رئيس التحرير
عصام كامل

سجن غوط الشعال.. سلخانة المصريين في ليبيا | صور

 تعذيب مصريين
تعذيب مصريين

تزايدت خلال الفترة الماضية، استغاثة أسر مصرية موجهة للسلطات لتحرير أبنائهم المعتقلين في أحد السجون الليبية يسمى "غوط الشعال"، وهو مقر احتجاز تسيطر عليه ميليشيات خارجة عن سيطرة الدولة، وتقوم باحتجاز شباب من جنسيات مختلفة بينهم مصريين، بطريقة ليست قانونية ومن خلال مجموعة من الوسطاء يتم طلب مبالغ فدية من ذوي المعتقلين مقابل إطلاق سراحه.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "فيتو" من مصادر بالداخل الليبي، أن سجن غوط الشعال، يقع تحت سيطرة ميلشيات إرهابية منتمية لجماعة الإخوان، وتقوم هذه الميلشيات باعتقال الشباب على الشواطئ بمعاونة عصابات هجرة غير شرعية بذريعة دخولهم البلاد بطريقة غير شرعية، ويمارس القائمون على السجن دور رسمي بالرغم من عدم خضوعهم لسيطرة السلطات في العاصمة طرابلس.

 

سجن غوط الشمال 

ووفق المصادر، أن هذه العصابات الإجرامية تتكسب مبالغ مالية طائلة من خلال الحصول على مبالغ الفدية، التي تطال عددًا من الدول العربية تشمل السودان ومصر وسوريا، في ظل مساعي عدد من شباب هذه الدول للهجرة إلى أوروبا عبر الأراضي الليبية، ودخولهم الدولة الليبية عبر وسطاء من خلال التهريب، وشرعت هذه العصابات مؤخرًا في تسليم الشباب لهذه الميليشيا قبول عبورهم المتوسط إلى أوروبا، في ظل حالة التضييق التي تمارسها البحرية الإيطالية لمنع وصول مراكب الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

صورة مسربة من سجن غوط الشعال

وكشفت المصادر، أنه فيما يتعلق بالمصريين، توجد سيدة مصرية متزوجة من شخص ليبي، تسهل التواصل مع الشباب بهدف إقناعهم بالهجرة غير الشرعية مقابل الحصول على مبالغ مالية يتم تحصيلها، وعقب وصول هؤلاء الشباب والاستيلاء على أموالهم نظير نقلهم إلى أوروبا، يتم التخلص منهم وتسليمهم للعناصر القائمة على سجن "غوط الشعال"، وتبدأ الاتصالات مع عائلات المعتقلين وعرض تحريرهم مقابل مبالغ الفدية.

 

اللافت في الأمر، أن العناصر المسيطرة على سجن غوط الشعال، نظرًا لانتمائه أغلبهم لجماعة الإخوان الإرهابية، يمارسون صنوف العذاب على المعتقلين المصريين، ويجبروهم على ترديد هتافات ضد الدولة والنظام.

 

وعقب نشر "فيتو" قصة شاب مصري احتجزتهم ميليشيات غوط الشعال، واشترطت الحصول على فدية قيمتها 13 ألف دينار مقابل إطلاق سراحه، تواصل معنا عدد من أهالى المعتقلين هناك لإيصال صوتهم للسلطات على أمل تحريرهم.

 

والشاب المختطف يدعى محمد عبده همام (17 عاما) من قرية تلبانة مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، وتعرض للتعذيب داخل غوط الشعال، الأمر الذي ألحق ضررا بعينه اليسرى ومطلوب تدخل جراحي عاجل لإنقاذه قبل فقد بصره، وطلب من أهله مبلغ فدية قيمتها قيمتها ١٣ ألف دينار ليبي نحو 60 ألف جنيه مصري.

 

أوضاع سيئة 

وسجن غوط الشعال يقع العاصمة الليبية طرابلس،، يضم ثمانية هنغارات مبنية من الطوب، ويعامل فيه المحتجزون بشكل سيئ جدًا، وتقدم للمعتقلين وجبتان في اليوم الواحد، وهي عبارة عن وجبة مكرونة تقدم في طبق صغير لكل خمسة أشخاص، ويقدم مسؤولو السجن للسجناء مياه مالحة وغير صالحة للشرب مرتين فقط في اليوم الواحد، بالإضافة لتعرض عدد كبير من المحتجزين للضرب بأنابيب بلاستيكية على الرأس والظهر والبطن والقدمين.

مركز احتجاز غوط الشعال

وأشارت مواقع سورية الشهر الماضي، إلى احتجاز أكثر من 100 طالب لجوء سوري، من محافظة درعا في السجون الليبية، والذين اعتقلوا من قبل السلطات الليبية خلال فترات متلاحقة خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا انطلاقًا من السواحل الليبية.

 

كما نشر المرصد الأورومتوسطي بيانا فى 15 سبتمبر، حول أوضاع المئات من المهاجرين المغاربة المحتجزين في عدد من السجون الليبية، "دون مبرر قانوني". المرصد استند في بيانه إلى شهادات عائلات نحو 80 من هؤلاء المهاجرين، روت تفاصيل معاناتهم اليومية في تلك السجون.

 

كما اتهم المرصد في بيانه إدارة السجون ومراكز الاحتجاز الليبية بأنها "تجاهلت توفير الرعاية الصحية والطعام ومياه الشفة لمئات المعتقلين المغاربة". مشددا على أن "المحتجزين يعيشون في بيئة غير صحية، ما ساعد في تفشي الأمراض المعدية بينهم على نحو واسع"، الأمر الذي قرنه مع ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في سجن الدرج تحديدًا.

الجريدة الرسمية