رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بعد التهدئة مع تيجراي.. إثيوبيا تستعد لفتح جبهة قتال جديدة في أوروميا

 إثيوبيا تستعد لفتح
إثيوبيا تستعد لفتح جبهة قتال جديدة في أوروميا

تزايدت مؤشرات استعداد القوات الأثيوبية لشن هجوم ضد متمردي جيش تحرير أورومو في الأيام الأخيرة، بعد هدوء الجبهة الشمالية ونهاية قتال دام مع جبهة تحرير تيجراي.

 

وقال تقرير نشرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية إن التهدئة التي بدأت في تيجراي شمال إثيوبيا قد تفضي إلى فتح جبهة أخرى لرئيس الوزراء آبي أحمد في أوروميا، أكبر منطقة في البلاد، مشيرا إلى أنَّ الجنود الفيدراليين الذين يتولون الإدارات العسكرية المؤقتة التي تسود فيها الأحكام العرفية، تحدثوا في بداية أبريل عن اقتراب عملية كبرى لطرد المتمردين من مختلف الجيوب في غرب وجنوب المنطقة.

 

ناقوس الخطر

ووفقًا لعدة مصادر محلية في أوروميا، بدأ الجيش بالفعل، بدعم من القوات الإقليمية من المقاطعات المجاورة، في الانتشار على نطاق واسع حيث ينوي القيام ”بحملة متواصلة للقضاء نهائيًا على المجموعة الإرهابية“ التابعة لـ جيش تحرير أورومو وفق ما ذكره التلفزيون الحكومي ”إي تي في“.

 

وأضاف التقرير أنّه منذ فبراير الماضي دقت عضو البرلمان من أورومو، هانكاسا إبراهيم، ناقوس الخطر في البرلمان، وقالت إنه ”في منطقة أوروميا تخضع حوالي 396 بلدة وقرية تحت سيطرة من وصفتهم بـ“إرهابيي جيش تحرير أورومو“، حيث يتم اختطاف السكان وإطلاق سراحهم مقابل فدية، ويقوم جيش تحرير أورومو بتحصيل الضرائب في المناطق التي يسيطر عليها، وتقدّر السلطات أنها تمثل حوالي 10% من مساحة المنطقة، بينما يقول المتحدث باسم جيش تحرير أورومو أودا تاربي إنّ هذ التنظيم يسيطر على ”ثلث أوروميا“.

 

وهذه المقاطعة التي يزيد عدد سكانها على 35 مليون نسمة، من أصل 115 مليون عدد سكان البلاد، هي موطن للمجموعة العرقية الرئيسية في البلاد، التي ينتمي إليها آبي أحمد على وجه الخصوص، وسكانها من الحلفاء الأوائل لرئيس الوزراء، الذين ساعدوا في وصوله إلى السلطة، لكن شعر الأورومو سريعًا بالخيانة بسبب الرؤية المركزية لإثيوبيا التي روج لها حزب الرخاء الذي يقوده آبي أحمد، وفق ما يوضحه تقرير الصحيفة الفرنسية.

 

وعلى الرغم من أنه لا يشكل تهديدًا مباشرًا للعاصمة أديس أبابا، فإن التمرد يشل جزءًا من أوروميا حيث إنّ الطرق مقطوعة وصناعات التعدين (الذهب والبلاتين والحديد) معطلة إضافة إلى تعطيل المشاريع الإنسانية وابتزاز الناقلات وحتى عمليات الاختطاف.

 

وأصبح جيش تحرير أورومو الذي شكل لبعض الوقت تحالفًا مع متمردي الجبهة الشعبية لتحرير تجراي أكثر احترافًا، ما أثار قلق أديس أبابا التي لم تعد تتردد في نشر آلاف الجنود الإضافيين وتنفيذ ضربات بطائرات دون طيار، من صنع إيراني، بحسب ”لوموند“.

 

بين خيارين

ويستفيد مقاتلو جيش تحرير أورومو، المجهزون بأسلحة حديثة من تعاون السكان المحليين المحبطين من سياسات رئيس الوزراء آبي أحمد، وفق الصحيفة الفرنسية التي نقلت عن محلل طلب عدم ذكر اسمه قوله ”لقد قاوموا فعليًا الهجمات الحكومية المضادة السابقة، لا سيما في ديسمبر ويناير الماضيين ما يطرح تساؤلات عن فعالية الحملة المقبلة.“


وحسب التقرير الفرنسي، فإنّ السلطات الإثيوبية وبعد الخروج من حرب دموية ضد متمردي جبهة تحرير تيغراي تقف بين خياري تصعيد القمع أو السعي إلى التهدئة كما فعلت في مارس الماضي حيال متمردي تيجراي الذين تم التفاوض معهم خلف الكواليس على هدنة إنسانية.

 

وفي نهاية شهر مارس الماضي دعا مؤتمر أورومو الفيدرالي، وهو حزب معارض من أورومو، إلى الحوار، وطالبت حركة ”جوار محمد“، الصديق المقرب السابق لآبي أحمد الذي أصبح منافسه الرئيسي بعد أن أمضى عدة أشهر في السجن، الحكومة بـ“وضع حد للصراع مع جيش تحرير أورومو من خلال مد غصن زيتون كما فعلت في تيجراي“ وفق تعبيره.

وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الرسمية تعد بالجحيم لمتمردي أورومو كل يوم، فقد تم إنشاء روابط بهدوء مع الحكومة، وفقًا لما ذكره أحد المطلعين على السياسة الإثيوبية رغب في عدم الكشف عن هويته، حسب ”لوموند“، بينما يقول جيش تحرير أورومو إنه ”ترك الباب مفتوحًا دائمًا للمفاوضات“ لكنه يطالب أولًا بالإفراج عن السجناء السياسيين في أوروميا، كبادرة حسن نية، والذين يقدر عددهم بالآلاف.

Advertisements
الجريدة الرسمية