رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور صموئيل عصام يكتب: الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية

الدكتور صموئيل عصام
الدكتور صموئيل عصام

يعتبر موضوع تسيير الموارد البشرية من أهم الموضوعات التي استحوذت على اهتمام الكثير من المختصين في مجال إدارة الأعمال وذلك كون أن للعنصر البشري له أهمية كبيرة، حيث أنه يعتبر من أهم عوامل الإنتاج في المنظمة. 

وفي ظل التغيرات والتحولات التي يشهدها العالم، في مختلف جوانب الحياة المعاصرة، أصبحت تعاني الكثير من المنظمات من مشاكل الفائض أو العجز في بعض الأوقات من الموارد البشرية في مجالات العمل المختلفة. 

فبينما تشكو إدارات أو أقسام معينة في هذه المنظمات من زيادة عدد الأفراد عن حاجتها الفعلية، نجد إدارات أو أقسام أخرى تعاني، من ضغط العمل وعدم إمكانها تحقيق أهدافها لقلة مواردها البشرية.

مما أدى إلى الاهتمام المتزايد بالموارد البشرية في المنظمات المعاصرة وإدماجه إلى الإدارة الإستراتيجية بعدما أن كان هذا الإهتمام منحصرا على عدد قليل من المتخصصين الذين يعملون في تقسيم تنظيمي متخصص يطلق عليه " قسم إدارة الأفراد". والإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية، أو "إستراتيجية الأشخاص"، تدور حول إنشاء إطار عمل مخطط متماسك للموظفين ليتم تعيينهم وإدارتهم وتطويرهم بطرق تدعم أهداف المنظمة على المدى الطويل وتساعد على ضمان الجوانب المختلفة لإدارة الأفراد تعمل معًا لدفع السلوك والمناخ اللازمين لخلق القيمة وتحقيق أهداف الأداء. 

والهدف الرئيسي للإدارة الإستراتيجية للموارد البشرية هو معالجة القضايا المتعلقة بالثقافة التنظيمية والهيكل والفعالية ومطابقة الموارد والأداء. ويشار إلى أن مصدر الميزة التنافسية يكمن بدرجة أساسية في الإدارة الاستراتيجية لمخزون رأس المال البشري والفكري ممثلًا في الكفاءات من خلال استقطاب، وتثمين، وتجنيد، وصيانة تلك الموارد البشرية والكفاءات ذات الجودة والنوعية العالية في ظل بيئة شديدة التنافسية.

ولا شك أن الإدارة الإستراتيجية الفعالة للموارد البشرية تؤدى إلى تحقيق " التميز المؤسسى" فهو نظام متطور لإدارة الموارد البشرية يوضح الآليات اللازمة لإختيار واستقطاب الموارد البشرية وتنميتها وآليات تقييم أدائها للوصول بالأداء من ثقافة الأداء التقليدى للعاملين إلى ثقافة التميز.

وخلاصة القول نلاحظ أن أبعاد التميز فى الإدارة الحديثة هى السعى إلى تحقيق التميز بمعنى إنجاز نتائج غير مسبوقة تتفوق بها على كل من ينافسها، بل وتتفوق بها على نفسها بمنطق التعلم، وإن كل مايصدر عن الإدارة من أعمال وقرارات وما تعتمده من نظم وفاعليات يجب أن يتسم بالتميز أى الجودة الفائقة الكاملة التى لا تترك مجالًا للخطأ أو الإنحراف ويهيئ الفرصة الحقيقية كى يتحقق تنفيذ الأعمال الصحيحة تنفيذًا صحيحًا وتامًا من أول مرة.

الجريدة الرسمية