رئيس التحرير
عصام كامل

بماذا عذب الله قوم لوط؟

قوم لوط
قوم لوط

نزل جبريل -عليه السلام- إلى قوم لوط ليعذّبهم، فقام بضرب وجوههم بجناحه ضربةً طُمست فيها أعينهم، واحتمل جبريل -عليه السلام- مدائنهم حتى سمع أهل السماء الدنيا نَبْح كِلابهم، ثم قلبها عليهم، وأمطر عليهم حجارةً من سجيل، قال الله -تعالى- واصفًا ذلك: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ}، والسجيل هو الطين، إلّا أنّ لوطًا قد نجا مع أهله إلّا امرأته كانت من الهالكين.

 

كما عُذّبوا بالصيحة، لقوله -تعالى-: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ}، والمراد بالصَّيحة: العذاب الذي يُرافقه صوت عالي ومزعج، وفي الآية بيانٌ بأنَّ العذاب كان في وقت شروق الشمس.

 ومدينة قوم لوط واقعةٌ على طريق يمرّ به الناس حتى يومنا هذا، وذلك حتى يعتبروا ويتذكروا، قال الله تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ* وَبِاللَّيْلِ}.

 

قوم لوط

كان قومُ لوطٍ يفعلون فواحش لم يسبقهم بها أحد، فقد كانوا يقطعون الطريق على التُّجار، وذهب الحياء منهم ولم يَعُد إليهم قطٌّ، حيث ارتكبوا أشنع الجرائم وأفظعها، وخاصة اللّواط؛ وهو أن يأتِ الرجلُ الرجلَ، فلا يقدم على هذا الذنب إلاّ من عَميت بصيرته واسودّت سريرته، وسبب تسميتها بهذا الاسم نسبةً إلى قوم لوط، قال -تعالى-: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}.

 

 وقد وعظهم نبي الله لوط -عليه السلام-، فلم يزدهم ذلك إلّا نُفورًا، وقاموا بتهديده -عليه السلام- بالرّجم والطّرد، إلى أن جاءت الملائكةُ لوطًا بصورة غِلمان حِسان الوجوه، فأحسَّ بضعفِ قدرته على حماية ضيوفه من فساد قومه، فما لَبِث أن جاء قوم لوط لمعرفتم بأمر الغلمان، فحاول لوط -عليه السلام- رَدْعَهم، إلّا أنَّهم أجمعوا على فعل الخبائث.

فأحسَّ لوطٌ بضيقٍ شديد، فاستحكم الأمر واشتدَّ، فكشف الرّسل عن حقيقة أمرهم بأنّهم ملائكة جاءوا لتعذيب القوم على ما أقدموا من أفعال، فأمروا لوطًا بالنّجاة مع أهله إلّا امرأته، والمشي ليلًا دون الالتفات خلفهم؛ لئلّا يَروْا هَول العذاب الذي سيقع على القوم. ويدلّ شِدَّة العذاب الذي عُذّبوا به على أنّ ذنبهم من أعظم ما فُعِل من الفواحش.

من هو النبي لوط عليه السلام؟

 هو لوط بن هاران بن تارخ، ابن أخي إبراهيم الخليل -عليه السلام-، وقد آمن به، وهاجر معه إلى الشام بعد نجاة الخليل من النار، ثمَّ نزل إبراهيم -عليه السلام- إلى فلسطين، ونزل لوط -عليه السلام- إلى الأردن تحديدًا إلى سدوم في شرقي الأردن.

الجريدة الرسمية