية كبير جدا أمس واليوم وأيضًا الغد.

 


أما الملاحظة الأخيرة فهى تتمثل في أن بيان جمال مبارك سوف يتراجع هذا الاهتمام الذى ناله نخبويا مع مرور الوقت، أو مع ظهور أمور أخرى جاذبة لاهتمام النخبة، خاصة وأن نخبتنا يصيبها الملل عادة من طول الاهتمام بأمر أو موضوع ما، فضلا عن أن الحياة تحمل دوما جديدا مع كل يوم يهل علينا، وأظن أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية سوف تطغى باستمرار على اهتمامات النخبة والعامة حتى تظهر مؤشرات انفراج هذه الأزمة وانحسار تداعياتها علينا.             

الجريدة الرسمية