رئيس التحرير
عصام كامل

هل يظهر حصار روسيا لماريوبول نقاط قواها اللوجيستيه؟

ماريوبول
ماريوبول

اعتبرت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية أن الحصار الروسي لمدينة ماريوبول الأوكرانية الإستراتيجية، يظهر نقاط القوة اللوجستية لروسيا، لكنها اتهمت في الوقت نفسه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه يحكم الآن ”أرضًا قاحلة مليئة بمقابر جماعية“.

وقالت الصحيفة في تحليل لها إن المدينة الساحلية أصبحت الآن في أيدي الروس، وإنه رغم استمرار بعض القوات الأوكرانية في الصمود بمصانع الصلب في آزوفستال، فقد شعر الروس بالقدرة على إعادة نشر القوات وتصحيح الأخطاء اللوجستية للهجوم على المدينة.

وأضافت أن ماريوبول كانت هدفا بارزا للجيش الروسي منذ 2014، حيث تعتبر مركزا صناعيا رئيسا وميناء على بحر آزوف، فضلا عن أنها حيوية اقتصاديا لأي منطقة تعتزم روسيا ضمها في الفترة المقبلة، لافتة إلى أن القيادة الروسية خصصت قوة كبيرة للسيطرة على المدينة، وأنها خدعت الجميع في بداية الحرب بأن المدينة لم تكن الهدف الأساسي لروسيا، وحاصرتها من قبل قوات من الفرقة 150 بندقية و810 لواء مشاة البحرية والمقاتلين المجندين من ولاية دونيتسك.

وأردفت أن الجيش الروسي حاصر المدينة في 2 مارس الماضي وشرع في حصر القوات الأوكرانية في جيوب معزولة يمكن مهاجمتها بعد ذلك، وأن الروس استخدموا نيران مدفعية ضخمة لإرهاق المدافعين الأوكرانيين، ودمروا معظم المدينة في هذه العملية.

وأشارت إلى أن الروس ”كرروا أسلوبهم في الحرب الأهلية السورية، حيث شنوا ضربات على المستشفيات والملاجئ المدنية لإرهاب السكان المدنيين ودفعهم إلى الإخلاء، ما أدى إلى تطهير ساحة المعركة وسمح لهم بالتركيز ضد المدافعين الأوكرانيين الذين وقعوا في أسر الخوف مما ستفعله القوات الروسية بهم إذا تم أسرهم.“

ورأت أن حصار ماريوبول يحمل عددًا من الدروس العسكرية والسياسية، فمن وجهة النظر العسكرية، أخطأ الجيش الأوكراني في عدم مهاجمة اللوجسيتات الروسية، حيث يمتلك الجيش الروسي ذخيرة مدفعية كافية لمواصلة القصف المستمر بما يعادل القصف الذي أطلق على ماريوبول لمدة خمس سنوات.“

وقللت الصحيفة من شأن السيطرة الروسية على ماريوبول، وأفادت بأنه مع ذلك فإن الدرس السياسي المستفاد هو أن غزو روسيا لأوكرانيا هو عمل عديم الجدوى وسوف تضطر روسيا إلى تسوية مدن أوكرانيا بالأرض إذا كانت ترغب في احتلالها.“

الجريدة الرسمية