رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر تعرية رئيس فاشل على الهواء!

بينما كان الرئيس ماكرون يخاطب العالم عبر الفيديو كونفرانس، بشأن الأزمة اللبنانية، ليحث المانحين على تقديم ملايين الدولارات كمساعدات إنسانية، حتى لا تسقط لبنان فى كارثة محققة، خرج الآلاف من أبناء الشعب اللبنانى فى الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت بقنبلة نيترات أشبه بالانفجار النووى، في الرابع من أغسطس من العام الماضي.

 

 تطورت المظاهرات إلى احتجاجات ومواجهات بين قوات الجيش والأمن من ناحية وعشرات الألوف من اللبنانيين، بلا مال، بلا دواء، بلا كهرباء.. بلا رئيس. بلا حكومة!

لو كان في لبنان رئيس حقا، ما سمح لنفسه أن يصغي لحرف واحد مما رماه به رئيس فرنسا المعنى بالهم اللبناني أكثر من ميشال عون وحسن نصر الله. أمام رؤساء العالم الكبار، وصفه الرئيس ماكرون بالفاشل والخلل الوظيفي.. ووصف النخبة بالمماطلة.. ورفض تسليم لبنان شيكا على بياض.

بالطبع أعلنت الأمم المتحدة عن مساعدات مالية عاجلة لإنقاذ الشعب اللبناني، وقدمت أمريكا ١٠٠مليون إضافية، وتعهد المانحون بـ٣٧٠مليون دولار.. لن تتسلمها الحكومة اللبنانية لأن المانحين لا يجدون للبنان حكومة، وأن الحكام فاسدون! من الذي يعطل تشكيل الحكومة اللبنانية منذ استقالة حكومة حسان دياب قبل أحد عشر شهرا؟ من الذي عطل سعد الحريري؟ وغيره، ومن الذي يعطل نجيب ميقاتي؟

إنها إيران!

حزب الله الإيراني.. المسمى خطأ باللبناني. عميل مائة في المائة لإيران، وسيدهم نصرالله أعلن بلا حياء ولا تردد وبمنتهى التبجح، انتماءه وولاءه لمن يطعمه ويموله ويسلحه ويحميه.. إيران. ميشيل عون متحالف مع نصر الله.. ولا تشكيل حكومى يمكنه الموافقة عليه إلا باذن نصر الله، ومن وراء نصر الله.. إيران.

 

فضيحة مؤتمر المانحين

 

إيران تعبث فى سيادات الدول الهشة.. إنها في العراق.. وإنها في سوريا.. وفي اليمن.. كل محاولات الدنيا لإحلال السلام في اليمن تفشلها إيران.. بدعم متصل للحوثيين الشيعة مثلها. ولم يكن مؤتمر المانحين الذي دعا اليه الرئيس ماكرون وعقد أمس، سوى فضيحة على الملأ، وعلى الهوا للساسة اللبنانيين، وتعرية كاملة لجماعة الحكم والتسلط والتنطع القائمة.

لا يستحق الشعب اللبناني الشقيق هذا الوضع.. ولا المصير الذي نرجوا الآ تنزلق إليه الأمور. حين ثار الشعب اللبناني.. أعلن رفضه وقال "كلن.. كلن لازم يمشى". على نحو ما غريب، تمكنت هذه الطبقة المراوغة من الإستمرار وأعادت ركوب الثورة اللبنانية.. رغم دماء الأبرياء.. الأعجب أن ضحايا الإنفجار الأشبه بالنووى.. ربما لن يكون لدمائهم ثمن.. بسبب التنصل من المسئولية، و

إزاحة التبعات عن الكبار وإلقاؤها على صغار المسئولين. عام بأكمله مضى، تحقيقات إثر تحقيقات، ورغم الكارثة المروعة، والتى هزت الضمير الانساني كله، الإ أن النخبة الحاكمة متمسكة بمصالحها الضيقة قبل مصالح الملايين.

الجيش اللبناني الوطنى هو عمود الخيمة الآن.. لو لا قدر الله تفتت شيعا وفصائل.. لذهبت ريح لبنان. الحل الوحيد إتاحة الفرصة لحكومة فنيين وخبراء مستقلين تماما.. كل ولائهم وعطائهم لوطنهم الغالي لبنان الشقيق. 

إيران.. تستعد لعقاب غربي وشيك.

 

الجريدة الرسمية