رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الصين والولايات المتحدة.. الحرب الباردة تتجه إلى دمار شامل

امريكا والصين
امريكا والصين

بعد مطالب الصين بالحصول على المروحية الهجومية الروسية "كا 52 ك" الملقبة بدبابة السماء الى اين ستنتهي الازمة بين الولايات المتحدة والصين في ضوء اتفاقية باكوس.

وسط الأجواء المشحونة وتوتر دائرة الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ونشوب بوادر حرب باردة بين القوتين العظميين أقدمت بكين على شراء صفقة طائرات مروحية من طراز "كا 52 ك" الروسية في خطوة وصفها خبراء التسليح الأمريكيين بالخطيرة. 

وحذر خبير الأسلحة الأمريكي سيباستيان روبلين من سعي الصين لامتلاك الطائرات المروحية الروسية "كا 52 ك"، مشدد على أن امتلاك بكين لمثل تلك الطائرة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة للعالم أجمع، قائلا: "هذه الخطوة الصينية ستكون بمثابة الإشارة العلنية للمجتمع الدولي حول نوايا الصين المستقبلية".

 

وكشفت مجلة عسكرية أمريكية في تقرير لها أن الصين تعتزم شراء مقاتلات مروحية من طراز "كا 52 ك" الروسية، وذلك لتعزيز انتشار قواتها الجوية في ظل ارتفاع المواجهة مع الولايات المتحدة.

 

مروحية "كا 52 ك"

وذكر موقع صيني، أخيرا، أن السلطات تفكر بشراء نحو 36 مروحية هجومية روسية من طراز "كا 52 ك"، حيث أن وجودها مع الصينيين سيؤدي إلى عواقب وخيمة وخطيرة، بحسب التقرير الأمريكي.

 

وأشار التقرير إلى أن الخطوة الصينية ستعني احتلال بكين قائمة الزبائن الأكثر شراء للأسلحة الروسية، وذلك بعد قيامها بصفقات شراء أنظمة صواريخ "إس 400" وطائرات "سو 35" والصفقة المزمع توقيعها لشراء الطوافات الهجومية 36 والتي ستبلغ كلفتها نحو 72 مليون دولار أمريكي.

 

ومن جهته، لم يستبعد الخبير تسليم عدة نسخ من مروحيات "كا 52 ك" للخبراء الصينيين لدراسة خصائصها التقنية بالتفصيل، حيث تسعى الصين إلى تطوير نماذج طائرات الهليكوبتر الخاصة بها، ويمكن لدراسة الآلات الروسية أن تسرع هذه العملية.

 

وقال سيباستيان روبلين: "ولكن حتى بصرف النظر عن لحظة البحث، فإن شراء المروحيات هو وسيلة سريعة وفعالة لزيادة القوة النارية لقوة الهجوم البرمائية الصينية المتنامية".

 

سفن الإنزال الصينية

وأضاف روبلين: "يمكن استخدام المروحيات الروسية على سفن الإنزال الصينية، حيث يمكنها تعزيز قدرات حاملات الطائرات الصينية.كما أن الخطوة الصينية ستكون بمثابة الإشارة العلنية للعالم أن العلاقات بين بكين وموسكو باتت أكثر من مجرد صداقة.

 

وتعد المروحية “كا-52ك” الروسية، واحدة من أخطر المروحيات الهجومية في العالم، وتعمل النسخة البحرية منها على متن حاملات الطائرات.

 

و تنتمى المروحية إلى الجيل التالي من المروحيات الهجومية، التي يمكنها مهاجمة الدبابات والأهداف الأرضية غير المدرعة، كما يمكنها استهداف تشكيلات القوات البرية والمروحيات المعادية، بالإضافة إلى قدرتها على القيام  بعمليات الاستطلاع والمراقبة.

 

ويتكون طاقم  مروحية كا-52 من فردين في قمرة قيادة، وتمتلك قدرة هائلة على المناورة بفضل مراوحها المزدوجة، كما يمكنها يمكنها العمل في جميع الأجواء الحارة والثلجية، ويصل إرتفاع تحليقها إلى أكثر من 5 آلاف متر.

 

كما تصل السرعتها القصوى  إلى 300 كم / الساعة، وطولها 13.53 مترا، وقطر مراوحها الرئيسية 14.5 مترا، وارتفاعها 4.95 مترا، ويصل وزنها عند الإقلاع إلى 10.8 طن

 

ومن جانبها اعلنت الولايات المتحدة الامريكية عن ابرام شراكة عسكرية بينها وبريطانيا وأستراليا، «أوكوس»، والتي من المتوقع أن تؤثر على التوازن الإستراتيجي المستقبلي في آسيا، لا سيما أن الجزء الأكثر أهمية في الشراكة الثلاثية هو ردع القوات الصينية في المنطقة. 

 

غواصات نووية

وتتمثل المعاهدة التي تسببت في أزمة في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واستراليا وفرنسا في إمداد أستراليا بأسطول جديد من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية (SSNs)، والتي تتمتع بمدى وتحمل أكبر بكثير من أسطول الغواصات المصنوع من الديزل الفرنسي، الذي كان من المقرر أن تحصل عليه أستراليا في صفقة ضخمة سبق وأن أبرمتها مع باريس، تناهز قيمتها 31 مليار دولار، وتنص على شراء غواصات تقليدية من الأخيرة، ولكنها ألغيت بسبب المعاهدة.

 

وفي ذلك الصدد قال الكاتب والمحلل الروسي، سيرجي فالتشينكو، إن اعتماد أستراليا على واشنطن نوع من العبث، وأن الصين سوف تمسح أستراليا من على وجه الأرض في أي مواجهة نووية.

 

وجاء ذلك الرأي تعليقًا على أزمة الغواصات النووية بين فرنسا وأستراليا، والتحالف الأمريكي- البريطاني مع أستراليا لمواجهة الصين.

 

ففي مقاله بصحيفة، موسكوفسكي كومسوموليتس الروسية، قال فالتشينكو: إن التحالف الثلاثي الأطراف، الذي تم إنشاؤه مؤخرًا بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وأستراليا، أثار لدى الصين غضبًا شديدًا.

 

وفي رأي الباحث السياسي المعروف يفجيني ساتانوفسكي، جاءت ردة الفعل على هذا الحدث في تصريح دبلوماسي صيني بأن جمهورية الصين الشعبية، يمكن أن تتخلى عن مبدأ ألا تكون رد فعل في استخدام الأسلحة النووية، وأن تعتمد على توجيه ضربة نووية استباقية.

 

وكتب ساتانوفسكي في قناته على تليجرام: نادرًا جدًّا ما يدلي الصينيون بمثل هذه التصريحات، وهذه الكلمات صدرت ردًّا على مبادرة واشنطن في إنشاء تحالف ثلاثي مع لندن وكانبيرا، وإذا حدث شيء، فإن الصين سوف تمسح أستراليا من على وجه الأرض، ولن يدافع عنها أي أمريكي.

 

أمريكا لا تحمي أحدًا

ووفقًا لساتانوفسكي، فإن الولايات المتحدة لن تحمي أحدًا؛ لا أوروبا ككل، ولا اليابان ولا كوريا الجنوبية أو تايوان، ولا بريطانيا، ولا حتى أوكرانيا وبولندا وجمهوريات البلطيق الثلاث، مهما راهنوا على العكس.

 

وبحسبه، فإنه لا فائدة تذكر من بريطانيا، فهي بعيدة جدًّا عن مسرح العمليات العسكرية المحتمل وضعيفة، بل وعاجزة عن توفير إمدادات طبيعية من الغذاء والوقود لجزرها، فأنى لها أن تقاتل الصينيين!.

 

وقال: أستراليا من وجهة النظر هذه، أيضًا لا تمثل أي شيء خاص، سواء مع غواصات أو دونها، أما كأرض لنشر القواعد العسكرية للولايات المتحدة؛ فيمكن أن تكون مفيدة حقًّا في خطط واشنطن التوسعية ضد الصين.

 

أمريكا دمرت طائرات أوكرانية لتحرم الصين منها 

 

من جانب آخر، لم يسمح التدخل الغربي بتعزيز القوات الجوية الصينية من خلال ضم أقوى قاذفات قنابل "تو-160" إليها في تسعينات القرن الماضي.

 

صفقة طائرات تو-160

وكان من الممكن أن تحصل الصين على طائرات "تو-160" التي تفوق إمكانياتها إمكانيات قاذفة القنابل الأمريكية "بي-1بي" من أوكرانيا التي امتلكت بعد حل الاتحاد السوفيتي 19 طائرة من طائرات "تو-160" التابعة لسلاح الجو السوفيتي، حسب "ميليتري ووتش".

 

وكانت أوكرانيا التي أصبحت دولة قائمة بذاتها بعد حل اتحاد الجمهوريات السوفيتية، بجاحة إلى المال. ولهذا السبب باعت، مثلا، النموذج الأولي من طائرة "سو-33" وسفينة حربية لم يتم إكمال بنائها، طراد "فارياج"، إلى الصين. 

 

ولكيلا تبيع السلطات الأوكرانية طائرات من الممكن أن تجعل الصين مالكا لأقوى أسطول حربي جوي في العالم، زودت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون السلطات الأوكرانية بالمال اللازم لتدمير أسطولها من قاذفات القنابل.

 

وكانت نتيجة التدخل الغربي أن الصين ما زالت تواجه نقصا في الطائرات الاستراتيجية البعيدة المدى، وفقا لـ"ميليتري ووتش".

Advertisements
الجريدة الرسمية