رئيس التحرير
عصام كامل

أوميكرون أم كورونا.. تقرير يكشف الفرق بين أعراض الإصابة بمتحورات الفيروس

أوميكرون
أوميكرون

لم يمر أسبوع كامل على اكتشاف متحور كورونا الجديد "أوميكرون" إلا وسجلت أكثر من 50 دولة إصابات بالمتحور الجديد ليثير الذعر في ربوع العالم خوفا من العودة إلى النقطة "صفر" والتي كانت قبل عامين مع اكتشاف فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، خاصة أن العالم كان قريبا من التخلص من الفيروس التاجي باللقاحات.

وأدى المتغير الجديد "أوميكرون" إلى إغلاق الحدود في العديد من الدول، وإعادة فرض تدابير التباعد الاجتماعي، ما أثار قلقا دوليا بشأن فعالية اللقاحات

أعراض "أوميكرون"

وبحسب تقرير لصحيفة "ديلي أكسبريس" ونشرته روسيا اليوم الاخبارية أن متحور "أوميكرون يشترك" في العديد من الطفرات الرئيسية مع المتغيرين السابقين، بيتا وجاما، بالإضافة إلى أنه يحتوي على 26 طفرة فريدة، العديد منها في مناطق مستهدفة بأجسام مضادة للقاحات.

ولفت التقرير الي انه من المهم ملاحظة أنه لا يُعرف سوى القليل جدا عن تأثيرات "أوميكرون" على الجسم في هذه المرحلة، وقد لا تكون هذه الأعراض هي القاعدة.

وتقول منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد حاليا أي معلومات تشير إلى أن الأعراض المرتبطة بـ"أوميكرون" تختلف عن تلك الموجودة في المتغيرات الأخرى لفيروس كورونا.

أعراض خفيفة

ومع ذلك، قالت الدكتورة أنجيليك كوتزي، الجنوب إفريقية التي اكتشفت ظهور المتغير الجديد لأول مرة، إن المرضى الذين رأتهم يعانون من أعراض خفيفة للغاية، على الرغم من اختلافهم عن الأعراض المعتادة التي يتم الإبلاغ عنها في متغيرات "كوفيد-19" الأخرى، على غرار "دلتا".

على سبيل المثال، يتم الإبلاغ عن التعب وسرعة ضربات القلب بشكل أكثر شيوعا الآن.

وشرحت الدكتورة كوتزي، وهي رئيسة الجمعية الطبية لجنوب إفريقيا، إن أيا من مرضاها لم يكن مصابا بمرض خطير، لكنهم يعانون من آلام في الجسم وحكة في الحلق بدلا من التهاب الحلق الشائع في دلتا ومتغيرات كوفيد-19 الأخرى)، وصداع.

ومن المثير للاهتمام، أن الدكتورة كوتزي قالت إنه لم يبلغ أي من مرضى أوميكرون عن فقدان حاسة التذوق أو الشم، كما هو شائع مع "دلتا" ومتغيرات كوفيد الأخرى.

وأضافت أيضا أنه لم يكن هناك انخفاض كبير في مستويات الأكسجين مع المتغير الجديد.

وقالت الدكتورة كوتزي إن مريضا جاء إلى عيادتها في 18 نوفمبر الجاري يشكو من "إرهاق شديد" لمدة يومين مع آلام في الجسم وصداع، موضحة: "كانت الأعراض في تلك المرحلة مرتبطة إلى حد كبير بالعدوى الفيروسية العادية.. ولأننا لم نشهد كوفيد-19 خلال الأسابيع الثمانية إلى العشرة الماضية، قررنا إجراء الاختبار ثم تبين أن هذا المريض وعائلته إيجابيون لكوفيد".

وفي نفس اليوم، جاء المزيد من المرضى الذين يعانون من أعراض مماثلة، وحينها أدركت كوتزي أن هناك شيئا آخر يحدث.

ومنذ ذلك الحين، كانت تستقبل مريضين إلى ثلاثة مرضى يوميا، وقالت: "رأينا الكثير من مرضى دلتا خلال الموجة الثالثة وهذا لا يتناسب مع الصورة السريرية".

ثم نبهت المعهد الوطني للأمراض المعدية (NICD) في جنوب إفريقيا.

وأضافت الدكتورة كوتزي: "معظمهم يرون أعراضا خفيفة جدا.. لقد تمكنا من علاج هؤلاء المرضى بشكل متحفظ في المنزل".

الفئة العمرية

ومن خلال تجربتها حتى الآن، فإن المتغير الجديد يؤثر على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 40 عاما أو أقل.

وما يقارب نصف المرضى الذين عولجوا من أعراض "أوميكرون" لم يتم تطعيمهم.

وأوضحت الدكتورة كوتزي أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت قبل أن نفهم مدى جدية المتغير بالنسبة للأشخاص المستضعفين.

التأثير على الأطفال

ويشكل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين نحو 10% من حالات النقل للمستشفيات في مدينة "تشواني" مركز تفشي أوميكرون في جنوب أفريقيا، وفقًا للمعهد الوطني للأمراض المعدية.


ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن واسيلا جاسات، المتخصصة بالصحة العامة في المعهد، قولها إنه يتم نقل عدد أكبر من الأطفال مقارنة بالمراحل الأولى من دخول البلاد في الموجة الرابعة من الإصابات بفيروس كورونا، إلا أن نفس الاتجاه حدث أثناء الموجة الثالثة عندما كان المتحور دلتا هو الأكثر انتشارًا.


وقالت جاسات، التي كانت جزءًا من نظام تطوير وإدارة نظام مراقبة المستشفيات الوطنية في جنوب أفريقيا لكوفيد-19، "الأطفال الصغار للغاية لديهم نظام مناعة غير مكتمل، كما أنهم غير ملقحين، لذلك فهم في خطر أكبر".


وقالت إن جزءًا من زيادة حالات النقل إلى المستشفيات ربما يعكس حرصًا زائدًا من الآباء في ظل القلق الجديد إزاء المتحور أوميكرون. وأوضحت أن تقريرًا خاصًا بطب الأطفال سيصدر في وقت لاحق من الأسبوع الجاري سيقدم مزيدًا من المعلومات.


وأضافت جاسات: "على الأرجح ينقل الناس أطفالهم كإجراء احترازي لأنك إذا عالجتهم في المنزل، ربما يحدث أي خطأ - خاصة الأطفال الصغار للغاية لأن هناك نسبة وفاة أكبر".

خصائص أوميكرون 

ومن ناحيتها لفتت منظمة الصحة العالمية إلى أنه قد تحدث زيادة في حالات الإصابة بكوفيد-19 اعتمادا على خصائص أوميكرون وهو ما ستكون له عواقب وخيمة.

 

وأشارت إلى أن تقييم مجمل الخطر العالمي المتعلق بأوميكرون مرتفع للغاية.

 

وحثت المنظمة الدول الأعضاء على الإبلاغ عن أول حالات وبؤر تفشي أوميكرون، كما طالبت 194 دولة عضوًا بها الإسراع بتطعيم الفئات ذات الأولوية بلقاحات كوفيد-19.

 

وطالبت أيضًا الدول باستخدام نهج يستند إلى المخاطر لتعديل إجراءات السفر الدولي في الوقت المناسب.

 

وأوضحت أن أوميكرون لديه عدد غير مسبوق من زيادة التحورات وبعضها يثير القلق بالنسبة للأثر المحتمل على مسار الجائحة.

 

ولفتت إلى أنه ثمة قدر كبير من عدم اليقين إزاء قدرة أوميكرون على التغلب على جهاز المناعة.

 

وقالت: "هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للوصول إلى فهم أفضل لاحتمال تغلب أوميكرون على اللقاحات والمناعة المكتسبة بعد الإصابة".

الجريدة الرسمية