رئيس التحرير
عصام كامل

الصندوق الأسود.. حمد بن جاسم يكشف أسرار القادة العرب وتنحي مبارك

مبارك والقذافي وصالح
مبارك والقذافي وصالح

فتح رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الأسبق، حمد بن جاسم آل ثاني، صندوق أسراره طيلة عقود عمله في السياسية، تحدث عن الرئيس الراحل حسني مبارك، واليمني علي عبد الله صالح، والزعيم الليبي معمر القذافي.

 

حمد بن جاسم آل ثاني

وخلال الأسابيع الماضية كان لحوار حمد بن جاسم آل ثاني، مع الزميلة "القبس" الكويتية من خلال برنامجها المصور "الصندوق الأسود" صدى واسع، لما جاء في الحوار من أسرار ومفاجآت من المؤكد أن لمست الحقيقة حتى لو كان بعضها يتسم بالمغالطة أو الغموض.

الغزو العراقي للكويت

واختص حمد بن جاسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بمعلومات كثيرة خلال حديثه، وكشف عن مضمون لقاء جمعه مع صدام حسين في عام 2002، إبان الغزو الأمريكي، وتحدث عن موقف حدث في كواليس القمة العربية التي عقدت في أعقاب الغزو العراقي للكويت.

 

وقال رئيس الوزراء القطري السابق إن الرئيس العراقي صدام حسين، لم يزعل من شيء يفعلونه ضده الكويتيين، كونه غزا الكويت، إلا أنه "زعلان" من القطريين كونهم تدخلوا في أمر لا يعنيهم، على حد تعبيره.

حوار حمد بن جاسم 

وأوضح حمد بن جاسم بأنه رد على صدام بقوله، إن الجيش العراقي غزا جارة قطر - الكويت - وإنه على الدوحة الاهتمام بالجار، خاصة أنها يمكن أن تتعرض للغزو كما حصل للكويت.

 

وأضاف: "فخامة الرئيس؛ كيف شو دخلنا في الموضوع؟ أنت غزيت جاري وحتى لو لم أهتم بالجار لازم أعمل حساب أنك ممكن تغزيني".

 

وأوضح له أن أي شخص عربي لن يقبل بما فعله، وذكره بأنه في السابق كان يقول "ممنوع تهديد دولة عربية لدولة عربية"، ولكن ما حدث أنه لم يهدد حتى ولكنه احتل دولة عربية جارة.

 

الصندوق الأسود 

وتحدث حمد بن جاسم في أحد الأجزاء من الصندوق الأسود، عن العلاقة بين الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، والرئيس اليمني السابق الراحل، علي عبد الله صالح.

 

وقال حمد بن جاسم آل ثاني في هذا الجزء عن معلومة أمريكية سربها الرئيس اليمني الراحل لنظيره العراقي وقتها: "علي عبد الله صالح عنده تعاطف مع صدام حسين".

 

وأضاف وزير خارجية قطر الأسبق: "الجنرال فرانك ذكرها في مذكراته، وذكره لي أنا.. لما راح لعلي صالح كان قد مرر إشارات خطأ لعلي صالح، لأنه سمع أن علي صالح ينقلها إلى صدام حسين..عن من وين دخول الأمريكان، فقال له سندخل من البحر ونفاجئه (صدام حسين)، وندخل الكويت من البحر، ولم يقل له أنهم سيدخلون من الخلف، المنطقة البرية، المثلث العراقي السعودي الكويتي، الذي كان مجرى أغلب الدخول لفصل الكويت".

 

وتابع رئيس وزراء قطر الأسبق: "الجنرال فرانك قال لي قلت ذلك متعمدًا لأن نحن مكتشفين أن علي صالح ينقل هذه المعلومات لصدام حسين".

 

إعدام صدام 

وفي أحد الأجزاء تحدث حمد بن جاسم حول إعدام صدام، وقال إن أمير بلاده السابق حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الراحل حسني مبارك حاولا منع إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

 

وقال آل ثاني إن الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني، و"عندما قرر الأمريكان، أو العراقيين قتل صدام حسين، تدخلنا نحن لأنه لا داعي للقتل لأنه يستفز وما في داعي".

 

وتابع أنه اقترح على الأمير الاتصال بالرئيس مبارك، وهو ما جرى، إذا اتصل الأمير السابق ليلًا بمبارك، وطلب منه "أن يضع ثقله" ويحاول منع الإعدام.

 

وأكد آل ثاني: "أنا أعرف أن مبارك اتصل بالأمريكان، وقال لهم إن تلك الخطوة قد تستفز العالم العربي" وأضاف: "وكان رد (الرئيس الأمريكي الأسبق جورج) بوش الرفض".

 

خدعة القذافي

وضمن القادة البارزين الذين تحدث عنهم حمد بن جاسم، الزعيم الليبي الراحل معمر القذافى، وتطرق لواقعة خداع النظام الليبي السابق بزعامة معمر القذافي للدوحة.

 

وقال ابن جاسم في حلقة جديدة من حواره مع الإعلامي الكويتي عمار تقي، إن مسؤولين ليبيين طلبوا من فرنسا إبان حقبة نيكولا ساركوزي، مبلغ 480 مليون دولار، في نهاية المفاوضات حول إطلاق سراح الممرضات البلغاريات.

 

وذكر حمد ابن جاسم أن المسؤولين الليبيين زعموا أنهم يريدون إظهار "شيك" بالمبلغ أمام القذافي فقط، ومن ثم فإنهم سيعيدونه دون نقصان بعد 72 ساعة فقط.

 

وأوضح أن الجانب الفرنسي طلب من الدوحة توفير هذا المبلغ، لصعوبة إخراجه من باريس، مضيفا أنه كان في إجازة صيفية بمدينة "كان" بفرنسا، وأبدى استعدادا للأمر، وهو ما حدث بالفعل

 

وبحسب حديث، فإن الجانب الليبي خدع القطريين، وصرف "الشيك" كاملا، ومن ثم بدأ بالتسويف بإعادته، قبل أن يتحدث عن السماح لقطر بالاستثمار في مناطق وأراض ليبية مقابل هذا المبلغ.

 

وتابع: "شعرت حينها أنه انضحك علينا"، وبحسب ابن جاسم فإن تلك الفترة شهدت أيضا خداع نظام القذافي للإمارات بمبلغ مشابه.

 

وكانت قطر نجحت بالوساطة بين ليبيا وبلغاريا، وأتمت صفقة خرجت بموجبها ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني بعد 8 سنوات قضوها في السجن، وذلك عام 2007.

 

وكانت الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني، الذي تم منحه الجنسية البلغارية لاحقًا، حوكموا في ليبيا بتهمة نقل فيروس الإيدز عمدًا إلى 450 طفلًا ليبيًا، ليصدر بحقهم حكم بالإعدام، ويتم تخفيف الحكم لاحقًا إلى السجن مدى الحياة.

 

وشمل الاتفاق إنشاء "الصندوق الليبي من أجل الأطفال المصابين بالإيدز"، الذي ساهمت فيه قطر والتشيك.

 

لقاء القمة العربية

وفي سياق آخر، تحدث حمد بن جاسم آل ثاني، عن موقف في كواليس القمة العربية التى عقدت عقب الغزو العراقى للكويت، حصل بين الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، أمير الكويت الراحل، مع الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي.

 

وأكد حمد بن جاسم آل ثاني، أن "الشيخ سعد رفض مصافحة القذافي جالسا وطلب منه الوقوف، ليقف الزعيم الليبي السابق ويسلم عليه"، مشيرا إلى أن عبد الرحمن العتيقي، وزير المالية والنفط الكويتي الراحل، وجه انتقادًا لاذعًا وكلامًا جارحًا للقذافي وقال له: "أنت تتكلم من ساعة، وأنا بلدي محتل".

 

تنحي مبارك 

وتطرق حمد بن جاسم خلال حديثه مع القبس، لمجريات الأحداث فى مصر خلال ثورة 2011، والضغوطات الأمريكية التي مارسها الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما على مبارك لدفعه إلى التنحي عن السلطة.

 

واتهم وزير الإعلام المصري الأسبق، صفوت الشريف، بتدبير ما تعرف إعلاميا بـ"معركة الجمل" وانها كانت السبب فى تأجيج الغضب.

 

وأشار حمد آل ثاني في هذا الصدد إلى أن الوزيرة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، أجرت عدة اتصالات معه، وأنها أخبرته أن الرئيس الأسبق باراك أوباما أخبر مبارك "أن يخلق البديل ويمشي".

 

وتابع وصل الأمريكيون إلى نتيجة أن "مبارك لازم يمشي"، وأوضح أنه كانت هناك هناك عدة مكالمة منهم مكالمة كانت سيئة بينه وبين أوباما.

 

حكم الإخوان

وخلال حديث عن مصر تناول في جزء منه فترة جماعة الإخوان "الإرهابية" وحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وأتهم الإخوان بأنها جماعة لا تصلح لإدارة دكان.

 

وتابع، المحيطين بمرسي كانت خبرتهم قليلة، مستوى الأفراد في إدارة مرسي كان ضعيفًا جدًّا ولا يقدرون على حكم دولة ما تقدر تخليهم على دكان.

 

وكشف، أن الدوحة استضافت اجتماعًا بين مساعدين لمرسي وممثلين للإدارة المصرية في عهده مع ممثلين للإدارة الأمريكية، للتقريب بين الطرفين، حينما كانت واشنطن ترغب في التعرّف على اتجاهات النظام المصري وسياساته الاقتصادية.

وتابع: "خرجت من الاجتماع وأنا مصدوم، فقد كان مستوى جماعة مرسي لا يرقى للنقاش الدائر حينها"، لقد كانوا "مساكين يصلحون لإدارة دكان وليس لإدارة دولة، كان مساعدو مرسي الموجودون بالاجتماع أقل بكثير من المتوقع، ولا يرتقون للمستوى".

الجريدة الرسمية