رئيس التحرير
عصام كامل

يرويها شيخ الصحفيين حافظ محمود.. نوادر الموائد الملكية في رمضان

الموائد الملكية فى
الموائد الملكية فى رمضان

كتب الصحفى حافظ محمود العضو رقم 1 في نقابة الصحفيين والملقب شيخ الصحفيين مجموعة مقالات في جريدة الجمهورية تحت عنوان (رمضان حكايات لها تاريخ) يحكى فيها عن ذكريات مرت به في شهر رمضان؛ ففي إحدى هذه المقالات يحكى عن حضوره مائدة إفطار مع الملك السابق فاروق بدعوة منه في رمضان قال فيه:


تلقيت دعوة في أحد الأيام لحضور حفل إفطار على مائدة الملك فاروق نيابة عن نقيب الصحفيين الذى كان مسافرًا إلى الخارج، وتلقيت دعوة مكتوبًا عليها (بأمر صاحب الجلالة الملك نتشرف بدعوة سيادتكم لحضور مأدبة الإفطار التي تقام بقصر عابدين) مساء يوم صيفى حار.

 

الياقات البيضاء 

نصت الدعوة على ضرورة ارتداء بدلة الردنجوت ذات الصديرى الثقيل والياقة البيضاء الجافة العالية لمجرد تناول الإفطار في القصر الملكى، فحاولت الاتصال تليفونيا بالقصر للاعتذار، فقيل لى: إن الدعوات إلى المآدب الملكية المحدودة العدد لا يجوز فيها الاعتذار إلا بسبب السفر او المرض.

شيخ الصحفيين حافظ محمود

ذهبت إلى القصر قبل موعد الإفطار بعشرين دقيقة حسب التعليمات، وفى حديقة القصر التي تحولت الآن إلى مركز شباب عابدين، وحول حمام السباحة اصطف المدعون حول الموائد التي أعدت بتنسيق خاص إلى أن انطلق مدفع الإفطار.

 

سرب الحمام الأبيض

رأيت الملك السابق يهبط درج السلم المؤدى إلى الحديقة، وقد وقف رجال الحاشية من باشوات وباكوات جانبي أولى درجات السلم وهم ينحنون ويعتدلون ثم ينحنون مرة أخرى.. إلى أن وصل صاحب الجلالة إلى أرض الحديقة فالتفوا حوله على شكل طابور ثنائى مزدوج حتى وصل إلى المقعد المعد له، وإذا بسرب من الحمام الأبيض ينطلق من أعلى القصر يسير في طابور منتظم لحظة جلوس الملك، بعدها عاد الحمام من حيث أتى.

لست أنكر أن الطعام كان شهيا بالمشويات والمكتفات والحلويات القادمة من باريس.. لكن النظر إلى الحمام المدرب كان أشهى منه.

ومن الطريف أن مآدب الإفطار قبل عام 1940 قبل أن تتحول دار المندوب السامى البريطاني إلى سفارة موضع منافسة بين القصر الملكى وبين دار المندوب السامى البريطاني الذى كان يقيم كل عام حفل شاى لكبار الشخصيات ومنهم هيئة كبار العلماء وكان يختار لحفلته ليلة القدر.

 

حملة صحفية 

وقامت ضجة في الصحف تزعمها الصحفى محمد التابعى حول تلبية علماء الدين لهذه الدعوة وهذا الحفل، ونجحت الحملة الصحفية فامتنع كل من كان لا يمانع من الشيوخ في حضور هذه المأدبة البريطانية عن الحضور.

تلك قفشات من ليالى رمضان التي كانت مزيجًا من الترفيه والتسلية والسياسة.

الجريدة الرسمية