"مقامات ومزارات".. "علي الشوني" أول من أنشأ مجلس الصلاة على النبي
تقدم "فيتو" على الموقع الإلكتروني، وعبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حلقات يومية من برنامج "مقامات ومزارات"، والذي يتناول لمحات من حياة آل بيت النبوة، وأولياء الله الصالحين وصحابة رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
البرنامج من إعداد وتقديم الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، ومن تصوير سيد حسن.
تستعرض حلقة اليوم، التي تذاع في الساعة الواحدة بعد الظهر، جوانب من حياة الشيخ علي الشوني المصري، أحد أكابر الصوفية والأولياء، شافعي المذهب، وأول من بدأ طريقة المَحْيَا في الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم بمصر، وانتشر عنه في كثير من البلاد الإسلامية.. مثل مكة والقدس، ودمشق وغيرها.
بلد السيد البدوي
ولد في قرية بالغربية، اسمها شون بناحية طنطا، بلد السيد أحمد البدوي.
ونشأ على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، منذ صغره، وكان إذا سرح بالبهائم يعطي غداءه للصغار، ويقول: تعالوا صلوا معي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم انتقل إلى مقام سيدي أحمد البدوي، فأقام فيه مجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة ويومها، فكان يجلس في جماعة من العشاء إلى الصبح، ثم من صلاة الفجر حتى يخرج لصلاة الجمعة، ثم من صلاة الجمعة إلى صلاة العصر، ومن صلاة العصر إلى المغرب، فأقام على ذلك عشرين سنة.
الرحيل إلى القاهرة
ورحل إلى القاهرة بطريقة غريبة، حيث خرج يودع صديق له في سفينة عبر النيل، كان مسافرًا إلى القاهرة، فتحرك المركب بهم، ورفض قائده أن يعود بالشيخ، فدخل الشيخ القاهرة، وأقام بالتربة البرقوقية بالصحراء.
وكان يتردد على الأزهر للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فاجتمع عليه خلق كثير، واعتقد في صلاحه مماليك السلطان قايتباي.
وكان إنشاؤه لمجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الأزهر سنة 897 هـ.
ولم يتزوج- رحمه الله تعالى- حتى مضى من عمره تسعون سنة اشتغالا بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعبادة.
ورد الصلاة على النبي
قال الشعراني: إن ورده في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف مرة ليلًا، وعشرة آلاف نهارًا.
وكان حسن المعاشرة، كثير التبسم، وكان من الصفاء، حتى لا يظن أن أحدا يكذب أبدا، وإذا نزل بالمسلمين همٌّ لا يقر له قرار، ولا يضحك حتى ينجلي عنهم.
وكان كثير الرؤية للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يحب أن يذكر الناس ذلك.
ومن كراماته أن الحجيج كانوا يرونه بعرفات، وفي الطواف، ومشاهد الحج، فإذا رجعوا إلى مصر أخبروا بذلك عنه.
مجلس الصلاة على النبي
ومجلس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الذي ابتكره من المجالس التي تلقاها العلماء الأعلام بالقبول في أقطار الأرض.
ولما مرض الشوني مرض الموت مكث سبعة وخمسين يومًا على جنب واحد، لم يلتفت حتى التهب ظهره، بشدة، وأصيب بقرح الفراش.
وكانت وفاة الشيخ نور الدين الشوني، رحمه الله تعالى، في سنة 944 هـ، ودفن بزاوية الشيخ عبد الوهاب الشعراني.