رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تقف التيارات الدينية في وجه الإصلاح بالكراهية؟

الدين والسياسة
الدين والسياسة

لم يعد خافيًا ترويج التيارات الدينية للكراهية في أطروحاتها السياسية أو الدينية ودفع المجتمع إلى حافة الاختناق باليأس والإحباط، بسبب تزايد الشائعات التي تشكك في كل شيء وتجعله كريهًا لا يدعو للأمل، وهذا أسلوب وتكتيك وعقيدة تدار بها أيضا الصراعات الداخلية للتيارات الدينية لمن يخرج عن طوع التنظيم كما يحدث الآن في الإخوان. 

تسويق الكراهية عند الإسلاميين 


ويعرف العالمون ببواطن الأمور والمتخصصون في شئون الجماعات الإسلامية وخاصة الإخوان، أن التسويق للكراهية جزء من مشروع تمكين التيارات الدينية، فكل إنجاز ليس محسوبا عليهم يجب الإنهاء عليه تماما وتشويهه.  


يتفق ثروت الخرباوي، المفكر والباحث، مع هذه الرؤية ويدلل بجماعة الإخوان الإرهابية أهم جناح في التيارات الدينية، مؤكدا أن التنظيم ينسب إلى الرسول محمد عليه الصلاة ‏والسلام، قول «يُحشر المرء مع من أحب»، وبغض النظر عن صحة أو عدم صحة هذه المروية، إلا أن مَن يرددها يجعلها ‏دعوة للكراهية.‏

 

الإسلام دعوة للحب 


وأضاف: لمَن لا يعرف أقول إن الإسلام أصلًا دعوة للحب، ولا يمكن أن يكون الحب تهديدًا للمسلم، الله عادل وحكيم، وليس كمثله ‏شيء، ولن يحاسبنا كما نحاسب أنفسنا، فتدخل أهواءُنا فى الحكم.‏


تابع: الله يحاسبنا على أعمالنا وليس على مشاعرنا، والرسول عليه الصلاة والسلام، هو الذى قال دعاءً مشهورًا هو «اللهم إن ‏هذا قسمي فيما أملك، فلا تحاسبني فيما لا أملك» وكان يقصد مشاعر قلبه كإنسان ودعا الله ألا يحاسبه عليها لأنه لا يملكها.‏

 

وأردف: أما بالنسبة للواقع الذى مر به الرسول عليه الصلاة والسلام فهذه المروية تتناقض مع أشياء عاشها الرسول، حيث كان ‏يحب عمه أبو طالب كافرًا، وبكى بكاءً كثيرًا عند موته، والصحابة أطلقوا على العام الذى مات فيه عمه وماتت فيه زوجته أمنا ‏خديجة "عام الحزن".‏

 

واستكمل: عمه أبو طالب كان كافرًا، والرسول كان يحبه، فهل معنى هذا أن الرسول سيُحشر معه.‏

 

اختتم: كيف يفهمون الإسلام؟ الرسول كان يحب قومه، ولم يبغضهم، ولم يدعُ عليهم، ولم يوافق على أن يُطبق الملك الجبلين ‏عليهم؛ لأنه كان يحبهم، ولكن دعوة الحب أصبحت للأسف تستخدم للكراهية. ‏


صراع جبهات الإخوان ‏


وكانت الأيام الماضية شهدت ‏صراعًا ‏داميًا ‏أظهر ‏على ‏السطح ‏ما ‏كان ‏يدور ‏في ‏الخفاء ‏طوال ‏الأشهر ‏الماضية ‏داخل ‏جماعة ‏الإخوان، ‏وبرزت ‏مؤشرات ‏محاولة ‏انقلاب ‏تاريخية ‏من ‏الأمين ‏الأسبق ‏للجماعة ‏محمود ‏حسين، ‏على ‏إبراهيم ‏منير، ‏القائم ‏الحالي ‏بأعمال ‏مرشد ‏الإخوان، ‏بسبب ‏إلغاء ‏منصب ‏الأمين ‏العام الذي كان ‏يحتله ‏حسين ‏منذ ‏سنوات ‏طويلة.  ‏


تجريد محمود حسين ‏من ‏كل ‏امتيازاته، ‏دعاه ‏هو ‏ورجاله ‏للتمرد ‏والاستمرار ‏في ‏مواقعهم ‏بدعوى ‏حماية ‏الجماعة ‏والحفاظ ‏عليها، ‏وهو ‏نفس ‏المبرر ‏الذي ‏دعاه ‏لرفض ‏سبع ‏مبادرات ‏فردية، ‏كما ‏رفض ‏المبادرات ‏العشر ‏التي ‏قدمت ‏في ‏عام ‏‏٢٠١٦ ‏من ‏القرضاوي ‏والشباب ‏وغيرهم ‏تعسفًا ورفضًا لأي ‏تغيير.‏

‏ ‏

مصادر تمويل الجماعة


وعلى جانب آخر، ‏تحرك ‏إبراهيم ‏منير، ‏المدعوم ‏من ‏القيادات ‏الشابة ‏بالجماعة ‏ومصادر ‏التمويل، ‏وأطلق ‏العنان ‏لرصد ‏كل ‏انتهاكات ‏الحرس ‏القديم، ‏الذين ‏أداروا ‏الإخوان ‏طيلة ‏السنوات ‏السبع ‏العجاف ‏الماضية.‏

‏ورفض ‏منير ‏ما ‏أعلنته ‏رابطة ‏الإخوان ‏بتركيا، ‏وأعلن ‏تمسكه ‏بنتائج ‏الإنتخابات، ‏وأحال ‏‏6 ‏من ‏قيادات ‏الجماعة ‏على ‏رأسهم ‏محمود ‏حسين ‏للتحقيق، ‏بسبب ‏رفضهم ‏تسليم ‏مهامهم ‏للمكتب ‏المشكل ‏حديثًا، ‏الذي ‏أصبح ‏لأول ‏مرة ‏تابعًا له، بعد ‏أن كان ‏جزيرة ‏منعزلة ‏عن ‏التنظيم ‏منذ ‏عام ‏‏2014. ‏

 

وبعد رفض القيادات المثول ‏للتحقيق ‏واستمرارهم ‏في ‏الحشد ‏لعزل ‏منير، ‏أصدر ‏قرارًا ‏جديدًا ‏بطرد ‏قادة ‏التمرد ‏من ‏الجماعة، ‏في ‏محاولة لإنهاء ‏فصل ‏من ‏فصول ‏الصراع ‏الداخلي ‏للإخوان، ‏الذي ‏صاحب ‏التنظيم ‏طوال ‏تاريخه ‏ولا ‏يزال ‏مستمرًّا ‏حتى ‏الآن.

‏ 
لكن ‏القيادات ‏المعارضة ‏لمنير ‏نجحت حتى الآن في ‏فرض ‏رؤيتها ‏على ‏الجماعة، ‏وما ‏زال ‏الموقف ‏معلقًا ولم يحسم لأي من ‏الطرفين.‏

الجريدة الرسمية