رئيس التحرير
عصام كامل

الطبلاوي الصغير: لن أخرج من جلباب أبي.. وعلى إذاعة القرآن الكريم مراجعة موقفها منه (حوار)

الطبلاوى الصغير
الطبلاوى الصغير

القرآن الكريم ليس أغنية وهناك من يقوم بتنغيمه بشكل غير لائق 
سميعة زمان كانوا أكثر من الآن وضغوطات الحياة أثرت على الناس
هذه وصية والدي لي قبل وفاته
كنت أقرأ في السرادقات ومساجد مصر الكبرى وعمري 15 عاما 
أتمنى عمل ختمة للقرآن الكريم مجودة ومرتلة والتقديم في الإذاعة
أطالب بإذاعة تلاوة الطبلاوي مثل باقي القراء القدامى

أحاول الإضافة لمدرسة والدى.. وأحب وأحترم كل الأصوات الموجودة


 

ذرية بعضها من بعض، عائلة كريمة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهبت أبناءها لحفظ القرآن الكريم وتلاوته، آناء الليل وأطراف النهار، الأب هو أحد أشهر مقرئي الإذاعة والتلفزيون المصري منذ 1970، ذاع صيته بأنه صاحب أطول نفس في القراءة والترتيل ولقب بـ "أيوب المقرئين"  ومنحه الملك فهد قطعة من كسوة الكعبة، وهب حياته كلها للقرآن وحرص على تحفيظ أبنائه وأحفاده القرآن الكريم.

 
ومن بين أبنائه الـ12 وهب الله ابنه "محمد" حنجرة ذهبية ليكون خليفة وامتداد لمدرسة الطبلاوي في دولة التلاوة المصرية.. التقت “فيتو” مع الطبلاوي الصغير كما يلقبونه وأجرت معه هذا الحوار تزامنا مع الذكرى الثانية لرحيل الشيخ “الطبلاوي” وإلى نص الحوار:

 

◄ كيف بدأت حفظ القرآن الكريم؟
اكتشفت موهبة الصوت وأنا عمري 7 سنوات وأنا أقلد الأذان لبعض المشايخ القدامى فذهبت لوالدي وحكيت له قصة تقليد الأذان، ومن وقتها وأنا أقرأ القرآن الكريم في حفلات المدرسة وعيد الأم وغيرها من المناسبات حتى أتممت الحفظ على يد الوالد.

 

◄ هل الوالد كان حريصا على تحفيظكم القرآن؟

طبعا كان حريصا على تحفيظنا القرآن الكريم منذ الصغر أنا وأخي أحمد، لكن التحفيظ لم يكن بالقسوة وإنما بالترغيب عن طريق تخصيص ورد يومي نقوم بالتسميع عليه، وكان يحفزنا أحيانا بالمال وأحيانا أخرى بالهدايا.

 

◄ من أقرب الأصوات في العائلة لصوت الوالد؟ 
أنا كنت أقرب الأصوت التي تقلد والدي، وكان وقتها أبي طاير من الفرحة لأنه كان نفسه يكون له خليفة وامتداد لتكملة المسيرة، وكنت أول مرة أقرأ أمامة في محفل من المحافل وكنت خايف وقتها وقال لي: "اطلع اقرأ شوية يا شيخ محمد، وكنت طالع بخوف ولكن كنت أريد أن أثبت نفسي وقتها".


◄ تقليد مدرسة الوالد.. هل تسببت في مضايقات؟
الوصول لمدرسة الشيخ الطبلاوي وتقليدها هو في الأساس صعب على أي شخص، فأنا من صغري متشبث جدا بوالدي ولا أسمع غيره فهو من حببني في تلاوة القرآن الكريم، كنت أحضر الشرائط  وأسمعها من كثرة تعلقي بصوته "زي ما أكون شاربها" ومن المستحيل أخرج من طريقته، وأداء الطبلاوي فريد فسبحان مَن أعطاه الطريقة ونبرة الصوت، وأنا أحاول أضيف لمدرسة الطبلاوي إنما الخروج منها صعب.

 

◄ ما النصيحة التي أوصاك بها الشيخ الطبلاوي؟

الشيء الوحيد الذي أوصانا به "تقوى الله.. تقوى الله" وكان دائمًا ما يوصينا "خلي ربنا نصب عينك لأن الله سبحانه وتعالى يقول: ‏{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب}".

 

◄ كيف بدأت عملك كقارئ للسورة في مسجد الفتح؟
قبل أن أصبح قارئًا للسورة في مسجد الفتح كنت أقرأ في السرادقات وعمري 15 عامًا، وكنت أقرأ في مساجد مصر الكبرى مثل مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها ومسجد السيدة زينب والجامع الأزهر وجامع عمرو بن العاص.

 

◄ ما هي الأصوات التي تحبها في الوقت الحالي؟

أنا أحب وأحترم كل الأصوات الموجودة وعلى رأسهم الشيخ محمود الخشت وعبد الفتاح الطاروطي وطه النعماني وحجاج هنداوي ومحمود الشحات صديق مقرب ومحترم وأيضًا الشيخ الشحات أنور، أما من القدامى فعلى رأسهم عبد الباسط والشيخ محمد رفعت والمنشاوي وأيضًا الشيخ محمد حصان وشعبان الصياد، وهاشم هيبة وراغب غلوش.

 

◄ كيف ترى مخالفات بعض القراء في الآونة الأخيرة؟
هي إساءة للقرآن الكريم قبل كل شيء، وعلى النقابة أن تتخذ ضد هؤلاء الإجراءات القانونية قبل كل شيء لأن هناك أخطاء فادحة "وبلاوي سودة" لأن هناك مَن يقوم بتلحين وتنغيم القرآن الكريم بشكل غير لائق لأنها ليست أغنية أو ابتهالات يمكن التلحين فيها، إنما هو القرآن الكريم إما أن تقرأه كما أنزل أو تتركه وتبتعد عنه، وأعتقد أن السكوت عن هذه التجاوزات جريمة لن تغتفر.

 

◄ هل يستطيع القارئ أن يجمع مع التلاوة فن الابتهال؟
المقرئ يستطيع أن يبتهل، أما المبتهل فلا يستطيع.

 

◄ أصعب المواقف التي رأيتها أثناء التلاوة؟
كانت معظمها من الجمهور وفوجئت في إحدى الليالي بشخص يصرخ أمامي "إيه اللي أنت بتعمله ده وجاء ليقبلني على رأسي عشان أعيد من جديد" ويلقبونني بـ"الطبلاوي الصغير" وأحيانا أجد تلك المواقف مؤثرة لأنها تعطيني الدافع وأشعر أن هناك سميعة متأثرين بالقرآن الكريم، لكن سميعة زمان كانوا أكثر من الآن لأن ضغوطات الحياة أثرت على الناس.


◄ ما أمنياتك المستقبلية؟
أتمنى أن أقوم بعمل ختمة للقرآن الكريم مجودة ومرتلة والتقديم في الإذاعة، وأن أترك شيئًا أنتفع به للآخرة، كما أتمنى أن تقوم الإذاعة بدورها في مراجعة موقفها من التلاوة الخاصة بالشيخ الطبلاوي وإذاعتها مثل باقي القراء القدامى.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"..ز

الجريدة الرسمية