رئيس التحرير
عصام كامل

أهالي سرت.. أزمة إنسانية جديدة تؤرق ليبيا بعد تأجيل الانتخابات

جانب من الدمار الذي
جانب من الدمار الذي تشهده مدينة سرت اللليبية

وسط حالة الاضطراب التي تعيشها ليبيا بين الجاهزية الفنية لإتمام عملية الانتخابات والأرجاء تعيش سرت مأساة حقيقية بعدما تحولت المدينة المليئة بالنفط إلى مدينة أشباح. 

 

أهالي سرت 

حيث يعاني أهالي سرت الليبية أحوالًا إنسانية عصيبة بسبب الدمار الذي خلَّفته سيطرة تنظيم داعش المتطرف على المدينة منتصف عام 2015 وعلى مدى السنوات التالية ظل التجاهل الحكومي لإعادة إعمار المدينة.

ووصفت المستشارة الأممية الخاصة في ليبيا ستيفاني ويليامز الأوضاع التي آلت إليها مدينة سرت الليبية بأنها أوضاع إنسانية مؤلمة.

 

دمار هائل

ويمس دمار هائل جميع مفاصل الحياة في سرت حيث يعاني سكانها أوضاعًا معيشية صعبة، ويقول أحد سكان الجيزة البحرية في مدينة سرت الليبية إبراهيم ناجي خليل: "إن المدينة مهجورة وكأنها مضروبة بقنابل نووية وليس بحرب عادية"، ويؤكد أن لا تجاوب من السلطات في سرت. 

وقد شهدت المنطقة نزوحًا شبه جماعي إلى طرابلس وإجتابيا وسبها ودرنا على وقع العنف والاقتتال. 

ويشير "خليل" إلى أن خطوط المياه ولكهرباء قد سُرقت من المنطقة بالكامل.

ولا تختلف أوضاع هذه المنطقة عن المناطق الأخرى في سرت التي تعيش تجاهل إعادة الإعمار، وأمل أهالي سرت كأمل الليبيين بمستقبل أفضل وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تضع حدًا للمرحلة الانتقالية وتمنحهم بعض الاستقرار.

 

لا إيفاء للوعود

ويعتبر رئيس مفوضية المجتمع المدني رمضان معيتيق أن مدينة سرت هي حلقة الوصل بين الشرق والغرب الليبي وتتربع في حوض غني بالنفط، لكن قدر هذه المدينة أنها تكبدت الدمار في حروب متتالية.

ويقول في تصريحات صحفية بحسب وسائل إعلام ليبية في مصراته: "إن مدينة سرت شهدت عملية منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية وقد اجتمعت فيها كل القوى السياسية والعسكرية حيث اتخذت لجنة خمسة + خمسة مقرًا لها واعتمد صندوق لإعادة إعمار المدينة بقيمة مليار دولار، إضافة إلى زيارات المسؤولين المتكررة". 

وأضاف: "حتى هذه اللحظة لا يوجد إيفاء لأي من الوعود التي قُطعت من الحكومة أو المجلس الرئاسي". 

كما اعتبر معيتيق أن الوضع الإنساني سيئ في ظل الواقع الخدماتي الحالي، وأكد أن عددًا من المنظمات الدولية هي من تتولى تقديم الخدمات.

 

الذكرى 70 لاستقلال ليبيا 

وقال محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، في تصريحات تلفزيونية بمناسبة الذكرى الـ70 لاستقلال ليبيا التي تحل اليوم الجمعة: إن الحوار الليبي هو صمام أمان، وجسر عبور إلى استحقاق انتخابي نزيه لا عدول عنه ولا جدال فيه.

وأضاف أن المجلس الرئاسي "آلي على نفسه تجنيب الليبيين ويلات الحروب، وتعزيز قيم الحوار والتسامح والعفو والتعايش سواء في الواجبات والحقوق بلا تفريق ولا تمييز".

وأردف أن المجلس لم يدخر جهدا لتوحيد كافة الجهود السياسية في مسار وطني واحد يضم الجميع، وأن حياة الليبيين وغذاؤهم وأمنهم وسيادتهم، بل وصون ميراثه في التاريخ هي أمانة في عنق الرئاسي الليبي.

وكانت أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية اقتراحها تأجيل الجولة الأولى من الانتخابات إلى 24 يناير 2022.

وتم تشكيل خطة بديلة حيث شكل مجلس النواب الليبي لجنة من 10 أعضاء لإعداد مقترح لخارطة طريق ما بعد 24 ديسمبر الجاري.

سيف الإسلام القذافي

بينما تقدم نجل الرئيس الليبي معمر القذافي سيف الإسلام القذافي بإنذار قضائي للمفاوضية العليا للانتخابات الليبية بسبب قرار التأجيل في محكمة سبها من بين مرشحين على تولى الرئاسة في ليبيا مطالبين بعدم تاجيل الانتخابات الرئاسية لضمان رفع المعاناة عن أبناء الشعب الليبي لتظل طرابلس في دوامة من الخلافات تمزقها ليدفع ثمنها البسطاء من أبناء الشعب الليبي. 

الجريدة الرسمية