رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى رحيل حافظ محمود الذى لقبه السادات بـ"شيخ الصحفيين"

الصحفى حافظ محمو
الصحفى حافظ محمو

في عام 1977 أبدى الرئيس الراحل محمد أنور السادات عزمه تحويل نقابة الصحفيين إلى نادٍ بعد الهجوم عليه من عدد من الصحفيين المقيمين بالخارج.



تدخل فى الأمر حافظ محمود شيخ الصحفيين، صاحب الكارنية رقم واحد فى نقابة الصحفيين وأول عضو بمجلس إدارة النقابة حيث ساهم فى تأسيسها منذ البداية.

وخاطب السادات وذكر له أن هناك وثيقة موقعة منه يقر فيها بدور الصحافة في ثورة 23 يوليو، قائلا: "تأتي الآن أمام كاميرات العالم وتقول إن الصحافة ضد الوطن، فكيف تناقض نفسك يا سيادة الرئيس؟

وأشار إلى أن الصحفيين الذين كتبوا ضد مصر، لا يتعدون نسبة أكثر من 2% أو 3 % من أعضاء النقابة، فلماذا أنت غاضب ياريس؟

ورد السادات: "مش عارف اللي كتبوا يا أستاذ حافظ وكتبوا إيه؟"

قال حافظ محمود :"أنا لما تركت النقابة تركت لهم ميثاق الشرف الصحفي مكتوب ومدروس".

واستمر حافظ في سرد تفاصيل من هذا القانون حتى صاح السادات: "أهو أنا عايز نصف ده، أو ربعه حتى".

واقترح شيخ الصحفيين مجلسا يحل مشاكل الصحفيين، وتأسس بعدها المجلس الأعلى للصحافة.

ويعلق السادات على ذلك قائلا: "شايفين شيخ الصحفيين حلها إزاي"، ودوى التصفيق الحاد وانتهى الاجتماع فلحق حافظ محمود وإحسان عبدالقدوس بالسادات.

كان إحسان ظريفًا حين سأل أنور السادات، عن حكاية شيخ الصحفيين دي؟ فقال السادات: "هوه أنت مش فلاح زي أنا وحافظ يا إحسان ؟ في كل شغلانة عندنا ليها شيخ وهو كبيرهم".

فقال حافظ ضاحكا: "بس أنا كده أول شيخ بقرار جمهوري"، ومن يومها أصبح لقبه شيخ الصحفيين .

حافظ محمود يكتب: سهرات رمضان من السيدة إلى الحسين

وكتب السياسى الوطنى فتحى رضوان وزير الارشاد فى حكومة الثورة مقالا فى مجلة الهلال عدد أكتوبر 1958 عن حافظ محمود قال فيه:
 
تعامل "حافظ محمود" فى مجال الصحافة والخطابة والكتابة فى دروب السياسة والاجتماع وعاصر أكبر الشخصيات واقترب من القمة حتى كاد يعلوها وخرج من كل هذا سليما معافا لم يمس أحدا شرفه بكلمة ولم يجرح خصما مهما اشتدت خصومته وحميت عداوته.

وتابع: كان قريبا من الحكومة دون أن يكون حكوميًا ودون أن يخبئ من ذلك قرشا، فقد بقى عفيفا خجولا، وكان لا يخرج من بيته إلا مرتديا بدلة كاملة مع البيبيون، أسس جمعية القلم الأدبية، وهو لا يزال صبيا وكنا أعضاء فيها ومعنا أحمد حسين.

وأضاف: خرجت جريدتنا الصرخة ورأس تحريرها وعمره لا يتجاوز 25عاماً فكتب مقالا سياسيا قال فيه ياشباب 1933 كونوا مثل شباب 1919 وكان ويدعو فيها الشباب للقيام بالثورة، وكانت نتيجة المقال أن اقتيد إلى سجن الاستئناف ونشرت الصحف صورته مسجونا وكنت معه انا واحمد حسين.

وتابع: يوم المحاكمة تطوع محمد على علوبة باشا السياسى والمحامى الكبير للدفاع عنا قائلا: لقد شرحت الأسباب، فإما أن يفرج عن الثلاثة أو أسجن معهم، فما كان من القاضى إلا أن انسحب من القضية مهابة من علوبة باشا ثم افرج عن الثلاثة المتهمين وانتقل بعد ذلك حافظ إلى جريدة السياسة الأسبوعية التى يرأس تحريرها الدكتور محمد حسين هيكل ليتنازل عن رئاستها فيما بعد إلى حافظ بعد تعيينه وزيرًا.

توفى حافظ فى مثل هذا اليوم 27 ديسمبر 1996 وخرجت جنازته محمولا على أعناق الصحفيين من نقابتهم حتى مسجد عمر مكرم.

كان حافظ محمود أصغر رئيس تحرير عرفته مصر، وهو من مواليد 1907 بمدينة القاهرة، ودرس بكليتى الآداب والتجارة، ولعب دورًا أساسيا فى تأسيس نقابة الصحفيين عام 1941 وعين عضوا فى مجلس النقابة فى المجلس المؤقت لها حتى انتخاب نقيبا للنقابة الوليدة، وحصل على  رقم العضوية 1 وفيما بعد انتخب عضوا فى مجلس النقابة 26 دورة.

الجريدة الرسمية