رئيس التحرير
عصام كامل

ماكرون ولوبان.. صراع مشتعل تحلم فيه مرشحة اليمين المتطرف بإنهاء 63 عاما من سيطرة الرجال

ماكرون ولوبان
ماكرون ولوبان

فتح الصراع على مفتاح الإليزيه، وتولي منصب الرئاسة الفرنسية التساؤل حول إمكانية حصد سيدة لمنصب رئيس الجمهورية، وهو الأمر الذي لم يتحقق على مدار 63 عامًا، بعدما تقاربت نسب التصويت بحسب استطلاعات الرأي، بين الرئيس المنتهي ولايته إيمانويل ماكرون، وأكبر منافسيه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

 

انتخابات الرئاسة الفرنسية 

ومع توجه ملايين الفرنسيين اليوم الأحد، إلى الاقتراع في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تخيّم عليها الأزمات الدولية، لا يزال عدم اليقين سيد الموقف عشية انطلاق التصويت.

وتفيد كل استطلاعات الرأي أن ماكرون ولوبن اللذين سبق أن تواجها في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في العام 2017، هما الأوفر حظًا للتأهل مجددًا اليوم، لكنها تشير إلى تقلّص الفارق بينهما أكثر فأكثر.

ولا تستبعد الاستطلاعات، مع الأخذ في الاعتبار هامش الخطأ، فوز لوبن الذي سيمثل سابقة مزدوجة في ظل الجمهورية الفرنسية الخامسة التي لم يسبق أن حكمتها امرأة أو سياسي من اليمين المتطرف.

وعلى مدار 63 عاما، سكن الإليزيه، 8 رؤساء للجمهورية الخامسة، من اليمين واليسار، مع سيطرة تامة للرجال على حساب النساء.

وتبدأ قصة رؤساء فرنسا منذ تأسيس الجمهورية الخامسة في عام 1958، برئاسة الجنرال شارل ديجول.

 

شارل ديجول 

الرئيس الأول للجمهورية الخامسة هو الجنرال ديجول المعروف بشجاعته الكبيرة، وإصاباته المتكررة في الحرب العالمية الأولى، ووقوعه في الأسر في يد الألمان لمدة عامين، ومحاولته الهرب 5 مرات.

وفي الحرب العالمية الثانية، رفض ديجول خضوع فرنسا للألمان، وشكل ما يعرف بالقوات الفرنسية الحرة لمواصلة القتال إلى جانب الحلفاء، واعتبره رئيس الوزراء البريطاني، وينستون تشرشل، قائدًا لفرنسا الحرة في عام 1940.

وفي يونيو 1958، أصبح ديجول آخر رئيس للجمهورية الرابعة في فرنسا، وكتب دستور الجمهورية الخامسة في سبتمبر، قبل أن يصبح أول رئيس للجمهورية الخامسة في ديسمبر من نفس العام، ويستمر في المنصب حتى 1969.

 

جورج بومبيدو

ومن رئيس جنرال إلى رئيس مدرس ورجل استخبارات، حيث أصبح جورج بومبيدو رئيسا لفرنسا في يونيو 1969.

بومبيدو المولود في 1911، عمل كمدرس ثم رجل استخبارات، قبل أن يعمل في أحد البنوك.

وفي يونيو 1958، أصبح بومبيدو مديرا لمكتب الرئيس ديجول، ولعب دورا كبيرا في صياغة دستور الجمهورية الخامسة، قبل أن يصبح رئيسا للوزراء بين 1962 و١٩٦٨:

وانتخب بومبيدو رئيسا للجمهورية في ١٩٦٩، وبقى في المنصب حتى تاريخ وفاته في عام 1974.

 

فاليري جيسكار ديستان

عاد الرؤساء المنحدرون من  خلفية عسكرية على يد جيسكار ديستان في عام 1974، حيث انتخب رئيسا للبلاد بعد وفاة بومبيدو.

وديستان المولود في ألمانيا عام 1926 لأبوين فرنسيين، شارك كجندي في تحرير باريس من الألمان في عام 1944.

وبين عامي 1969 و1974، خدم ديستان كوزير للمالية في حكومة بومبيدو، قبل أن يصبح رئيسا للبلاد بين عامي 1974 و1981.

 

فرانسوا ميتران 

ميتران المولود في عام 1911، تولى وزارة المالية بين عامي 1954 و1955، ووزير العدل في عام 1956، لكنه رفض الانقلاب الذي صعد بديجول للسلطة في 1958، ما كلفه عدم شغل مناصب سياسية عليا لفترة طويلة.

وفي عام 1965، كان السياسي اليساري الوحيد في الانتخابات الرئاسية، وأجبر ديجول على خوض جولة ثانية في الانتخابات وخسر في النهاية بعد حصوله على 45% من الأصوات.

وفاز ميتران في الانتخابات الرئاسية ضد ديستان في عام 1981، وظل في السلطة لولايتين حتى عام 1995.

 

جاك شيراك 

خريج مدرسة الإدارة المرموقة في باريس، ووزير الشؤون الاجتماعية بين عامي 1967 و1968، ثم وزير دولة للاقتصاد والمالية حتى عام 1971.

كما تولى شيراك وزارة الزراعة ببن عامي 1972 و1973، ثم ترك المنصب لفترة قصيرة وعاد إليه في 1973 حتى 1974، وتولى رئاسة الحكومة لفترة قصيرة في نفس العام.

وانتخب شيراك رئيسا للبلاد في عام 1995 وظل في السلطة حتى عام 2007.

 

نيكولا ساركوزي

وزير الداخلية في آخر حكومات شيراك، الحاصل على شهادة جامعية في القانون وعمل لفترة محاميا قبل أن يمتهن السياسة، ويتدرج في المناصب على المستوى المحلي.

وبين عامي 1993 و1995، خدم ساركوزي كوزير للموازنة والاتصالات، وانتخب في عام 1999 نائبا في البرلمان الأوروبي، قبل أن يصبح وزيرا للداخلية بين عامي 2002 و2003.

وعاد وزيرا للداخلية بين عامي 2005 و2007، في آخر حكومات شيراك، قبل أن يخوض سباق الرئاسة ويفوز بها في 2007.

لكن ساركوزي فشل في انتخابات الولاية الثانية عام 2012، وخسر أمام فرانسوا أولاند.

فرانسوا أولاند

الرئيس السابع للجمهورية الخامسة، وثاني اشتراكي في المنصب بعد فرانسوا ميتران، إذ فاز بالانتخابات الرئاسية ضد ساركوزي في 2012، وظل في منصبه حتى 2017.

وفي 2017، خسر أولاند الانتخابات الرئاسية ضد خلفه إيمانويل ماكرون الذي أصبح الرئيس الثامن للجمهورية الخامسة.


إيمانويل ماكرون 

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس 3 مارس ترشحه لولاية ثانية، وكان ماكرون قد انتخب رئيسا للبلاد في مايو 2017 لتطبيق سياسة اقتصادية معتدلة.

ومع وصوله للرئاسة اتبع ماكرون سياسة اقتصادية ليبرالية، وبات مطالبا بإقناع الناخبين الذين يميلون أكثر إلى فاليري بيكريس مرشحة حزب "الجمهوريون" اليميني وأنصار أحزاب الوسط للتصويت له، للفوز بولاية ثانية.

الجريدة الرسمية