رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عام النساء بلا استثناء

تبلي نساء العالم بلاء حسنًا، منذ مطلع العام على كافة الأصعدة وفي جميع المجالات، ما يجعله عام النساء بلا استثناء، في ظل القيود الحياتية والاشتراطات الصحية وغيرها. 

فعلى الصعيد السياسي العربي، احتفظت وزيرات الإمارات التسع بحقائبهن الوزارية في الحكومة الجديدة ما يعكس ثقة قيادة الدولة في المرأة والحرص على تمكينها، في ظل تغيير منهجية العمل الحكومي لقيادة مشاريع التحول الكبرى وتقصير مدة دورات التغيير، والانتقال من المسؤولية المنفردة للوزارات إلى المسؤولية المشتركة للفرق الميدانية.

 

وفي أفريقيا قررت رئيسة تنزانيا سامية سولوهو حسن، تعيين ستيرجومينا تاكس وزيرة الدفاع بالبلاد، لتصبح أول إمرأة تتولى وزارة سيادية منذ الاستقلال، وقالت الرئيسة، خلال تأدية وزيرة الدفاع اليمين الدستورية "قررت كسر أسطورة إن وزارة الدفاع حكرا على الرجال، لأنني أعتقد أن مهمة وزير الدفاع ليست حمل السلاح".

 

 

وتكمل رئيسة تنزانيا بتعيين تاكس، تمكين النساء من تولي مناصب عليا في البلد؛ منذ توليها السلطة الأشهر الماضية إذ بات في الحكومة 8 وزيرات.. ومع هذا أغضبت رئيسة تنزانيا سامية سولوهو حسن، جميع النساء بتنزانيا في زلة لسان، عادت عليها بانتقادات واسعة في "الميديا"، حين أشادت بانجازات بطلات الرياضة لكنها أهانتهن في الوقت ذاته قائلة "تنزانيا فخورة بجوائز لاعبات الكرة والرياضيات، غير أن بعضهن ليس لديهن فرصة في الزواج لافتقادهن الجاذبية، فأغلبهن عازبات وبالنسبة لمظهرهن يصبح الزواج مجرّد حلم".

دفعت الانتقادات رئيسة تنزانيا، إلى التصريح ان قدر المرأة التشكيك في قدراتها، وانها شخصيا عانت من بعض العاملين في الحكومة "الذين تجاهلوني في بادئ الأمر باعتباري إمرأة، ما يجب أن أتولى رئاسة البلد، ثم ما لبثوا أن تقبلوا قيادتي".

تمكين المرأة

 

تُعد آيسلندا النموذج الأوروبي الأمثل لتمكين المرأة، إذ قادت الدفاع عن حقوقها منذ العام 1975، بإضراب نسوي غير مسبوق للمطالبة بتحسين الأجور وتوسيع المجالات أمام المرأة، وفي العام 1980، أصبحت أول من انتخب بشكل ديموقراطي رئيسة امرأة للبلاد، ولاحقًا طبق البلد قانونًا رائدًا للمساواة في الأجور وكل شئ بين الجنسين.

 

حققت نساء آيسلندا سابقة أوروبية مطلع الأسبوع بفوزهن بغالبية طفيفة لمقاعد البرلمان، وبهذا يصبح هناك خمس دول في العالم تشغل فيها النساء نحو نصف عدد مقاعد البرلمان.

 

في السينما، اقتفى مهرجان "سان سيباستيان" الإسباني أثر نظيريه كان والبندقية، ومنح جميع جوائزه للنساء في ختام الدورة الـ69، ونالت جائزته الكبرى "الصدفة الذهبية" الرومانية ألينا غريغوريه، عن عملها الأول "بلو مون"، حول شابة تحاول الهرب من عنف عائلتها، وفازت بجائزة "الصدفة الفضية" لأفضل إخراج الدنماركية تيا ليندبرغ عن فيلم "آز إن هيفن" عن الحياة في الدنمارك خلال القرن الـ19 من منظور 3 نساء. وتقاسمت جائزة تمثيل الدور الرئيسي بطلة الفيلم الدنماركي فلورا أوفيليا هوفمان، مع الهوليوودية جيسيكا تشاستين، عن فيلم "ذي آيز أوف تامي فاي" وأدت فيه دور المبشرة الإنجيلية التلفزيونية المثيرة للجدل تامي فاي، التي كانت عرضة للاستهزاء في البرامج التلفزيونية.

وجاءت الجائزة هذا العام مختلطة بين الجنسين توخيًا لعدم التفريق، على غرار ما فعل مهرجان برلين السينمائي.

هيمنة النساء على الجوائز

 

وقبل أيام قليلة انتصر أيضا مهرجان البندقية في إيطاليا للمرأة وأفلامها في دورته الـ78، سواء من حيث موضوعات الأفلام التي تناولت قضاياها وانحازت لها، أو من خلال حصدها الجوائز الكبرى، فقد نال فيلم "الحدث"، وهو دراما فرنسية قاسية عن الإجهاض غير القانوني في الستينات، جائزة "الأسد الذهبي" لأفضل فيلم، في حين نالت النجمة الإسبانية بينلوبي كروز جائزة أفضل ممثلة، والنيوزيلندية جين كامبيون جائزة أفضل مخرجة.

 

"الحدث" للمخرجة الفرنسية من أصل لبناني أودري ديوان (41 عاما)، مأخوذ عن سيرة ذاتية بالعنوان عينه للروائية أني إرنو خلال ستينات القرن العشرين قبل تشريع الإجهاض في فرنسا، وهو ثاني فيلم فرنسي لمخرجة امرأة يتوج بالجائزة الكبرى، بعد فوز جوليا دوكورنو بـ "السعفة الذهبية" في مهرجان "كان" عن فيلم "تيتان" في يوليو الماضي.

 

كما فازت النيوزيلندية المخضرمة جين كامبيون بجائزة "الأسد الفضي" لأفضل إخراج عن فيلم "قوة الكلب"، حول أحداث مأساوية في منطقة حدودية في عشرينات القرن الماضي. بينما ذهبت جائزة التمثيل إلى النجمة الإسبانية بينلوبي كروز، عن دورها في فيلم "مادريس باراليلاس"، إخراج بيدرو ألمودوفار.

 

وهكذا تكتمل هيمنة النساء هذا العام بعدما حصدن أهم جوائز "الأوسكار" لصالح "نومادلاند" كأفضل فيلم وإخراج وتمثيل، كما دخلت نجمة الغناء بيونسي تاريخ "غرامي" مسجلة رقما قياسيا للفوز بها، فضلا عن سيطرة نسائية تامة على جائزة الغناء المرموقة في الدورة نفسها.

Advertisements
الجريدة الرسمية