رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

داعش خراسان.. قوة الإرهاب تنافس طالبان في حكم أفغانستان

داعش خراسان
داعش خراسان

تتنافس التنظيمات الإرهابية على كعكة أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية من كابول بعد إسقاط الحكومة الأفغانية والرئيس أشرف غني معلنة بزوغ نجم طالبان الذي لا طالما كانت هي المتصدر الرئيسي لأعمال العنف في أفغانستان. 

 

المشكلات الاقتصادية بأفغانستان 

ومع المشكلات الاقتصادية التي تواجهها طالبان بعد سيطرتها على كامل أفغانستان تكشفت المعضلات الهائلة أمام الحركة المتطرفة في تسيير حياة المواطنين الأفغان والتعامل في كيان وبنيان دولة ترعى مصالح مواطنيها. 

 

ومع فشل طالبان في توفير الحياة للشعب الأفغاني عقب مجموعة من القرارات الكارثية أبرزها حرمان الفتيات من التعليم بزغ نجم تنظيم جديد أكثر دموية كبديل لطالبان في حكم أفغانستان وهو داعش خراسان. 

داعش خراسان 

وتحت هذه الفرضية تلعب طالبان على إقناع العالم أنها البديل الأفضل خوفًا من التنظيم الأكثر تشددًا داعش خراسان. 

 

وغازلت حركة طالبان الولايات المتحدة الامريكية مشددة أن مقاتلي الحركة لا تحمل أي نوايا سيئة تجاه واشنطن أو الشعب الأمريكي.

 

حركة طالبان 

وأشاد مسؤول كبير في طالبان بالولايات المتحدة، وطلب منها السماح للحركة التي تحكم أفغانستان الآن، بالوصول إلى ما قيمته مليارات الدولارات من الأموال المجمدة في البنوك الأمريكية.

 

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتيد برس"، نُشرت يوم الأحد، قال وزير خارجية حكومة طالبان أمير خان متقي، إن الحركة لا تحمل تجاه الولايات المتحدة أي نوايا سيئة، وإنه ينبغي على واشنطن دعم حكومتهم الجديدة، بما في ذلك من خلال منحهم حق الوصول إلى الأموال المجمدة.

 

وأضاف: "إلى الأمة الأمريكية أمة عظيمة وكبيرة ويجب أن يكون لديك ما يكفي من الصبر وقلب كبير لتجرؤ على وضع سياسات بشأن أفغانستان على أساس القواعد الدولية، وإنهاء الخلافات وتقليل المسافة بيننا، أمريكا ستغير سياستها تجاه أفغانستان شيئا فشيئا".

 

وبعد سيطرة طالبان (التي تخضع لعقوبات الأمم المتحدة بسبب النشاط الإرهابي) على كابول في 15 أغسطس، جمدت الولايات المتحدة ما يقرب من 10 مليارات دولار كانت مملوكة للحكومة الأفغانية المخلوعة في محاولة لمنع التمويل عن الحركة.

 

ومنذ ذلك الحين حذرت "طالبان" من عواقب اقتصادية وخيمة وتقول البنوك الأفغانية إنها تواجه نقصًا في الأموال، كما حذرت الأمم المتحدة في أكتوبر من أنه دون مساعدات مالية أو مساعدات إنسانية، فإن أفغانستان بدأت "العد التنازلي للكارثة".

قادة طالبان 

عقوبات أمريكية

أفادت وكالة "رويترز" بأن الحركة تخضع لعقوبات اقتصادية أمريكية منذ عام 2001، لكن وزارة الخزانة وضعت، يوم الجمعة، مبادئ توجيهية تسمح بإرسال المساعدات المالية من أمريكا إلى العائلات في أفغانستان.

 

وطالبت حركة طالبان الولايات المتحدة في وقت سابق الإفراج عن مليارات الدولارات التي جمدتها، وسط أزمة اقتصادية طاحنة تواجهها البلاد ويعانيها الشعب الأفغاني، وفي ظل عدم الاعتراف الدولي بشرعية حركة طالبان.

 

كما دعا وزير خارجية حكومة طالبان، غير المعترف بها دوليا أمير خان متقي، خلال اجتماعه مع مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى أفغانستان توم ويست إلى رفع الحركة عن القوائم السوداء ورفع العقوبات.

 

وكتب المتحدث باسم «وزارة الخارجية» التابعة لطالبان عبد القهار بلخي في تغريدة له على تويتر: «ناقش الوفدان القضايا السياسية والاقتصادية والانسانية والصحية والتعليم والأمن، بالإضافة إلى توفير التسهيلات المصرفية والنقدية اللازمة».

 

وأضاف: «طمأن الوفد الأفغاني الجانب الأمريكي حول الأمن وحث على الإفراج على أموال أفغانستان المجمدة، دون شروط وإنهاء القوائم السوداء والعقوبات، وفصل القضايا الإنسانية عن القضايا السياسية».

 

وتعد هذه هي الجولة الثانية من المحادثات بين الجانبين منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

عناصر تنظيم داعش خراسان 

أزمة اقتصادية

وتواجه أفغاستان أزمة اقتصادية تمثلت في ارتفاع معدل التضخم بشكل كبير فضلًا عن البطالة بين الأفغان وانهيار النظام المصرفي.

 

وتفاقمت الأزمة بعد تجميد واشنطن نحو 10 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني، وازداد التراجع مع وقف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تمويلهما لأفغانستان.

 

اعتراف دولي

يشار إلى أن طالبان تسعى إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان والحصول على مساعدات لتجنيب البلاد كارثة إنسانية وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها، في حين يواجه الشعب الأفغاني أزمة اقتصادية حادة ونقصًا في الغذاء وتزايدا في معدلات الفقر بعد ثلاثة أشهر من عودة طالبان إلى السلطة.

ويحاول "داعش" خرسان استغلال كل تلك الظروف اللا إنسانية لانضمام عناصر جدد داخل التنظيم لإقامة خلافته المزعومة لتمتد من جنوب آسيا إلى آسيا الوسطى؛ بينما تبدو طالبان على الأقل راضية عن إقامة الإمارة الإسلامية في أفغانستان.

 

وترى داعش خراسان أن تفسير حركة طالبان للشريعة ليس صارمًا بما يكفي، لذلك تطلق على الحركة اسم "المرتدون"؛ خاصة وأن طالبان وقعت اتفاقية سلام مع الولايات المتحدة.

 

١٥٠٠ مقاتل

ووفق تقرير للأمم المتحدة صادر في 15 يوليو الماضي، فإن فرع خراسان التابع لتنظيم "داعش"، يضم ما يقدر بـ 500 إلى 1500 مقاتل.

 

وقال التقرير إن المجموعة الإرهابية عززت موقعها في كابول ومحيطها، حيث تنفذ معظم الهجمات الإرهابية في المنطقة وتأمل في تجنيد أعضاء من طالبان ساخطين على أداء الحركة وتوجهاتها الحالية.

تدريبات عناصر التنظيم المتطرف داعش خراسان 

بالإضافة إلى ذلك، يحاول تنظيم "داعش" تجنيد مقاتلين من سوريا والعراق ومناطق أخرى متنازع عليها، بحسب التقرير ذاته الذي لفت إلى وجود ما بين 8000 و10000 مقاتل أجنبي في أفغانستان منذ بداية يونيو الماضي، يقاتلون في حركات مختلفة.

 

وفي الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام وحده، سجلت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، 77 هجومًا لتنظيم "داعش"؛ أي أكثر بثلاث مرات من نفس الفترة من العام الماضي.

 

وحارب فرع خراسان التابع لتنظيم "داعش" حركة طالبان في عام 2017، ونجح في طرد مقاتلي الحركة من منطقة تورا بورا.

 

وولدت داعش من رحم تنظيم القاعدة لكنها اعتمدت على أدبيات أخرى أبرزها كتاب "إدارة التوحش" ضمن فكرة جديدة تتعلق بالسيطرة على الأرض على خلاف تكتيكات القاعدة التي اعتمدت على توجيه ضربات إرهابية في بقاع العالم.

 

جماعة طالبان باكستان

وتقول هيئة الإذاعة الألمانية باللغة الفارسية إن "فرع خراسان لداعش ينحدر في الأساس من جماعة طالبان باكستان، وفر أفراده عبر الحدود إلى أفغانستان بسبب العمليات العسكرية والاضطهاد في باكستان، قبل أن يتعهدوا بالولاء لزعيم داعش السابق، أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2014".

 

وفي بداية عام 2015، قبل تنظيم "داعش" رسميًّا هذا الفرع، وأعلن أن منطقة نشاطه هي آسيا الوسطى باسم "الدولة الإسلامية في ولاية خراسان"، بحسب مزاعمه

وتقول صحيفة "الثامنة صباحًا"، الأفغانية، إن "الجسم الرئيسي لداعش فرع خراسان في أفغانستان، مكون من باكستانيين (أفريدي وأوركازي) وآسيا الوسطى (أوزبكيون وطاجيك وأويجور صينيون)، إلى جانب أفغان كانوا أعضاء سابقين في حركة طالبان والحزب الإسلامي وباقي الحركات الجهادية الأخرى".

 

وبهذا الشعب الأفغاني متحيرًا بين خيارين كلاهما مر فهنا حركة طالبان المتشددة تسيطر على رقعة أفغانستان بينما سوء الأحوال المعيشية يقود الافغان الى الهجرة واللجوء أو الانخراط قسرا في الحركة الأكثر تشددا داعش خراسان.

Advertisements
الجريدة الرسمية