رئيس التحرير
عصام كامل

ليلى طاهر: أرفض تجسيد حياتى بعمل فنى.. والناس مستعجلة على موتنا ليه؟ | حوار

الصحفي محمد طاهر
الصحفي محمد طاهر أبو الجود والفنانة القديرة ليلى طاهر

استأت جدا من شائعة سخيفة بأننى أجرى عملية خطيرة فى القلب 


قمت بتركيب دعامة فى القلب منذ 15 عاما


أصبحت أهرب من السوشيال ميديا الفترة الأخيرة بسبب كثرة الشائعات ضد الفنانين 


السوشيال ميديا ضد الفن تمامًا وتروج عن الفنانين كل ما يتعلق بالخيانة والأمورالقذرة 


قررت اعتزال متابعة مواقع التواصل الاجتماعى.. ليه مش سايبانا فى حالنا؟


أصبحت أخاف على نفسى من ترويج أحد نشطاء السوشيال ميديا فكرة سيئة أو غير أخلاقية عنى


رفضت مسرحية «مدرسة المشاغبين» بسبب سهير البابلى
 

اعتذرت عن «الناصر صلاح الدين» خوفا من حمدى غيث ويوسف شاهين أعادنى للفيلم
 

سعاد حسنى لم تكن مغرورة.. وزبيدة ثروت كانت أختى الصغيرة.. ولم أدخل فى صراع أو خلاف مع أي فنانة
 

رمسيس نجيب وراء دخولى عالم التمثيل.. وتخلى عنى بعد زواجه من لبنى عبد العزيز
 

فريد شوقى صفق لى فى أول ظهور بالسينما.. وفكرت فى اعتزال التمثيل بعد "أبو حديدة"
 

أصبحت نجمة بعد "الأيدى الناعمة".. وهذا سبب خوفى من صباح ومريم فخر الدين
 

شكرى سرحان ممثل قوى ومتمكن.. وهذه قصة عزومة فريد الأطرش
 

"أريد حلا" من أهم الأفلام فى حياتى.. وفاتن حمامة فنانة ملتزمة وتعمل بذمة
 

أكبر دويتو فنى جمعنى بصلاح ذو الفقار.. وهذا سر «الكيميا» بيننا
 

تعرضت لموقف صعب فى فيلم "امرأة فى دوامة".. وشادية دعمتنى بفنجان قهوة
 

أجد سعادتى فى الأدوار الصعبة.. وأفتخر بدورى فى فيلم "زوج فى إجازة"
 

صورت مشاهد فوازير "عمو فؤاد" وأنا مكسورة.. وهذه كانت كواليس العمل مع فؤاد المهندس
 

ترددت فى العمل مع محمد هنيدى.. ومشهد ركوب العجلة كان مبهجا
 

أغانى المهرجانات تصيبنى بالاشمئزاز.. وحريصة على سماع أم كلثوم والكحلاوي
 

تعافيت من الإصابة بالكورونا.. ولا زلت أعانى من آثار الفيروس.. وأعيش حاليا لنفسى وأسرتي

 

هى فنانة من زمن الفن الجميل، حفرت اسمها بأحرف من نور فى تاريخ السينما والدراما والمسرح، نجحت فى التسلل بهدوء لقلوب الجمهور لتتربع على عرش ملكات جمال السينما المصرية والعربية فى زمن كان يعج بالنجمات مثل فاتن حمامة وسعاد حسنى وشادية وزبيدة ثروت وهند رستم وغيرهن، لا تشبه أحدًا من النجمات، لها لونها الخاص وشخصيتها المتفردة من نوعها، فنها مثل جمالها، كلاهما لا يمكن مقاومته، حين تظهر على الشاشة الصغيرة أمامك تشعر وكان طيفا جميلا ينحنى فيلامس قلبك ويجذبك نحوه بكل حب وود.


لم تعرف فتنة النجومية والدخول فى صراعات وخلافات مع النجوم، إنها ملكة جمال جيل بأكمله، والقمر الذى طل علينا فى "الناصر صلاح الدين" و"الأيدى الناعمة".. هى الفنانة القديرة ليلى طاهر التى التقتها "فيتو" فى منزلها لتحاورها عن مشوراها الفنى الذى يمتد لأكثر من 50 عاما فى السينما والدراما والمسرح، وتكشف لنا أسرارا وكواليس مثيرة من خزائن أسرارها وذكرياتها مع نجوم الزمن الجميل رشدى أباظة، وصلاح ذو الفقار، وأحمد مظهر، وفاتن حمامة، وسعاد حسنى، وشادية وفريد الأطرش.. وكان الحوار التالى:

 

*ليلى طاهر أم «شيرويت مصطفى فهمى».. أى الاسمين تحبين أن تنادى به؟


أحب ليلى وشيرويت، ولا يمكننى أن أنسلخ من شيرويت لأنها أصولى وجذروى؛ رغم أن عائلتى كلها تنادينى حاليا بـ "ليلى" بسبب طول مدة مشوارى الفنى.

*رمسيس نجيب الذى اكتشف موهبتك هو من اختار "ليلى طاهر" اسما فنيا لك.. هل أعجبك؟


اقترح على اسما فنيا سهل الحفظ، وأصابنى الضيق فى البداية حبا فى اسم "شيرويت"، وسألته: "ليه هو أنا اسمى وحش؟" فأجابنى: "اسمك حلو وشيك أوى بس صعب قرءاته عند وضعه على أفيش السينما، إحنا مش هنحفظ الناس الاسم، هما اللى هيقرءوه"، وفى هذه اللحظة اقتنعت بحجته وتذكرت كيف كان المدرسون فى المدرسة يخطئون فى نطق اسمى.. ( تضحك): "كانوا بيقروا اسمى شيروت، وشروت، وثروت، وأى حاجة غير شيرويت"، لذا قررت الموافقة على اسم ليلى طاهر حبا فى الفنانة الراحلة ليلى مراد.

* فيلم "أبو حديد" شهد الظهور الأول لك أمام كاميرا السينما.. كيف تجاوزت الاختبار الأول؟


تغلبنى إحساس الرهبة والسعادة فى آن واحد، وقبل بدء التصوير أجرى لى رمسيس نجيب اختبار صوت وصورة باستديو النحاس، وطلب منى حفظ أحد المشاهد من العمل، وحفظت المشهد جيدا، ولم يكن التمثيل جديدا علىَّ لأننى كنت أمثل فى المدرسة والجامعة، وجاء فريد شوقى ليمثل المشهد أمامى.. (تدخل فى نوبة ضحك): نظرت لفريد شوقى وفجأة صمت، وهو يردد: اتفضلى.. اتفضلى، وبدأت أقول ما حفظته، ووجدته لا يقول إلا آخر الجملة فاستغربت، وقلت بداخلى أستاذ فريد شوقى لا يحفظ المشهد، فأخبرته بأنه نسى الجملة، وقتها ضحك بصوت عال قائلا: "دى بتعلمني"، فاعتذرت له، فرد على: "أنت شاطرة"، ونجحت فى الاختبار.

*كيف كانت كواليس تصوير الفيلم مع وحش الشاشة؟


فريد شوقى كان إنسانا جميلا، وبعد انتهائى من أول مشهد لى ظل يصفق لى وطلب من فريق العمل أن يصفقوا لى، قائلا: "صفقوا للأستاذة الجديدة اللى معانا اللى أحسن منكم كلكم ومدخلتش معهد التمثيل"، فأعطانى القوة والثقة لتختفى مشاعر الخوف بداخلى، وخضت كل المشاهد بتحرر، وحقق العمل بعد عرضه فى السينما إيرادات كبيرة.

*بعد نجاحك فى الظهور الأول بالسينما.. هل تخلى رمسيس نجيب عنك؟


جمعنى به عقد احتكار لمدة عامين، وطلب منى عدم الانشغال بغير التمثيل، وأن شركته ستتولى توفير الأدوار المناسبة لى والتغطية الصحفية لأعمالى، وأبرم لى تعاقدات مع معاهد رياضية ومراكز تجميل للحفاظ على جمالى ورشاقتى وأناقتى حتى أكون فنانة متكاملة، ولكن بعد نجاح "أبو حديد" فوجئت بانصراف الأضواء عنى وعدم إبلاغى بأى عمل سينمائى جديد دون سبب واضح، فذهبت لمكتبه لأستفسر عن سبب عدم التحضير للفيلم الجديد فأخبرنى مدير مكتبه بأن الأستاذ توقف عن اكتشاف المواهب.

*هل كان هناك سبب واضح لعدم التزام رمسيس نجيب بتعاقده؟


عندما واجهته هنأنى بنجاح "أبو حديد"، وقال لى: "أنا مبسوط بيكى جدا ولكن للأسف مش هقدر أكمل معاكى أو مع أي حد لأن هناك أسباب معينة، ولكن اعتبرينى أخوكى الكبير"، وعلمت بعد ذلك زواجه من الفنانة لبنى عبد العزيز التى أصبحت نجمة شركة إنتاجه الفنى، فكان له العذر.

*ما هو إحساسك بعد قرار رمسيس نجيب؟


أحسست وكأنهم ألقونى فى البحر وتركونى وحيدة ألاقى الموت، وأصبحت فى حيرة من أمرى، فلم أكن وقتها قد رسمت لنفسى خطة، ولم أفكر ما الذى يمكننى القيام به حال تخلى رمسيس نجيب عنى، وأؤكد لك أننى فكرت فى هذا الوقت الابتعاد عن التمثيل، وكأنها فرصة وانتهت.

*كيف لعب القدر دوره فى عودتك مجددا للتمثيل؟


بينما كنت أفكر فى الابتعاد عن التمثيل، انهالت علىَّ العروض السينمائية وكأن الله قد كتب لى استكمال مشوارى الفنى، وقدمت فيلم "حب حتى العبادة"، ثم "عاشت للحب" مع زبيدة ثروت، لترتفع أسهمى بشكل كبير وأترشح لفيلم "الناصر صلاح الدين"، ثم "الأيدى الناعمة"، وحدثت لى نقلة نوعية كبيرة بقدرة الله ثم بفضل موهبتى.

*برأيك.. ما هى الانطلاقة الحقيقية لكِ فى السينما؟
النقلة الكبيرة فى حياتى كانت من خلال "الناصر صلاح الدين" و"الأيدى الناعمة"، حيث تحولت من وجه جديد إلى نجمة سينمائية.

*هل كان الوقوف أمام حمدى غيث فى "الناصر صلاح الدين" أمرا هينا؟


كنت سأعتذر عن المشاركة فى الفيلم بسبب حمدى غيث خوفا من شخصيته الشديدة والصارمة، وعندما وجدت نفسى أمام شخصية زوجة ريتشارد قلب الأسد «اتخضيت»، فذهبت لمنتجة العمل آسيا داغر واعتذرت لها عن المشاركة، وقلت لها: "أنا شايفة إن أنا قليلة أوى على حمدى غيث العملاق وصاحب الصوت الجهورى وشخصية قوية وأنا ممثلة جديدة"، فطلبت منى الانتظار لحين مقابلة المخرج يوسف شاهين.

*وكيف كان رد فعل يوسف شاهين؟
( تضحك).. "هجم عليَّ وكأنه هياكلنى، وهو كان لسانه طويل شوية، فقاللى فيه إيه إنتى هبلة يا بنت انتى؟ فيه حد يرفض فيلم زى ده؟ أنتِ اتجننتى، فقلت له أنا كنت موافقة بس أنا مش لايقة أمثل زوجة ريتشارد قلب الأسد. فقاللى يا سلام واحنا بقى مش فاهمين وانتِ اللى فاهمة يعنى، احنا عايزين شخصية تانية مخالفة تماما لشكل وشخصية ريتشارد قلب الأسد وعايزين واحدة تمثل ملكة إنجلترا يعنى ملاك ورقيقة جدا ومتدينة زى العذراء مريم تعرفى تعملى العذراء مريم؟ فقلت له أعرف، فقاللى طيب امضى العقد بقى خلاص، ومضيت".

*هل بالفعل أنك ترددتِ قبل المشاركة فى فيلم "الأيدى الناعمة"؟


كنت متخوفة من التمثيل مع صباح ومريم فخر الدين باعتبارهم ملكات جمال إلى جانب نجمين كبيرين أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وجميعهم لهم جمهور كبير جدا، بينما كنت الوجه الجديد وسطهم، وقتها ذهبت للمخرج محمود ذو الفقار الذى كان مؤمنا بموهبتى ورشحنى للعمل وتحدثت معه بشفافية حول تخوفى وقلت له: "أنا مع نجوم كبار أوى وأنا لسه جديدة وخايفة أضيع فى وسطهم"، فأجابنى: "مين قال إننا هبل وعبط علشان نجيب واحدة تضيعلنا الفيلم، بالعكس أنا واثق أنك هتقدرى تقفى معاهم والفيلم هيبقى علامة فى حياتك، وهقولك كلمة حطيها حلقة فى ودانك: اشتغل مع الكبير تكبر.. تشتغلى مع الصغير ياخدك وينزل، فعجبتنى الجملة واشتغلت بانطلاق وكان كالأصدقاء خلال التصوير والفيلم كان رائعا.

* وماذا عن أجواء العمل مع شكرى سرحان فى فيلم "صراع الأبطال"؟


كنت من المعجبين به قبل دخولى التمثيل، وكنت أشترى بمصروفى الخاص صورا لبعض الفنانين من بينهم شكرى سرحان، وعندما شاركته العمل شعرت بقربه منى وكأننى أعرفه منذ زمن بعيد، ورأيته ممثلا قويا ومتمكنا خلال أداء دوره، وكانت بيننا ديناميكية أثناء مشاهد التصوير.


*شاركت فاتن حمامة أكثر من عمل سينمائى، أبرزها فيلم "أريد حلا".. احكى لنا كواليس العمل مع سيدة الشاشة العربية؟


"أريد حلا" من أهم الأفلام فى حياتى، ووجدت فاتن حمامة فنانة ملتزمة جدا وتعمل بذمة، وتحب أن ترى زملاءها موفقين فى أداء أدوارهم، وخلال تصوير الفيلم أصبحنا أصدقاء مقربين، وكانت ترفض أن أستقل تاكسى، وتقوم بتوصيلى لمنزلى بسيارتها، وتقص على حكاياتها ونتبادل المزاح، وقبل تصوير المشاهد كانت تأتي إلى غرفتى وتطلب منى قراءة المشهد الذى يجمعنا سويا، وهذا كان له تأثير كبير جدا على حدوث تناغم وتفاهم بيننا، وشاركتها بعد ذلك فيلم "لا تطفئ الشمس".

 

*جمعك بفريد الأطرش عمل واحد فقط "زمان يا حب".. من وراء ترشيحك للعمل؟


المخرج عاطف سالم كان من أبرز المؤمنين بموهبتى، وكنت أنتظر بفارغ الصبر العمل معه حتى سنحت الفرصة وفوجئت به يتصل بى من بيروت ويبلغنى بإصرار فريد الأطرش على مشاركتى بالفيلم، وشعرت أن عملى مع الأطرش والعملاق يوسف وهبى وزبيدة ثروت، بمنزلة علامة فى تاريخى الفنى، وبعدما انتهيت من قراءة السيناريو رأيت توافر كل المواصفات التى تسعدنى، وخلال أسبوع سافرت إلى لبنان وصورنا الفيلم.


*وماذا عن فريد الأطرش فى الكواليس؟


إنسان جميل واجتماعى ومحب للعلاقات الأسرية داخل الوسط الفنى، وكانت علاقته بالجميع بما فيهم العمال طيبة، وفى يوم الإجازة كان يقيم لنا عزومة بمنزله ويخبرنا بأننا سنكون عائلة إلى أن ينتهى الفيلم، وبعد انتهاء التصوير صارت بيننا صداقة طويلة وكنا نجتمع فى جلسات عائلية بعيدا عن حفلات ولقاءات الوسط الفنى.

*وماذا عن زبيدة ثروت؟
كانت بمنزلة أختى الصغيرة، وجمعتنى بها علاقة حب وود.


*فى الوسط الفنى غالبا ما نسمع عن الصراعات والخلافات.. ليلى طاهر هل كان لها نصيب من ذلك؟


علاقتى بكل الزملاء كانت طيبة، ولم أدخل يوما فى صراع أو خلاف مع أحد، وكل عمل شاركت فيه خرجت منه سعيدة، وكانت تربطنى بممثليه علاقة صداقة، والمنافسة كانت بهدف نجاح العمل.


*شاركتِ رشدى أباظة بطولة فيلم "يا حبيبي" هل العمل مع دنجوان السينما المصرية يختلف عن أي ممثل آخر؟


كان حاسس بنفسه أوى، ويثق فى قدرته التمثيلية ويدرك جيدا مدى حب الناس له، وبعض الممثلات ينبهرن بالعمل مع رشدى أباظة، ولكن بالنسبة لى كنت أتصرف مع الأمور بما يحتاجه الدور.

*ما صحة رفضك الاشتراك فى مسرحية "مدرسة المشاغبين"؟


تلقيت اتصالا من سمير خفاجى للمشاركة كبديلة لسهير البابلى فى إعادة عرض المسرحية، بسبب سفر الفنانة الراحلة وعدم تواجدها، فرفضت ذلك، وقلت له: "المسرحية مش بتاعتى دى بتاعت سهير البابلى، ولو كان من الأول كنت عملتها، فقاللى أصل هى مش موجودة، فكان ردى أن الناس حبتها بسهير مينفعش أعملها بعدها".

*ما سر الكيميا التى جمعتك بالفنان الراحل صلاح ذو الفقار؟


قدمنا سويا الكثير من الأعمال فى السينما والتليفزيون وعلى خشبة المسرح، وجمعنى دويتو تمثيلى مع 4 ممثلين كبار صلاح ذو الفقار وأبو بكر عزت وحسن عابدين وعمر الحريرى، ولكن أكبر دويتو كان مع صلاح ذو الفقار، فنجاح أعمالنا وحب الجمهور لرؤيتنا معا فى الأعمال الفنية كان يشجع المخرجين والمنتجين على تكرار تجربتنا.

*حدثينا عن تجربتك مع الأعمال الدينية؟


أحببت اللغة العربية من المسلسلات الإذاعية التى كنت أسمعها وأنا طالبة بالمدرسة، لذلك كان لدى رغبة فى المشاركة بأى عمل دينى، وأبرزهم مسلسلات "محمد رسول الله والذين معه"، و"تحت ظلال السيوف"، و"المرأة فى الإسلام"، و"القضاء فى الإسلام"، وفى شهر رمضان من كل عام كنت أشارك فى عملين باللغة العربية، واستغرب من عدم وجود أي عمل تاريخى أو إسلامى فى الموسم الرمضانى الماضى، وكأن رمضان ليس شهر تدين.

*جمعك موقف إنسانى بالفنانة الراحلة شادية خلال فيلم "امرأة فى دوامة".. هل تتذكرينه؟
كنت لا أزال طالبة فى الجامعة، والتصوير يبدأ من الثانية ظهرًا، فكنت أذهب للكلية حتى الانتهاء من المحاضرات ثم أتوجه مباشرة للاستديو قبل التصوير بساعة لعمل الميك آب وارتداء الملابس المناسبة للدور، وفى أحد الأيام فوجئت بالمنتج عباس حلمى ينتظرنى خارج استديو الأهرام وعنفنى قائلا: "كده تتأخرى يا ليلى.. دى شادية بقالها ساعتين قاعدة"، تتذكر رد فعلها: "هو قاللى شادية بقالها ساعتين قاعدة وأنا حسيت بالذنب وقلت لنفسى أنا يا هلفوتة يا بتاعة امبارح آجى بعد لما شادية تيجى بساعتين، ودموعى انهمرت لأنى قمت بعمل سيئ جدا واتأخرت وشادية جاءت قبلى".

*ما هو رد فعل شادية؟


أبلغوها بأننى دخلت فى نوبة بكاء بسبب تأخرى عن التصوير، وفوجئت بها أتت لغرفتى وقالت للماكيير من لطفها وذوقها: أنت بتعمل إيه؟ مكياج إيه دلوقتى لسه قدامنا وقت طويل، وأخذتنى معها إلى غرفتها وأخبرتنى أننى لم أتأخر على التصوير، ولكنها حسب طبيعتها تحب الذهاب للاستديو مبكرًا لقراءة المشاهد ورؤية الملابس التى ترتديها، وأن تعيش فى أجواء الاستديو، وقامت بتحضير فنجانين من القهوة بنفسها وتناولنا المشروب سويا، وطلبت منى الذهاب لغرفتى لتجهيز نفسى للتصوير، وقتها شعرت بالراحة النفسية والطمأنينة، وكأن شيئا لم يكن.

*وماذا عن السندريلا سعاد حسنى؟


كانت لى تجربة وحيدة معها من خلال فيلم "المراهقان"، وذكرياتى معها كانت لذيذة للغاية، وأحببت العمل معها لأنها كانت إنسانة طبيعية وبسيطة وغير متكلفة ومتواضعة، ولم تكن مغرورة بنجاحها أو نجوميتها، وعندما كنا نتقابل كان يجمعنا عناقا حارا.

*ما رأيك عن تجربتك مع محمد هنيدى فى فيلم "رمضان مبروك أو العلمين حمودة"؟


ترددت فى قبول العمل عندما عرض عليَّ، وكنت قلقة وخائفة من الفكرة التى كانت تشاع وقتها حول سيطرة وتحكم الممثلين الكوميديان فى المخرجين والممثلين وعدم إعطاء الفرصة لأى ممثل فى الظهور بشكل جيد بجوارهم، وكانت الصورة أمامى مشوهة.


*كيف استطاع محمد هنيدى إقناعك بالعمل معه؟


رأيت مدى سعادة هنيدى بتواجدى بالفيلم، كما أنه والمؤلف يوسف معاطى أصرا على وجودى بالفيلم وعدم قدرة ممثلة أخرى على القيام بالدور، فطلبت منهم إرسال السيناريو لى وعندما قرأته أعجبنى العمل، وأخبرونى بأننى لى الحق فى الانسحاب من العمل فى أول يوم تصوير حال رغبت فى ذلك.

*مشهد ركوب الدراجة مع هنيدى كان مبهجا؟


(تضحك): "قلت لهم أنا لو ركبت العجلة هقع وعمرى ما عملتها فى حياتى، ورتبوا لنا الأمور بأنه ميكونش مشوار طويل"، ووجدت أن التصوير مع هنيدى وفريق العمل جميل ومبهج.

*وماذا عن مسلسل "مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة"؟
لم يحقق نفس النجاح الكاسح الذى حققه الفيلم، ولكنه لقى نجاحًا بفضل الفيلم وتقبل الجمهور وجودى مع هنيدى.

*ماذا عن أكثر المشاهد المؤثرة التى تعتزين بها؟


أحب مشاهدة "الناصر صلاح الدين"، خاصة مشهد الخطبة العصماء لى مع ريتشارد قلب الأسد وأنا أتحدث وأدافع فيه عن صلاح الدين، وأتذكر تصفيق الجمهور لهذا المشهد وتفاعلهم وانفعالهم معه فى العرض الأول، وفى الحقيقة أن الكلام خرج من قلبى ووصل إلى قلوب الناس.

*عملتِ مع مخرجين كبار فى السينما.. حدثينا عن أكثر مخرج أحببتِ العمل معه؟


أحبت العمل مع حسن الإمام وصلاح أبو سيف.

*ما الفرق بينهما؟


حسن الإمام كان مخرجا موهوبا، ولكنه كان شديدا فى تعامله، فكنا نعمل له حساب ونخاف منه، ونخاف منه أكثر ما نحبه، أما صلاح أبو سيف فكان مخرجا قويا جدا وعظيما ويتعامل معنا كصديق لا يخيفنا أو يسبب لنا الرعب فى تصوير المشاهد.

*وماذا عن يوسف شاهين؟


لم يجمعنى به إلا فيلم "الناصر صلاح الدين"، ورأيته جادا وشديدا وليس لديه مانع فى التطاول أو التجاوز بحق أي ممثل، ولكننى كنت أحترم نفسى.

*من السينما والدراما إلى فوازير عمو فؤاد.. كيف كانت تجربتك مع فؤاد المهندس؟


تجربة الفوازير لها حدوتة طريفة، حيث كانت أصور مسلسل "قليل من الحب كثير من العنف" فى أحد عمارات المهندسين، وفجأة سقط بنا المصعد "الأسانسير" فتعرضت لكسر فى القدمين، واستكملت التصوير وأنا غير قادرة على المشى، وكنت أتكئ على عصا، وفى هذه الفترة تواصل معى الفنان فؤاد المهندس وطلبنى لأشاركه فوازير عمو فؤاد، فأخبرته بأننى أعانى من كسر بقدمى، فقال لى: "ماسكة عصاية ماسكة عمود هتعملى معايا المسلسل ومش هنخليكى تمشى".

*هل جمعك بالمهندس موقف طريف فى الفوازير؟


أخبرونى بتصوير أحد المشاهد على شاطئ الإسكندرية، فذهبت إلى البحر وأنا أتكئ على عصا، وطلبوا منى التقدم بالقرب من البحر وقتها رفضت بسبب ظروفى الصحية، حتى جاء فؤاد المهندس وقال لهم: "تروح إزاى إنتو اتهبلتوا؟ تمشى إزاى؟ أنا مستعد أشيلك يا ليلى؟"، ودخلنا سويا فى نوبة من الضحك حتى جاءوا بكرسى وحملونى وأنا جالسة وأوصلونى للمكان المخصص لتصوير المشهد، حينها داعبنى فؤاد المهندس: أهلا بالبرنسيسة.

*كيف يمكن للفن المصرى استعادة ريادته مجددا؟


يجب على الدولة الاهتمام باكتشاف المؤلفين الموهوبين؛ لأن النص له الأولوية والأهمية قبل اختيار الممثل، ثم دعم الممثل الموهوب.

*هل توافقين على تجسيد قصة حياتك فى عمل فنى؟


أرفض ذلك فلا يوجد أمر غريب فى حياتى يستدعى تجسيدها فى فيلم أو عمل فنى، ليس هناك داع لذلك.

*هل استمعتِ لأغانى المهرجانات؟


لا أتقبل مثل هذه النوعية من الأغانى، ولست حريصة على سماعها، ويصيبنى الاشمئزاز عند رؤية بعض مؤدى المهرجانات على الشاشة.. "إزاى أشوف واحد شكله مكعبل وشعره ديل حصان ويقلع ويفتح صدره؟!"، شكل المطرب وهو يغنى إلى جانب القيمة الفنية فى الكلمات له تأثير على الجمهور، وأريد الصوت الجميل مع القيمة.

*ما تعليقك على قرار نقابة الموسيقيين بمنع مؤدى المهرجانات؟


خطوة متأخرة جدا؛ لأنهم متواجدون منذ فترة، وكونوا جمهورا من الشباب الذى يحب الرقص على أغانيهم، فالمنع أصبح صعبا على أرض الواقع.

*من بين الأصوات الحالية.. هل هناك مطربون تحبين الاستماع لأصواتهم؟


شيرين عبد الوهاب من الأصوات الجميلة، وأنصحها أن تهتم بالغناء فقط بعيدا عن مشكلات الماضى والحاضر، وأزمة انفصالها عن حسام حبيب.

*ما هى أكثر شائعة انتشرت على السوشيال ميديا وأزعجتك؟


استأت جدا من شائعة سخيفة انتشرت عنى مؤخرًا بأننى فى غرفة العمليات وأجرى علمية خطيرة فى القلب وأعانى من حالة مرضية متدهورة، والحقيقة أننى قمت بتركيب دعامة فى القلب منذ 15 عاما.
وأصبحت أهرب من السوشيال ميديا الفترة الأخيرة بسبب كثرة الشائعات ضد الفنانين، أشعر أن السوشيال ميديا ضد الفن تمامًا ويصدرون عنا صورة سيئة وقميئة للغاية، ولا يروجون عن الفنانين إلا كل ما يتعلق بالخيانة والأمور القذرة، لذلك قررت اعتزال متابعة مواقع التواصل الاجتماعى، ودعنى أؤكد لك أننى أصبحت أخاف على نفسى من ترويج أحد نشطاء السوشيال ميديا فكرة سيئة أو غير أخلاقية عنى. (بنبرة حزينة): ليه مش سايبنا فى حالنا؟!

*ما هى رسالتك لمروجى الشائعات عن الفنانين؟


(بنبرة حزينة): "ليه بتبحثوا فى التاريخ علشان تشوهوا صورة الفنانين فى مصر؟ ليه كل يوم أسمع عن عادل إمام أخبار تزعلنى عليه؟ إنتو مستعجلين على موتنا ليه؟ هيحصل وهنموت بس استنوا هييجى يوم وتنتهى حياتنا، انتظروا لما يبقى الخبر حقيقة، اقرأ على السوشيال ميديا لمدة أسبوع عن وفاة فنانين وفى النهاية تطلع إشاعة".

*كيف تجاوزتِ الإصابة بفيروس كورونا؟


تعافيت من الكورونا بقدرة الله، ولكن الآثار الجانبية لمتلازمة التعافى تسببت فى حدوث آلام بظهرى.

*بعيدا عن التمثيل.. حدثنيا عن روتينك اليومى؟


قبل ابتعادى عن التمثيل لم أكن أعيش لنفسى فقط كنت منشغلة بالفن، اليوم أعطى نفسى حقها بنسبة 100% من حيث الاهتمام بأسرتي ومقابلة أصدقائى والمساهمة فى الأعمال الخيرية، والمشاركة فى النوادى الثقافية، والسفر.
*هل هناك صعوبة فى عودتك للتمثيل؟
الأمر أصبح صعبا.

*حدثينا عن أسرتك؟


ابنى الدكتور أحمد الشربينى بمنزلة حياتى، وأحفادى هم إيمان وشريف وعلياء، وهم عينى التى أرى بها النور وأحبهم كثيرا وهم كذلك، وعلى قدر حبى لوالدهم أحبهم.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو" 
 

الجريدة الرسمية