رئيس التحرير
عصام كامل

بعد اندثار الأفران البلدي " الراكية" وسيلة قرى الفيوم للتدفئة

وسيلة قرى الفيوم
وسيلة قرى الفيوم للتدفئة

انتشرت قديمًا في الفيوم عادات تخص أهل محافظة الفيوم يمارسها سكانها فقط في فصل الشتاء، منها ما اختفى مع تطور الزمن ومنها ما زال قائما ويمارس حتى الآن، خاصة في العزب والنجوع التي تقع على أطراف المحافظة.

 

التنورة 

يقول محمد عطية من أهالي قرية هوارة عدلان بمحافظة الفيوم، إن قريتهم في الستينيات والسبعينيات وقت أن كان شابا، ولم تكن الكهرباء وصلت إلى قريتهم، كان فصل الشتاء هو فصل تجمع الأسرة في حجرة في نهاية المنزل كان يطلق عليها "التنورة"، هذه الحجرة كان بها فرن بلدي مبني من الطوب اللبن، بمساحة تسع أكثر من ٨ أفراد جلوسا، وكانت ربة المنزل وغالبا كانت الجدة، توقد النار داخل الفرن مع غروب الشمس، حتى تتحول إلى جمر، ويتجمع كل أفراد الأسرة فوق سطح الفرن طوال الليل، يتجاذبون أطراف الحديث، ويصلون إلى حلول لكل مشاكلهم سواء الأسرية أو مشكلات الأرض والزراعة التي تعاني منها قرى الفيوم.

 

ويضيف، أن الآن اختفى هذا المظهر من حياتنا بعد أن اقتنت الأسر الدفاية الكهربائية، وانتهى الفرن من البيوت التي تحولت إلى كتلة خرسانية يملؤها السقيع، وتفرقت الأسر يمينا وشمال وهجر الأبناء القرى إلى العاصمة أو إلى دول الخليج.

الراكية

فيما قال عبد الفتاح علي من قرية سيدنا الخضر بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، إن كثيرًا من العزب والنجوع ما زالت تعتمد في فصل الشتاء على التدفئة بالخشب أو الحطب، وهو ما يطلق عليه لفظ "راكية"، والراكية عبارة عن كومة من نار الحطب أو الخشب، يتم إشعالها في وعاء فخاري يسمى "منقد"، وهو تحور لكلمة موقد بالعربية تطورت إلى منقد.

 

ويشير سعد سيد من إحدى عزب الناصرية التابعة لمركز الفيوم، أن الشباب غير المتزوجين في القرى الصغيرة والعزب التي لو يوجد بها وسائل الترفيه، يتجمعون في أحد الأماكن المتسعة بعد صلاة العشاء ويشعلون النار في كومة من الخشب أو الحطب "راكية" ويسهرون على دفء النار حتى ساعات متأخرة من الليل وغالبا يقضون وقتهم في الحوار حول الأرض والزراعة ومشكلات إلى التي تعاني منها نهايات الترع والمصارف وغالبا تكون في أو عزل ونجوع صغيرة.

 

يذكر أن الأكلات التي يكثر منها أهالي الفيوم طوال فترة الشتاء هي محشي الكرنب والبيصارة والعدس، بالإضافة إلي المرحرح الذي يتم تسخين علي راكية النار وقت السهرة ويأكل بالجبن القريش الطازج أو اللبن الرائب.

الجريدة الرسمية