رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شباب المصطفى

تحلَّى سيِّدُنا رسولُ الله بالأخلاق السامية، فقد شبَّ في معيَّة الله تعالى، يحفظه من أدناس الجاهلية، فكان أفضل الناس مروءةً، وأحسنهم خلقًا، وأكرمهم حسبًا، وأحسنهم جوارًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وأعظمهم أمانةً، وأبعدهم عن الفحش والأخلاق الخبيثة، تنزيهًا وتكريمًا من الله ـ تعالى ـ له، حيث جُمعت فيه كل الخصال الصالحة. ومن صفاته الأمانة، فلقَّبه قومُه بالأمين؛ من كثرة أمانته؛ ولذلك كانت قريش تأتمنه على نفائس أموالهم.

 

  

ولِطِيب سُمعته وحسن خُلُقه، استأمنته السيدةُ خديجةُ على تجارتها، فكان نعم التاجر الأمين، وامتاز بسماحته في البيع والشراء، ورغم ذلك باع بضاعته، وربح فيها ربحًا وفيرًا. ولعِظم أخلاقه تزوَّجته السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ على الرغم من قلَّة ماله، وهي يومئذ سيدة في قومها، فكان خير الأزواج لأهله. 

  

وكان فطنًا ـ أي ذا ذكاءٍ عالٍ ـ، فعندما هُدم جزءٌ من الكعبة أعادت قريش بناءها من جديد، وتنازعوا حول من سيتشرَّف بوضع الحجر الأسود الشريف في موضعه، ولكنهم ارتضوا أنَّ أول من يدخل عليهم، يتخذونه حكمًا بينهم، فكان الرسول، فقالوا: "هذا الأمينُ رضينا"، وقام بحكمته بإنهاء النزاع بينهم. فشكرت له قريش إصابته في الرأي؛ لأنه بحكمته حقن دماء كل القبائل. كما حضر حلف الفضول، الذي تعاهد فيه سادةُ قريش على نصرة المظلوم، سواء كان من أهل مكة، أم من الوافدين عليها، فشهد من هذا الحلف إبرام المعاهدات والاتفاقيات.

أخلاق الرسول

 

 وكان ينأى عن كل خصال الجاهلية القبيحة، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل من الذبائح التي تبذح للأصنام، ولا يحضر أي احتفال يقام للأوثان، ولا يحب مجرد سماع الحلف باللات والعُزَّى ـوهما صنمان كان العرب يعظمونهماـ. وكان لا يعجبه أحوال بعض أهل قريش فكان يعتزلهم في غار حراء؛ ليتفكَّر في عَظَمَة خلق الكون، ويتفقَّد أسراره، فلقد كان مُوَحِّدًا على ملة سيدنا إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ حنيفًا مسلمًا، وما كان من المشركين. 

 

وساعدته عُزلته في غار حراء على صفاء روحه، وتعلُّقه بخالقه ـ سبحانه وتعالى ـ، فقد كان يقيم في الغار إلى أن ينتهي طعامُهُ وشرابُهُ، فيعود إلى أهله ليتزوَّد مرة أخرى. وظل في خلوته، واعتزاله منكرات بعض قومه، حتى جاءه الوحيُ وعمرُهُ أربعون عامًا، لتكون بداية الرسالة، والاصطفاء من الله تعالى.

   

وبهذا يتبيَّن لنا أن فترة شباب سيدنا محمد سواء كانت قبل البعثة أم بعدها، تميزت بالأخلاق الحسنة، الصالحة،  فاشتهر عنه مساعدة المحتاجين، وإعانة المبتليين، وإكرام الضيوف، والإحسان إلى الجيران، والوفاء بالعهود، وعفة اللسان، وكان لصدقه وأمانته يلقبه قومه بالصادق الأمين. فهو سيد المرسلين، وخير خلق الله تعالى كلهم، صلى الله تعالى وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

Advertisements
الجريدة الرسمية