رئيس التحرير
عصام كامل

ثروت الخرباوي: رسالة الفن استنهاض قيم الجمال والخير في نفوسنا

ثروت الخرباوي
ثروت الخرباوي

قال ثروت الخرباوي، الكاتب والمفكر أن رسالة الفن استنهاض قيم الجمال والخير في نفوسنا، والارتقاء بمشاعرنا وإسعاد قلوبنا وإرشاد أفكارنا وتوجيه عقولنا ناحية قيم الأخلاق والأمانة والمروءة والشهامة والعِفّة والكرامة الإنسانية والعدالة.

 

صور الفن المؤثر 

وأضاف: كل هذه أشياء جميلة، إذا تم عرضها علينا في قطعة أدبية، شعرية أو نثرية أو في لوحة فنية أو تمثال منحوت أو أغنية أو قطعة موسيقية أو فيلم سينمائي أو مسلسل وغيرهم من صور الفن فإننا سنتفاعل معها وسنحبها وسنتأثر بها، وستنصلح بها حياتنا، وسنقوم بدورنا في تعمير الأرض والنهوض بأنفسنا وبلادنا.

 

وأوضح الخرباوي أن الفن رسالته الجمال والخير، فعندما ننظر لقطعة فنية جميلة نقول بشكل لا شعوري، «الله» لذلك لا يمكن ان يكون فنا ذلك الذي يعرض علينا القبح، ويقول لنا يجب أن تتقبلوا القبح وتتفاعلوا معه لأنه جزءٌ من حياتكم.

 

وتابع: لا يمكن أبدًا أن نقبل وضع أحدهم صوت حمار وهو ينهق بنشازه عبر عدة تنهيقات متتالية في إسطوانة ويعرضه علينا في التلفزيون أو السينما، ثم يقول لنا: استمتعوا هذا فنا واقعيا، أليس الحمار ينهق كل حين؟.

 

لا يمكن قبول القبح 

واستكمل: لا يمكن أن نقبل ـ قديما وحديثا ـ فيلما أو مسلسلا أو مسرحية أو أغنية أو قصيدة أو لوحة أو تمثال، يقدم لنا تبريرا للخيانة الزوجية، أو الشذوذ، أو الاغتصاب، أو التحرش، أو سب الدين، ولا يمكن أن نقبل عملا فنيا، يبدو في ظاهره أنه يرفض برفق وهدوء تلك القبائح، في حين أنه يمارس معنا لعبة البرمجة الذهنية، للعبث بعقولنا وعقول أبنائنا.

 

واستطرد: هذا ليس فنا، لأن الفن لا يهدم الأخلاق ولكنه يقوي أواصرها، لكننا نقبل ذات الفكرة إذا تم تقديمها لنا في سياق رافض لها، ناهيك عن الشكل الجمالي والإتقان الذي يجب أن يكون مصاحبًا للعمل، والذي يتمثل في التصوير والموسيقى وبراعة الإخراج والتمثيل، إذا أن هذا الشكل الجمالي هو الذي سيؤثر فينا ويجعلنا نتفاعل مع الفكرة.

 

وأكمل: لكن لن نقتنع أبدًا بحجة أن هذا القبح موجود في النفس الإنسانية ويجب عرضه، مضيفا: نعم هو موجود في النفس الإنسانية، نقر ونعترف بهذا، ويبقى السؤال: ما هو السياق الذي يجب عرضه فيه. 

 

وأردف: يجب عرضه لنواجهه، ونرفضه ونغضب من أصحابه، موضحا أن منصات الافلام عبر النت لها توجهها الخاص بها، تديرها منظمات ما لها أهدافها، ليس هذا جديدا ولا غريبا، ولكن يؤلمنا ان يشترك رموزنا الذي اكتسبوا ثقتنا في أفلام تنتجها تلك المنصات واضحة الأهداف، بأدوار في أفلامها فتصبح شريكة دون أن تدري في تحقيق أهداف تلك المنظمات المشبوهة على حد قوله.  

الجريدة الرسمية