رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم ترك الوضوء لمن يتضرر من استعمال الماء البارد؟.. دار الإفتاء تجيب

أحكام الوضوء
أحكام الوضوء

ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه "أتضرر من استعمال الماء البارد في الوضوء فماذا أفعل؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي: 

ما دام السائل يتضرر من استعمال الماء البارد في وضوئه بأن يحدث له مرضًا أو يزيد مرضه أو يؤخر شفاءه بتجربة أو إخبار طبيب ماهر ثقة، فله أن يخفف من برودته بتدفئته؛ حتى يتيسر له استعماله، فإن لم يتيسر له ذلك جاز له أن يمسح وجهه ويديه بالتراب الطاهر تيممًا.
 

حكم الصلاة أمام الدفاية

وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن صلاة المسلم خلف موقد النار جائزة، وأن المدفأة الكهربائية لا تُعَدُّ نارًا، مشيرًا إلي أنه، ينبغي على المسلم أن يُقبل على أداء الفريضة في خشوع وسكينة، وأن يتخذ من الأسباب ما يعينه على ذلك.

 

وأوضح المركز عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “ فيس بوك” أن من أوقد نارًا بغرض التدفئة، وكان مَوقِدُ النار في جهة قبلته، وصلى؛ صحت الصلاة دون حرج، على قول جماهير العلماء، إلا أن بعض الفقهاء قد كرهوا أن يجعلها المصلي أمامه؛ لأنها كانت مما يُعبد.

قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: (ويكره ‌أن ‌يصلى ‌إلى ‌نار.. وإنما كُره ذلك؛ ‌لأن ‌النار ‌تعبد ‌من ‌دون ‌الله، فالصلاة إليها تشبه الصلاة لها). [المغني]، وإن كان الاحتياط للعبادة أولى.

 وأوضح المركز أنه إن كان للمسلم حاجة في وضع موقد النار أمامه كمراقبة النار واتقاء أذاها، أو نشر الدفء؛ سيما الذين يعملون في الحراسات ليلًا؛ فعلة الكراهة منتفية في هذه الحالة.


 ونوه المركز إلى أن المدفأة الكهربائية ليست نارًا ولا يَصْدُق عليها كلام بعض الفقهاء عن حكم الكراهة المذكور، كما يجوز للمسلم أن يُصلي واضعًا المدفأة الكهربائية أمامه في حال البرد الشديد دون حرج؛ سيّما إذا كان هذا أدعى لتحصيل الخشوع والاطمئنان في الصلاة.

حكم عدم الذهاب للمسجد بسبب شدة المطر 
 كما أوضح مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أنه ️مع الفضل العظيم لصلاة الجماعة، والحث على أدائها في المسجد، لم تغفل الشريعة أصحاب الأعذار، ومراعاة الظروف والأحوال؛ فرخصت في ترك صلاة الجماعة لبعض أصحاب الأعذار العامة؛ خصوصًا حين تقلب الجو في فصل الشتاء، كما في حالات:

- شدّة المطر.
- شدّة الوحل.
- شدّة الريح.
- شدّة البرد.
 

و أَذَّنَ ابْنُ عُمَرَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ بِضَجْنَانَ، ثُمَّ قَالَ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِهِ: «أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ» فِي اللَّيْلَةِ البَارِدَةِ، أَوِ المَطِيرَةِ فِي السَّفَر. [صحيح البخاري (1/ 129)]

وذكر المركز قول  ابن بطال في شرح هذا الحديث وما بعده: (أجمع العلماء على أن التخلف عن الجماعات في شدة المطر والظلمة والريح، وما أشبه ذلك مباح بهذه الأحاديث). [شرح صحيح البخاري لابن بطال (2/ 291)]

وأوضح المركز عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أت ️من الفقهاء من جعل الريح والمطر والبرد أعذارًا في الليل دون النهار، ومنهم من قصر هذه الأعذار على السفر دون الإقامة، والراجح أنها أعذار في جميع الأوقات والأحوال.

وأن ️من استطاع الذهاب لأداء الصلاة في المسجد مع وجود هذه الأعذار فقد أخذ بالعزيمة، وله المثوبة عند الله سبحانه؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ للسيدة عائشة رضي الله عنها: «إنَّ لك من الأجرِ على قدرِ نصَبِك ونفقتِك». [ذكره المنذري في الترغيب بهذا اللفظ، والحديث متفق عليه].

الجريدة الرسمية