رئيس التحرير
عصام كامل

«السعادة في الحضارة المصرية» محاضرة تفاعلية بمكتبة الإسكندرية

محاضرة تفاعلية بمكتبة
محاضرة تفاعلية بمكتبة الإسكندرية

نظمت مكتبة الإسكندرية  محاضرة تفاعلية عبر الإنترنت تحت عنوان: «مشاعر السعادة في الحضارة المصرية القديمة في ضوء النصوص والمناظر» بالتعاون مع قسم الآثار والحضارة، بكلية الآداب، جامعة حلوان.

وألقت المحاضرة الدكتورة هبة رفعت محمد غالي؛ المدرس بقسم الآثار والحضارة، كلية الآداب، جامعة حلوان.

 

مكتبة الإسكندرية


تناولت المحاضرة مفهوم السعادة وحياة المصري القديم وفكره الديني وعاداته وتقاليده؛ وكيف كان على دراية تامة باختلاف مفهوم السعادة ومنظورها من فرد إلى آخر تبعًا لاختلاف طباعه واتجاهاته.

ووجد بعض المصريين القدماء السعادة في الإنجاز والنجاح والترقي الوظيفي، أو في إرضاء الحاكم وطاعة أوامره ليغدق عليه بالهدايا والمكافآت، أو في التقرب للإله والحصول على رضاه، بينما وجدها بعضٌ آخر في الحرية والتخلص من العدو وتحقيق النصر، أو ضمان تقديم القرابين له بعد موته؛ وتتحقق سعادة المتوفى باجتياز المحاكمة ووزن القلب للفوز بالبعث والخلود.

وفي سياق متصل، شهد الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، حفل توقيع كتاب خضير البورسعيدي الذي أصدره مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان "خضير البورسعيدي..مدرسة مصرية في الخط العربي"، اليوم الخميس.

المدرسة المصرية للخط العربي

وذلك في إطار احتفال مكتبة الإسكندرية بمئوية المدرسة المصرية للخط العربي، وبحضور الفنان مسعد خضير البورسعيدي؛ رئيس الجمعية المصرية للخط العربي، والدكتور فتحي عبد الوهاب؛ رئيس صندوق التنمية الثقافية، ومحمد بغدادي؛ قوميسير ملتقى الخط العربي.

وافتتح الدكتور مصطفى الفقي؛ كلمته قائلًا "كل يوم نكتشف أن لدينا رصيد لا نشعر به، فقد كنا نعلم بوجود مدرسة عن الخطوط العربية، ولكن لم ندرك أنها بهذا الرقي"، مشيدًا باهتمام الكثيرين بهذا الفن وحرصهم على المشاركة في الاحتفالية، ومؤكدًا على أن مصر صدرت أفضل قراء القرآن الكريم وأشهر الخطاطين للوطن العربي، وحافظت على التراث، وسوف تواصل تاريخها وتجدد شبابها وتضع بصمتها في كل مكان.

وأشار "الفقي" إلى أن المكتبة كانت معنية منذ البداية بالخط العربي ولذلك أنشأت مركز دراسات الخطوط، إذ أن الخطوط تجمع بين نواحي كثيرة تتضمن جمال الخط وسلامة الخط وروحانية الخط وعندما تراه يشعرك بحالة روحانية، ولذلك سعت المحطات التلفزيونية أن يقترن صوت قارئ القرآن بالخط العربي مما يضيف إليه لمسات روحانية ومواطن جمال.

وشدد "الفقي" على ضرورة أن تدرك الأجيال الجديدة ألا تفلت من بين أيديها الاهتمام بالخط العربي، فلا يخفى على أحد أن أغلب أبنائنا الطلاب في الوقت الحالي خطوطهم سيئة، وهو ما يؤكد على ضرورة عودة الاهتمام به، عكس الأجيال القديمة التي كانت تهتم وتقدر الخط العربي وكانت تدرسه في المدارس.

فيما قال الفنان خضير البورسعيدي؛ إن العمل على الكتاب استمر 4 سنوات وكان يعتقد أنه سوف يصدر عقب وفاته، حيث أصبح من العادة تكريم الأشخاص عقب وفاتهم، ولكن عندما رأى الكتاب أدرك حجم المجهود الذي بذل فيه، وقد نشر في الكتاب عدد كبير من اللوحات من التلفزيون والأفلام القديمة التي وصل عددها إلى ما يقرب من 20 ألف لوحة.

وأشار "البورسعيدي" إلى وجود أساتذة كبار في الخط العربي بدأوا المسيرة وتبعهم جيله وجددوا فيما تعلموه، ولذلك يسعى لنقل خبرته وعلمه للأجيال الجديدة، وعندما يأتي إليه طالب يعلمه دون مقابل، لافتًا إلى أنه تعلم أن ينتقد لوحاته بنفسه عقب الانتهاء منها، ولذلك يتعلم شيئًا جديدًا كل يوم رغم ما يمتلكه من خبرة.

وأوضح "البورسعيدي" إنه يكتب بخط الثلث وهو أصعب الخطوط العربية، وبعض الخطاطين يتعلمون جميع الخطوط ماعداه، مضيفًا أنه بدأ في تعلمه منذ أن كان عمره 5 سنوات بعد أن أعجب به من دون أن يطلب مساعدة من أحد، حيث كان يحضر كتابات ويقلدها ومن ثم يقوم بمراجعتها للبحث عن الأخطاء وتصحيحها.

وأشار محمد بغدادي؛ إلى الجهد الذي بذل منذ عام 2004 لتوثيق وإدراج فن الخط العربي على قائمة التراث الثقافي غير المادي القائمة التمثيلية للتراث الإنساني لمنظمة اليونسكو، بمشاركة 16 دولة عربية من بينهم مصر.

وأكد "بغدادي" على أن أهمية الخط العربي تكمن في أنه جزء أساسي من الهوية الثقافية العربية، وأيقونة الفنون التشكيلية العربية لأنه يعبر عن لغة ولوحة فن تشكيلي مكتملة الأركان.

ومن جانبه؛ أكد الدكتور محمد حسن، مؤلف الكتاب، إن مركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية يدرك المسئولية التي تقع على عاتقه، فهو دور مكمل للقوى الناعمة وحفظ حضارة مصر في عصورها المختلفة، ولذلك بدأنا في كتاب آخر عن مئوية المدرسة المصرية وكيف تحول الخط العربي في مصر من مجرد كتابات إلى صناعة.

يُذكر إن الاحتفالية اُفتتحت بعرض فيلم تسجيلي من انتاج استوديو مكتبة الإسكندرية مدته تقارب الـ30 دقيقة عن فنون الخط العربي ومسيرة الفنان خضير البورسعيدي، بداية من نشأته بمدينة بورسعيد الباسلة الذي تلقب باسمها، وكفاحه وعمله بالمقاومة الشعبية وقت العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، حتى وقت حضوره إلى مدينة القاهرة، كما يلقي الضوء على أعماله في التلفزيون في عدد من المسلسلات والبرامج من بينها؛ الشهد والدموع وليالي الحلمية، وخواطر الشيخ الشعراوي والعلم والإيمان، بالإضافة إلى كتابة المصحف المرتل المصاحب للمشايخ في العديد من الدول العربية.

الجريدة الرسمية