رئيس التحرير
عصام كامل

ندا رضوان تكتب: سيوة.. واحة الجمال

ندا رضوان
ندا رضوان

هنتكلم النهاردة عن واحة تعتبر محبوبة عند الشعب المصري، وعند الأجانب الذين يفضلون سياحة السفاري والمغامرات والعيش في الجبال.

 هنتكلم عن واحة سيوة، وهي مدينة وواحة مصرية في الصحراء الغربية تبعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط، إلى الجنوب الغربي من مرسي مطروح، وتتبع محافظة مطروح إداريا.

 أربع واحات

ومما لاشك فيه إن هناك أوجه تشابه بين أربعة من الواحات لا تعرف لها لغة غير اللغة العربية.

 كما أن معظم عادات سكانها وتقاليدهم تجد في الكثير من الأحيان ما يشابهها في بعض القري الواقعة في جهات معينة من وادي النيل، فيمكن عقد المقارنات بين واحتي الخارجة والداخلة وبين بعض قري محافظتي سوهاج وقنا التي كانت ترتبط بهما هاتان الواحتان منذ الاف السنين.

أما واحة سيوة فإنها تختلف اختلافا تاما عن أي شيء في وادي النيل، فمظهرها العام وعمارة بيوتها وملابس سكانها وملامح وجوهم ولغتهم وموقفهم تجاه غيرهم من الناس الذين يزورن الواحة نجد إنه لم يعد في وادي النيل، بل يحس أنه أصبح في مكان يختلف.

 

زيارة سيوة

مكان مختلف عن كل ما عرفته في مصر، سواء في الدلتا أو الصعيد أو في الصحراء، كان هذا هو ما شعرت به عندما زرت واحة سيوة للمرة الأولى.

 ولم يتغير هذا الإحساس طوال السنوات الماضية، ولكن حياة سكانها تغيرت فالفجوة التي كانت تفصل دائما بينهم وبين سكان الواحات الأخري ووادي النيل اخذت تضيق، فالاطفال من صبية وبنات الذين كانوا يلعبون أمام منازلهم وهم يرتدون ملابسهم التقليدية الجميلة أصبح أكثرهم الآن يرتدي زي المدارس المنتشر في قري وادي النيل وهو بكل تأكيد أقل جمالا وأقل ملائمة لجو الواحة من ملابسهم المحلية الأصيلة.

تغييرات سطحية

كما نجد كثيرا من المباني الحديثة أخذت تظهر في بعض المناطق في مدينة سيوة، وهي في رأيي قد شوهت من جمال هذه الواحة، كما نري أيضا كثيرا من العمال الأغراب الذين أتوا من القاهرة أو من بعض بلاد الوجه القبلي، ونجدهم بكثرة ملحوظة في السوق وأمام المقاهي التي ظهرت في السنوات الأخيرة في ميدان المدينة.

ولكن كثيرا من هذه التغييرات ليست إلا تغييرات سطحية فقط، وليس لها جذور عميقة لأنها فرضت علي أهل سيوة، وأشك كثيرا في حدوث أي تغير جذري في حياة أهل سيوة قبل مرور عشرين أو ثلاثين عاما.

 ومع ذلك فإن واحة سيوة هي أكثر الواحات المصرية استرعاء للاهتمام وأقربها إلى قلوب الزائرين، لا لمكانتها في التاريخ وحسب، بل لجمالها بشكل عام، وما لأهلها من عادات وتقاليد.

 35 ألف نسمة

يسكن واحة سيوة مايقارب من 35 ألف نسمة، تقريبا يعمل أغلبهم بالزراعة أو السياحة ويسود المناخ القاري الصحراوى الواحة فهي شديدة الحرارة صيفا أما شتاؤها فدافئ نهارا وشديد البرودة ليلا.

 تشير الإحصائيات إلى أن سيوة تستقبل حوالي 30 ألف سائح سنويا من المصريين والأجانب، والأراضي المنزرعة بها ترتفع نحو 3 إلى 4 أقدام عن الأراضي الخصبة، وتحاط دائما بسياج من جريد النخيل ليمنع عنها هبوب الرمال الخفيفة المتنقلة، ومن أشهرالعيون التي تستخدم لأغراض العلاج بسيوة هى عين كليوباترا وعين فطناس وعين واحد، وعين كيغار.

الجريدة الرسمية