رئيس التحرير
عصام كامل

بسبب الصاجات والخروج عن الآداب العامة.. أغنيات وضعت كمال الطويل تحت مقصلة الإذاعة

الموسيقار كمال الطويل
الموسيقار كمال الطويل

رغم أن ألحان الملحن كمال الطويل ـ وُلد فى مثل هذا اليوم 11 أكتوبر 1923 ـ التي تجسَّدت أكثر في أغانى عبد الحليم حافظ التي لاقت انتشارًا كبيرًا نجح بها عبد الحليم ودخل بها الموسيقار كمال الطويل موسوعة التلحين والموسيقى في مصر والدول العربية.

 

ورغم هذه النجاحات وهذه الشهرة إلا أن الإذاعة كان لها موقف من أغنيات كمال الطويل، وكما كتب الأديب إحسان عبد القدوس خبرًا بمجلة روزاليوسف عام 1957 تحت عنوان: "أمس واليوم وغدًا" يقول فيه:


وضع كمال الطويل لحنًا موسيقيًّا استعمل فيه الصاجات الصغيرة كأداة موسيقية لأول مرة، ورفضت الإذاعة اللحن ولما تظلَّم كمال الطويل أعلنت الإذاعة السبب أن الصاجات تُستخدمها الراقصات في الإيقاع بأيديهن أثناء الرقص، وهى لهذا عيب شرعا في رأى صاحب الفضيلة مفتى الإذاعة المصرية، وأن الإذاعة لا تسمح باستخدام الصاجات في أعمالها.

 

شاهد من العصر 

يقول إحسان عبد القدوس: إن الإذاعة تعتبر الصاجات عيبًا وكأنها تخدش إحدى علامات الشخصية المصرية، وأقول إن الصاجات أداة موسيقية مصرية صميمة تقابل "الكاستنيب" بالنسبة لإسبانيا، وتقابل "الشخشيخة" بالنسبة لدول أمريكا اللاتينية.
 

ليه خلتني أحبك 

وكانت الأغنية الثانية أغنية "ليه خليتني أحبك" التى غنتها ليلى مراد ورفضتها الإذاعة، وقال المسئولون عن إجازة الأغانى: "إن تساؤل المؤلف على لسان المطرب  فى عبارة "فين أهرب من ذنبك"، معناه أن الذي تناجيه ارتكب ذنبًا خطيرًا، وهذا دليل على أنه كان فاسقًا مما يُنافي الآداب العامة ويمنع إذاعة الأغنية".


شهادة فرعون 

وكما نشرت مجلة "الجيل" عام 1955 يقول المحرِّر الفنى للجريدة "فرعون": "سمعت هذا اللحن من ليلى مراد ومن عبد الحليم حافظ أكثر من مرة في أكثر من مجتمع ضم أدباء وكتابًا وسيدات محافظات، ولم يبد واحد منهم إلا الشعور بالإعجاب بالمعانى الرفيعة للأغنية".

الملحن كمال الطويل مع عبد الحليم حافظ 

ويعلِّق إحسان عبد القدوس على الحادثتين فيقول: "إن بعض رجال الإذاعة في حاجة إلى التعمُّق في فهم التطوُّر الفني نحو الشخصية المصرية العربية قبل أن يتخذوا قرارهم".

 

خبرة طويلة 

وأضاف إحسان عبد القدوس: "تعاملت مع العديد من الملحنين.. ومع الملحنين أنا لي خبرة طويلة.. فلا أشعر بالحيرة مع كمال الطويل.. إن كمال يكفيه أن يصنع اللحن، يقدِّم عمله جاهزًا، فلا يحب الخطأ، دقته تفوق دقة أي ملحن آخر، له عين تطلُّ على المستقبل، لذلك ألحانُه قليلة ولكنها في نفس الوقت غاية في الدقة.. الملحن اللي ما يفوتش.. هذا هو كمال الطويل.. إنسان نادر".

الجريدة الرسمية