رئيس التحرير
عصام كامل

لطفى الخولي.. الكاتب الاشتراكى صاحب فكرة "أفتح الشباك ولا أقفله"

الكاتب لطفى الخولى
الكاتب لطفى الخولى

أشهر فرسان الثقافة، كاتب ومفكر مناضل، صاحب مواقف، مثقف أيديولوجى ماركسى رفيع المستوى، قدم الكاتب لطفى الخولى ـ ولد في مثل هذا اليوم عام 1929 ـ للمتفرج المصري: قهوة الملوك، الأرانب، فهو كاتب مسرحى إلى جانب كتاباته السياسية حتى أنه كان يقول: “لو رجع بى الزمان فلن أختار إلا المسرح سواء كنتُ كاتبًا أو مخرجًا أو حتى ممثلًا”.

"القضية" وهى أشهر ماقدم الكاتب لطفى الخولى للمشاهد، فهى التي عرضها مسرحنا القومى في الستينات، ومازالت إحدى جملها تتردد على ألسنة الجمهور يلخص فيها التناقضات الفكرية والسياسية في المجتمع: "أفتح الشباك وللا أقفل الشباك".

 وقد كتب المسرحية وهو سجين على ورق البفرة، وبعدها مسرحية "رأس المال" التي رحل قبل أن يكملها فقد رحل عام 1999.
تخرج الكاتب لطفى الخولى بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول، وعمل بالمحاماة ثلاث سنوات ثم تركها والتحق بالعمل فى جريدة الأهرام، وفى عام ١٩٦١ كان له عمود ثابت بالجريدة بعنوان «الرأى السياسى» ثم عمل رئيسا لتحرير مجلة الطليعة ومشرفًا على صفحة الفكر القومى بالأهرام.
 

أعلن مرارًا إعجابه بكُتَّاب المسرح، وعلى رأسهم توفيق الحكيم، ويقول عنه: “إننا خرجنا كلنا من تحت عباءته، وعبد الرحمن الشرقاوى وصلاح عبد الصبور، ورشاد رشدى وسعد الدين وهبة، وميخائيل رومان وألفريد فرج ومحمود دياب ويوسف إدريس ونعمان عاشور، وهو يعتبره خليفة توفيق الحكيم في الكتابة للمسرح”.

لطفى الخولى يستمع إلى عبد الناصر فى حضور حسنين هيكل 

اختلف مع عبدالناصر حول الديمقراطية، فكان مصيره السجن بسبب حوار بينه وبين زوجته ليليان أرقش، في حضور أحد الأصدقاء فتم تسجيله وإدانته به، واستطاع محمد حسنين هيكل استصدار أمر بالإفراج عنهما.


غضب منه السادات لاشتراكه فى التوقيع على بيان يستنكر أحداث الطلبة عام 1968.. هذا البيان الذى كتبه المثقفون بزعامة توفيق الحكيم، ووقع عليه معظم كتاب الأهرام، ففصله السادات من الأهرام وحوله للعمل فى وزارة الشئون الاجتماعية هو ومجموعة من المثقفين وعاد إلى الأهرام بعد حرب ١٩٧٣.

مصادرة الطليعة 

عندما وقعت أحداث ١٨، ١٩ يناير كتب فى افتتاحية الأهرام يقول فيها: "إن النظام هو سبب هذه المظاهرات، وهذه المظاهرات هى حركة شعبية، ويجب أن نفهم الرسالة التى تقولها المظاهرات فهمًا حقيقيًا"، فتمت إقالته من رئاسة تحرير الطليعة بل وأغلقت مجلة الطليعة وتحولت الى مجلة "الشباب وعلوم المستقبل".


عمل لطفى الخولى أمينا للجنة الوطنية لدعم الانتفاضة الفلسطينية وأمينًا عامًا لاتحاد الكتاب الأفروآسيوى، وعضوا فى وفد مصر لمؤتمر مدريد للسلام، وكان عضوًا بارزًا فى حزب التجمع.

الثقافة تربية للذوق 

يرى لطفي الخولي “أن من أهم العناصر الآيلة للسقوط في مصر هي الثقافة، بينما الناس تمر عليه مرور الكرام، وهذا مدمر للإنسان في رؤيته للأمور في ان يميز بين الأساسى وغير الاساسى، في ان يتعرف الصدق والكذب في السياسة والمجتمع والمؤسسات والاعلام وبالتالي يصبح انسانا مجوفا، أي شيء يملؤه ويفرغه بصرف النظر عن الإيجابيات والسلبيات، فالثقافة ليست مجرد الفكر وإنما هي أيضا تربية الذوق”.

اشتراكى بملابس مستوردة 

اتهمه البعض أنه اشتراكى على صينية فضة وسيجار كوبى، ويرتدى الأزياء الفرنسية، وحول هذا الاتهام يقول لطفى الخولي: “هذه التسمية ظالمة، فأنا أنتمي لأسرة من الطبقة الوسطى الفقيرة، ولا أدري من أين جاءت هذه التسمية؟! أنا لم أعرف الفضة إلا حينما أهدونى صينية فضة فى زواجى، فلم اعرف في حياتى إلا الصينية النحاس أو القصدير، ومحيطى هو محيط الفقراء، وبالعكس أرادت أسرتى إلحاقي بكلية الطب لكى ترتفع مستواها بدخلى كطبيب، ومن هنا كان اتجاهى إلى الاشتراكية طبيعيا لأنها تنادى بإلغاء الطبقات والتمايز بينها”.

الكاتب لطفى الخولى 

وأضاف: وبالنسبة للسيجار فقد تعرفت عليه عن طريق والد زوجتى، وهو الأستاذ المحامى الكبير موريس أرقش، وكنت وقتها أدخن السجاير خصوصا وأنا محامٍ"، وعند إصابتى بأول أزمة قلبية عام 1968 منعت عن التدخين فلم أستطع التركيز ونصحنى أصدقائى بالبايب فلم أحبه إلى أن وصلت إلى السيجار، وكلما ذهبت فى مهمة صحفية أهدانى المسئولون السيجار فوجدته أقل خطرًا من السجائر.

الجريدة الرسمية