رئيس التحرير
عصام كامل

قطع غيار حيوانية لأجسام البشر.. والخنازير أكثر الكائنات المرشحة

زراعة أعضاء الخنازير
زراعة أعضاء الخنازير داخل جسم الانسان

قطع غيار حيوانية لأجسام البشر.. يعاني الكثير من المواطنين بفشل في أعضاءهم، وقد ينتج هذا الفشل من حالات مرضية أو حوادث مرورية أو لأي أسباب أخرى، وفي الفترة الأخيرة تزايدت حاجة المواطنين لزراعة أعضاء بشرية بديلة لنظيرها التالف، ومع نقص عدد المتبرعين من البشر اتجه العلماء للحيوانات لنقل الأعضاء منهم للإنسان.

 

كلية خنزير
 

ولأول مرة، نجح مؤخرا جراحون أمريكيون في زرع كلية خنزير في جسم إنسان دون أن يرفض جهاز المناعة في جسم المتلقي العضو المزروع، وهو تقدم كبير يحتمل أن يؤدي في نهاية المطاف للتخفيف من النقص الحاد في الأعضاء البشرية الجاهزة للزراعة.

 


وتضمنت العملية الجراحية، التي أُجريت في مركز لانجون الطبي التابع لجامعة نيويورك، استخدام خنزير تم تعديل جيناته بحيث لم تعد أنسجته تحتوي على جزيء معروف بأنه سيؤدي في الأغلب لرفض الجسم للعضو المزروع على الفور.


وقال باحثون لرويترز إن متلقية الكلية مريضة متوفاة دماغيا ظهرت عليها علامات ضعف في وظائف الكلى ووافقت أسرتها على التجربة قبل أن يتم رفعها من على أجهزة الإبقاء على قيد الحياة، وعلى مدار 3 أيام، تم ربط الكلية الجديدة بالأوعية الدموية للمريضة وتم الحفاظ عليها خارج جسدها، مما أتاح للباحثين التعامل معها مباشرة.

 

وقال الجراح المسؤول عن الزراعة روبرت مونتجومري، الذي قاد الدراسة إن نتائج اختبار وظائف الكلى المزروعة "بدت طبيعية إلى حد كبير".

 

كلية قرد 
 

لم تكن هذه أول تجربة في هذا النطاق، فمنذ زمن طويل فكر الأطباء في نقل أعضاء حيوانية للإنسان، وظل ذلك حلما راودهم إلى أن أصبح واقعا في أوائل الستينيات من هذا القرن عندما نجح العالم "ك. ريمتزما" في نقل الكلى من قرود من نوعي الشمبانزي والبابون إلى المرضى، ثم تلاه قيام الطبيب الجراح "ستارزل" ومعاونوه بعمليات في زرع مشابهة، وعملت إحدى الكلى التي نقلوها من شمبانزي إلى مريض أطول فترة واستمرت 9 شهور، ولسوء الحظ توقف هذا البرنامج نتيجة قصر فترة بقاء الكلى الحيوانية حية داخل أجسام المرضى.

 

قلب شمبانزي
 

كما أجرى الجراح "هاردي" عام 1964 خلال موجة الحماس التي واكبت نقل الأعضاء الحيوانية للإنسان أول عملية نقل قلب شمبانزي إلى مريض كان عمره 68 سنة، ولم يعش طويلا بعد زراعته، ثم أجريت عملية زرع قلب قرد من نوع البابون لطفلة كانت حياتها مهددة بخطر الموت، ولم يكن أمام الأطباء في ذلك الوقت خيار آخر لعدم توافر قلب بشري يناسبها، ولسوء الحظ لم تحقق عمليات نقل قلب حيواني لإنسان نتائج جيدة.

 

عظام العجول

كما أجريت تجارب على استخدام عظام من عجول صغيرة في إصلاح إصابات في عظام مريض، وحاول آخرون استخدام غضاريف مأخوذة من الثيران لإصلاح عيوب في الأنف.

 

الخنازير والبابون
 

وأثبتت الكثير من الأبحاث أن الخنزير هو أكثر الحيوانات حظا ليصبح مصدرا للأعضاء الممكن نقلها للإنسان على الرغم من كونه من رتبة أخرى للثدييات، فمن المعروف أن التشابه الجيني عالي جدا بين الإنسان وحيواني البابون والخنزير، مما يوفر توافقية أعلي وتجارب من ناحية أداء العضو ووظيفته وحجمه، وقد فضلت الكثير من الأبحاث زراعة خلايا الخنازير عن البابون لعدة أسباب.


تتماثل تلك الأسباب في توفير تخصيب الخنازير حول العالم وسهولته، وأيضا الوقت المحتاجين إليه لنشوء أعضاء ناضجة جاهزة للزراعة هو 6 شهور منذ الولادة، أما في البابون فتستخدم العملية 9 سنوات، ثم إن الخنازير لديها فترة حمل أقصر تنتج من 0: 12 خنزير، على عكس البابون فترة الحمل أطول وتنتج واحدا أو اثنين بعد فترة الحمل.


بالإضافة إلى ذلك، هناك خطورة عالية في نقل أعضاء البابون، تتماثل هذه الخطورة في نقل الأمراض المعدية من الحيوان للإنسان بعد نقل العضو، أما الخنازير تقل هذه الاحتمالية بشكل أكبر بسبب بعده عن الإنسان عكس البابون قريب جدا للانسان، ويشترك الاثنان في بعض الأمراض المشتركة.


الجانب الإيجابي الوحيد المميز البابون أنه أكثر تمثيلا من الناحية التشريحية لأعضاء الإنسان عن مثيلتها من الخنازير، وبسبب الأسباب السابقة تزايدت الأبحاث وتركزت على الخنازير بصفته أكثر الحيوانات المرشحة بقوة لنقل الأعضاء للإنسان.

الجريدة الرسمية