رئيس التحرير
عصام كامل

التحليل النفسي للطفل الباكي.. مضطرب نفسيا ولديه إحساس بالنفور الاجتماعي.. ووالدته السبب

الطفل الباكي
الطفل الباكي

قصة الطفل الباكي محمود قضية اجتماعية أثارت ضجة كبيرة بكافة الوسائط الإعلامية وتعاطف معه الجميع، حيث إنه طفل يعاني من اضطراب نفسي يعيش في الشارع بعدما رفضت والدته احتواءه بعد انفصالها عن والده الذي توفي بعد ذلك وزواجها من آخر.

 

وفقًا لما تم عرضته القنوات الفضائية فالطفل ينتمي لأسرة فقيرة مفككة، فالوالد كان مصاب بالصرع، وانفصل عن والدته قبل أن يتوفى والابن كان يعيش معه ثم انتقل للعيش مع عمه “القهوجي” الذي داهمه مرض السرطان فتواصل مع والدة الابن رغبة في انتقال الطفل إليها خاصة بعد ظهور علامات اضطراب نفسي لدى الطفل، لكن والدته رفضت استقباله بزعم أن زوجها لا يتقبله.

 

السيناريو الحقيقي

قال  الدكتور أحمد الباسوسي استشاري الطب النفسي، إن القصة كلاسيكية ربما يعيشها ملايين الأطفال المشردين الذين يحتاجون إلى تدخل جدي من أجل انقاذهم مثلما يحدث الآن مع الطفل محمود.

 

وتابع: يبدو أن السيناريو الحقيقي تائه في بطون أبطال المشهد، إذ يبدو أن الطفل الآن لم يكن طبيعيًّا من ناحية السلامة النفسية ونلاحظ التاريخ الوراثي المرضى للاب (يقولون صرع! والأكثر احتمالًا أن المسألة تتجاوز مرض الصرع الى ما هو أبعد من ذلك، فصام مثلًا) بدليل أن زوجته لم تطق العيش معه وتركته وانفصلت عنه، والولد المرشح للإصابة بالاضطراب النفسي ظل يعيش مع أبيه ربما لأن أمه لم تستطع احتماله ورعايته كما فشلت مع والده، وجاءت فترة المراهقة لدى الطفل حيث انفجر كل شيء يتعلق بأعراض الاضطراب النفسي وتحول إلى صبي أكثر إزعاجًا وجنوحًا، وذهبوا به إلى أمه فلم تتقبله واعتبرته في عداد الموتى.

 

وأضاف الباسوسي: نحن هنا بصدد سيدة (الأم) لم ينفطر قلبها على ابنها مثل أي أم طبيعية، فيمكن أن نتوقع أننا بصدد أم غير طبيعية هربت سريعًا من مرض الزوج وهربت أيضًا سريعًا من أن تحمل طفلها معها وترعاه.

 

وأكد أن هذا الطفل المريض مضطرب نفسيًّا في حاجة ماسة للرعاية فيجب احتوائه وحُسن التعامل معه قبل أن يهرب ويذهب الى الشارع كما يجب أن تقوم الدولة برعاية جميع أطفال الشوارع لأن أغلبهم من خلفيات أسرية مفككة حائرة بين المرض النفسي والفقر الشديد.

 

إحساس الرفض المجتمعي

وفي نفس السياق، أكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أن مرض الطفل محمود وامتناعه عن الطعام دليل على الألم النفسي الشديد الذي يعاني منه، فالطفل في هذه المرحلة العمرية ليس بحاجة لأكثر من الاحتواء والحنان ممن حوله فذلك يعطيه الإحساس بوجوده، ولكن والدته ساعدت في سوء حالته.

وتابع "فرويز" أن الطفل لديه إحساس أنه منبوذ ومرفوض من الجميع، ويظهر ذلك في الجملة التي قالها «أنا عايز أموت»، لأنه لم ير الحب من المقربين حتى يراه من أحد في المجتمع، والسبب في ذلك والدته التي تسببت في إصابته بحالة من الإحباط العاطفي، إذ كان يجب أن يكون دورها الأساسي الوقوف بجانب طفلها عند رؤيته يعاني من أمر ما، ولكنها فضلت العيش مع زوجها وترك ابنها، وفي هذه الحالة فهي لا تؤتمن على الطفل مرة أخرى.

الجريدة الرسمية