رئيس التحرير
عصام كامل

أحداث دامية وهجوم مزدوج لداعش بدير الزور ضد قوات قسد

داعش في سوريا
داعش في سوريا

تشهد مدينة البصيرة شرق دير الزور في سوريا أحداثًا أمنية مستمرة منذ يوم الجمعة الماضي، في أعقاب هجوم مزدوج نفذه تنظيم "داعش" ضد مقار عسكرية لـ"قوات سوريا الديموقراطية" (قسد).

 

 نوعيّة الردّ الذي تضمن إنزالًا جويًّا وحملات مداهمة واعتقال وإعدامات ميدانية، لا تترك مجالًا للشك في أن ضربة "داعش" أصابت وترًا حساسًا، ليس لدى "قسد" وحسب بل أيضًا لدى قوات التحالف الدولي التي وجدت نفسها منخرطة بشكل فعال في سلسلة عمليات الرد على الضربة المفاجئة. 

 

ويأتي ذلك في سياق حالة من الالتباس والغموض تمر بها منطقة شرق الفرات بالتزامن مع إعلان قوات التحالف الدولي انتهاء "مهماتها القتالية" في العراق المجاور للمنطقة، ووقوع قيادة "قسد" في فخّ "الانتظار القاتل" تحسبًا لأي خطوة أمريكية غير متوقعة بخصوص سوريا، وبخاصة في ظل مواصلة السلطات التركية سياسة التهديد بالتوغل في مناطق خاضعة لسيطرتها.

 

هجوم مزدوج لداعش

وما يستوقف في هجوم البصيرة أنه قد يكون الأول من نوعه منذ هزيمة "داعش" في الباغوز ربيع عام 2019 الذي يعبّر عن قدرة التنظيم على التخطيط وتنفيذ ضربات مركزة ضد مواقع محددة من دون اتباع سياسة "اضرب واهرب"، بل كأن "داعش" لأسباب معينة أراد هذه المرة أن يظهر قدرته على ضرب الهدف نفسه مرتين متتاليتين خلال ساعات قليلة، الأمر الذي من شأنه ان يثير تساؤلات كثيرة عما إذا كانت هذه الهجمة مجرد رمية من غير رامٍ أم أن "داعش" توسلها لإيصال رسائل لمن يهمه الأمر.

 

واستهدفت الهجمة الأولى مقر قيادة "اللواء الأول" التابع لـ"قسد"، في مدينة البصيرة، حوالى الساعة 7:45 مساء يوم الجمعة الماضي، بدأها المهاجمون بإطلاق قذيفتي RPG استهدفت المقر، تلاها اشتباك بالأسلحة الخفيفة، وأسفرت عن مقتل الشاب عزام عديش الغضبان برصاص طائش مصدره الاشتباك، أثناء تواجده في منزله، وهو مدني يعمل بائعًا للعطورات في البلدة.

 

الهجمة الأولى في البصيرة تزامنت مع هجوم مسلّح أيضًا، على حاجز لـ"قسد" في محطة الري بقرية الزرّ بريف دير الزور الشرقي، ولم تسجل على خلفيته أي خسائر بشرية.

 

وبعد الهجوم الأول بحوالى 3 ساعات ونصف الساعة، تكرر الهجوم بصورة مشابهة للهجمة الأولى، بدأت بأربع قذائف RPG استهدفت المقر ذاته، تلاها اشتباك لحوالى 10 دقائق، لينسحب المهاجمون من دون تسجيل إصابات بشرية.

 

وسبق هاتين الحادثتين في البصيرة، تعليق مناشير تحمل ختم تنظيم "داعش"، على عدد من مساجد ريف دير الزور الشرقي، حملت تهديدات لمَن ينتحل صفة التنظيم، ويسلب باسمه، كما تضمَّنت المناشير تبني "داعش" عملية قتل وسيم سليمان الحويجة، للسبب ذاته. وكان الحويجة قد قُتِل في سوق بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي في 7 (ديسمبر) الجاري، وقد تبنّى التنظيم سابقًا عملية الاغتيال.

 

فور وقوع الهجمات، فرضت "قوات سوريا الديموقراطية" منذ ليل الجمعة الماضي حظرًا على بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي وقرى قريبة منها، منعت من خلاله التحرك داخلها ونشرت عشرات الحواجز داخلها. وشهدت مواقع قوات "قسد" القريبة من المنطقة استنفارًا عامًا تبين أنه بهدف التمهيد لحملة أمنية للرد على هجوم "داعش". وقامت "قسد" مدعومة بقوات مكافحة الإرهاب "HAT" بنصب حواجز أمنية وإغلاق الطرق المؤدية للمدينة، حيث اعتقلت عددًا من الأشخاص بتهمة الانتماء لتنظيم "داعش".

 

ومنتصف ليل الأحد- الاثنين، قامت قوات التحالف الدولي مصحوبة بقوة من "قسد" بعملية إنزال جوي في مدينة البصيرة بهدف إلقاء القبض على عناصر وقيادات من تنظيم "داعش". 

 

وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" أنه "جرى إطلاق تحذيرات بأن المنطقة محاصرة بالكامل عبر مكبرات الصوت، مطالبين أشخاصًا بتسليم أنفسهم، وسُمعت بعد ذلك أصوات إطلاق نار ودوي انفجارات أيضًا، لم يُعرف سببها حتى اللحظة فيما إذا كانت ناجمة عن تبادل إطلاق نار، أم إطلاق نار من قبل القوة المداهمة فقط".

 

 قوات سوريا الديمقراطية 

وتُعرف قوات سوريا الديمقراطية عن نفسها بأنها "قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع العرب والأكراد والسريان وكافة المكونات الأخرى".

 

وتم الإعلان عن تشكيل "قسد" في 10 أكتوبر من العام 2015، في أعقاب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نيتها تقديم أسلحة لمجموعة محددة بهدف محاربة تنظيم "داعش". 

الجريدة الرسمية