رئيس التحرير
عصام كامل

الذرة في خطر.. دراسة تتوقع مستقبل قاتم للمحصول بسبب المناخ

محاصيل الذرة
محاصيل الذرة

يقول المثل الدارج إن المشاكل لا تأتي منفردة أبدا، وقد أظهرت دراسة جديدة لوكالة ناسا، أن القول المأثور سيصبح صحيحا عند تطبيقة على مشاكل المناخ في عالم أكثر دفئًا.

وتظهر الدراسة أن الأحداث المناخية المتطرفة مثل الفيضانات وموجات الحرارة ستتجمع بشكل متزايد في الزمان والمكان، مما يزيد من مخاطر فشل المحاصيل وحرائق الغابات والمخاطر الأخرى على المجتمع.

ووجدت الدراسة، أنه بحلول عام 2100، ستؤدي الزيادات في موجات الحر والجفاف والأمطار الغزيرة مجتمعة إلى مضاعفة مخاطر الفشل المرتبط بالمناخ في محاصيل الذرة في ثلاث مناطق على الأقل من مناطق زراعة الذرة الست الرئيسية في العالم في نفس العام.

وقامت العديد من الدراسات السابقة بنمذجة التغييرات في مؤشر مناخ واحد مثل عدد الأيام فوق 100 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية) في منطقة معينة، لكن التأثيرات الأكبر تأتي عادة عندما تحدث ظواهر التطرف في وقت واحد أو في تسلسل متقارب.

على سبيل المثال، جميع الدول الغربية مألوفة جدًا للسيناريو حيث تؤدي الحرارة المفرطة والجفاف إلى نشوب حريق في الهشيم، ثم يؤدي هطول الأمطار الغزيرة إلى خلق خطر جديد، وهو الانهيارات الأرضية، في المنطقة المحترقة.

 

وعمل علماء المناخ لسنوات لفهم وتمثيل هذه السلاسل المعقدة من الأحداث المتفاعلة عدديًا في النماذج المناخية، وهي مهمة شاقة تدفع بحدود القدرة الحاسوبية المتاحة.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة كولين ريموند، العالم في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا: "في السنوات الخمس الماضية فقط تم تطوير إطار عمل لتطبيق التفكير بالمخاطر المركبة على تحليل المناخ بطريقة يمكنك فعلًا من حسابها دون أن يصاب عقلك باليأس".

 

وفي دراستهم، استخدم فريق البحث نموذج مناخ ألماني معروفا ابتكره معهد "ماكس بلانك "لإجراء 100 محاكاة فردية للأعوام من 1991 إلى 2100، وأظهرت محاكاة الماضي (1991 إلى 2020) أن النموذج كان قادرا على تمثيل مجموعات الأحداث المتطرفة، مثل تغيير الحرارة الشديدة مع هطول الأمطار الغزيرة، بما يتوافق مع الطريقة التي حدثت بالفعل خلال تلك الفترة.

 

وقام الباحثون بتحليل محاكاة المستقبل حتى عام 2100 لفحص التغيرات المستقبلية المحتملة في مخاطر المناخ، لا سيما في المخاطر التي يمكن أن تحدث في وقت واحد أو في تتابع قريب.

وركز الباحثون على كيفية تأثير التكتل المتزايد لكل من درجات الحرارة ومخاطر هطول الأمطار على الذرة، حيث يُزرع هذا المحصول الغذائي المهم في جميع أنحاء العالم، مع ست مناطق رئيسية، أو سلال خبز، والتي تمثل حوالي ثلثي إجمالي الإنتاج العالمي.

 

وأظهرت نماذج المحاكاة أنه بحلول عام 2100 ستحدث موجات حر شديدة حول العالم تستمر 3 أيام على الأقل مرتين إلى 4 مرات كما يحدث الآن، وستزداد الظواهر المتطرفة لمدة 3 أيام في هطول الأمطار بشكل عام بنسبة 10٪ إلى 50٪.

 

وحلل الباحثون أيضًا كيف ستتجمع هذه الأحداث المتزايدة في الوقت والمكان، ثم نظروا في كيفية تأثير كل هذه التغييرات مجتمعة على محاصيل الذرة في المستقبل وذلك باستخدام العلاقة بين الظواهر المناخية المتطرفة في الحرارة وهطول الأمطار وفشل المحاصيل السابق كدليل.

 

ووفقًا لأفضل تقدير، فإن فرصة أن تتسبب مجموعة من الأحداث في فشل محاصيل الذرة في ثلاثة على الأقل من سلال الخبز في العالم في نفس العام تقريبًا، من 29٪ إلى 57٪ بحلول عام 2100، وفرصة فشل المحاصيل في أكبر خمس مناطق لسلة الخبز في عام واحد ستنمو بشكل أكبر من 0.6٪ إلى 5.4٪.

الجريدة الرسمية