رئيس التحرير
عصام كامل

ريحوا نفسكم الفيروس لن يختفي.. خبراء ينصحون بـ5 خطوات للتعايش مع كورونا

التعايش مع كورونا
التعايش مع كورونا

تواصل سلالة دلتا انتشارها السريع، وفي مواجهتها تتخذ بعض الدول قرارات بالإغلاق، لكن إستراتيجية العزل العام التي تنتهجها هذه البلدان لن يمكن التعايش معها بشكل مستمر، مقارنة بالتعايش مع فيروس كورونا نفسه.

وتقول "سي إن إن"، نقلًا عن خبراء: إن فيروس كورونا المستجد ربما ينضم إلى فيروسات كورونا الأربعة الأخرى، أو قد يصبح من فيروسات البرد المتوطنة، التي لن تختفي.

وتعتقد الخبيرة في الأمراض المعدية، لينسي مار، أنه بعد 5 سنوات من الآن "سيكون لدينا مناعة أكبر بكثير (ضد الوباء) سواء من خلال التطعيم أو العدوى الطبيعية".

ويعني ذلك أنه سيتعين علينا أن نتعلم "الرقص" مع الفيروس، أو التعايش الآمن معه، بحسب "سي إن إن".

التوازن المطلوب

لهذا الغرض لا مفر من تحقيق التوازن بين إستراتيجيات الإغلاق التي تؤدي إلى فوضى اقتصادية من ناحية، وبين حقوق الأفراد من ناحية أخرى، إذ يمكن للأفراد الاستمتاع بجميع التجمعات العائلية، والفعاليات الرياضية والفنية، والسفر، وتناول الطعام في الأماكن المغلقة، شريطة الحصول على اللقاحات وارتداء الكمامات.

ويقول الدكتور جيريمي فاوست، طبيب الطوارئ في مستشفى بريجهام: "لنكن مبدعين في إدخال تعديلات على الحياة، بدلًا من منع كل شيء أو السماح بلا شيء".

وبعد استطلاع آراء خبراء في علم التأهب للأوبئة والأمراض المعدية وعلم الفيروسات، تطرقت "سي إن إن" إلى ما يجب فعله حتى يمكن التعايش مع الفيروس، في الخريف المقبل.

التطعيمات أولًا

تقول مار: "نحن بحاجة إلى تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس.. أعلم أن الأطفال دون سن 12 عامًا لا يمكن تلقيحهم، ولكن عندما يتم تطعيم كل مَن حولهم، فهذا يساعدهم أيضًا، وهذا أول شيء يجب فعله".

الأمر ذاته يوافق عليه مايكل أوسترهولم، عالِم الأوبئة ومدير مركز بحوث وسياسات الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا: "الأمر يستغرق من أربعة إلى ستة أسابيع للحصول على مناعة كاملة (..) من المحتمل جدًا أن نشهد ارتفاع أعداد الإصابات مجددًا، سواء في الخريف أو هذا الشتاء.. والطريقة للحد من ذلك هي التلقيح".

ارتداء الكمامات

ويشير الخبراء إلى أهمية الكمامات بنفس قدر أهمية التطعيم، فقد ثبت أن متغير دلتا موجود في أنف وأعلى حلق المصابين، سواء المطعمين أو غير المطعمين لكن الملقحين ليس من السهل إصابتهم بالسلالة شديدة العدوى، وفقًا لدراسات.

وتقول مار: إن الكمامات تقلل من كمية الفيروسات الموجودة في الهواء، وتساعد على الحماية الفردية مقارنة باستنشاق الفيروس في الهواء من حولك.

"يمكن أن ينشر الناس الفيروس دون أي أعراض، لذلك نحن بحاجة إلى الكمامات حتى نتمكن من خفض عدد الحالات".

وقد لا نحتاج إلى الكمامات طوال الوقت، أي أن يصير استخدامها مستقبلًا عند الضرورة مثل "المظلة"، وحسب مار: "قد نرغب في استخدامها بمناطق معينة في أوقات معينة من العام عندما يكون هناك تفشي لنزلات البرد والإنفلونزا بسبب فيروسات الجهاز التنفسي".

التهوية

يتخوف خبراء الصحة العامة من تزامن الموجة الرابعة التي تمر بها الولايات المتحدة مع إعادة فتح المدارس والكليات، الأمر الذي يثير جدلًا بشأن تدابير الصحة العامة الأساسية، وخاصة اللقاح والكمامات.

وقال الدكتور فرانسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة، الأحد، على قناة فوكس: إنه مع انتشار سلالة دلتا شديدة العدوى، فإن الأطفال معرضون بشدة للخطر.

وفي هذا السياق، تشدد الدكتورة مونيكا غاندي، أستاذة الأمراض المعدية، على أهمية ارتداء الكمامات بشكل خاص في المدارس إلى جانب "التهوية".

أما مار فتلفت إلى أننا "بحاجة إلى التركيز على تحسين التهوية داخل المدارس، ويمكن أن يكون هذا أمرا بسيطًا بمجرد فتح النوافذ، حتى فتح نافذة واحدة أو اثنتين فقط يحدث فارقًا كبيرًا".

المزيد من الفحوص السريعة

ويشدد فاوست على أهمية إجراء المزيد من الفحوص السريعة التي تعرف باختبارات المستضد خصوصوا مع سلالة دلتا التي تجعل مثل هذه النوعية من الاختبارات مهمة بشكل خاص، ويوضح: "بدأت أسمع عن أشخاص أثبتت نتائج اختبارهم المستضد إصابتهم، وبالتالي قابليتهم لنشر العدوى دون ظهور الأعراض".

وأشار فاوست إلى السمعة السيئة التي صاحبت الاختبارات السريعة في وقت مبكر من الوباء، حتى من قبل خبراء الصحة العامة أنفسهم، لكنه أرجع ذلك إلى "عدم معرفة الناس كيفية استخدامها".

إعادة تقييم المخاطر 

وأخيرًا، وبالنظر إلى هيمنة متغير دلتا، فقد حان الوقت لإعادة تقييم وتعديل مخاطر التعرض، خاصة إذا تم تخفيف الإجراءات الإرشادية الخاصة بكورونا في أواخر الربيع وأوائل الصيف.

وعلى سبيل المثال، يقول فاوست إنه قام برحلتين إلى مدينة نيويورك في يونيو، مضيفًا: "تناولت الطعام في أماكن مغلقة لأن عدد الإصابات قليل، وأنا ملقح".

ولكن، قد يتغير هذا الوضع مع ظهور الموجة الرابعة، وربما زيادة عدد الإصابات والوفيات.

الجريدة الرسمية