رئيس التحرير
عصام كامل

هل المسيحي شهيد؟

كلمة شهيد أو "مارتيروس - μaρτηρός" وجِدَت في المسيحية منذ زمن وربما منذ نشأة المسيحية الأولى، فنجد أن معناها "شاهد"، بمعنى أنه شهد عن شيء أو شاهد على شيء، بل أحيانًا يختارهم الله ليكونوا شهداءً عليه وله مثلما قال الكتاب في سفر أعمال الرسل: "لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ".


كأن الشهيد هو سفير لله على الأرض ليشهد عنه ولإسمه أمام الكل حتى ينال إكليل الشهادة على يد الطغاة والظالمين من الذين كانوا يهاجمون الدين المسيحي بشراسة منذ اللحظة الأولى لهم في الحكم أو حتى في تولي أي منصب حتى وأن كان صغيرًا.


أول شهيد


وكلمة شهيد أًطلقت لأول مرة على الشماس وشهيد الرب القديس اسطفانوس، الذي قتلوه مرجومًا حتى الموت لإيمانه بالملك المسيح، ولكنه كان متشبهًا بالسيد المسيح عندما نظر إلى السماء وطلب المغفرة لهم مثلما فعل السيد المسيح -له كل المجد- عندما كان على الصليب وطلب المغفرة للذين صلبوه.


لكن من بعدها توالى عدد الشهداء في الإزدياد والكثرة، بل أن حكم دقلديانوس الذي شهد استشهاد أكثر من 840 ألف نسمة على يد هذا الظالم، بدأت مع حكمه تاريخ جديد صارت تحتفل بيه كنيستنا القبطية وهو تاريخ الشهداء أو التاريخ القبطي المسيحي منذ تولي دقلديانوس الحكم في عام 284 ميلاديًا، وهو ليس الحاكم الوحيد الذي اضطهد المسيحيين أو ضيق عليهم.


فهناك ولاة وحكام كثيرون أيضًا شهد التاريخ على ظلمهم واضطهادهم للمسيحيين وربما من أشهر قصص اضطهاد المسيحيين واستشهادهم قصة "نيام مغارة مدينة أفسس" الذي كتب عنها كثيرون من آباء كنيستنا القبطية ومنهم "مار يعقوب السروجي" وذكرت أيضًا في القرآن الكريم في سورة الكهف.

 


فقبل أن تنصب نفسك بديلًا لله، وتطلق أحكامًا من سيرحمه الله ومن سيتقبله الله شهيدًا، فكر في خلاص نفسك أولًا وفي أن تراجع كل أمور حياتك لترى هل أنت شخصيًا ترضي الله من وجهة نظرك أم لا.
وفي اللحظة التي تبدأ فيها بمحاكمة نفسك وتهذيبها، أكاد أجزم لك أنك من بعدها لن تنصب نفسك قاضيًا، لكن ستحاول أن تعيش الباقي من حياتك محاولًا أن تعوض كل ما فاتك وليتك تستطيع.
Twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية