رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شريك لا يوثق فيه!

معركة السد الإثيوبى لن تنته بالتوصل إلى الاتفاق القانونى الملزم الذى نستهدفه ونطالب به نحن والأشقاء فى السودان .. فإننا بعد خبرةَ تعامل طويلة جدا مع إثيوبيا يتعين ألا نثق فيها فى ظل نواياها التى جاهرت بها تجاه النيل الأزرق، حيث تسعى للسيطرة عليه والتحكم فى مياهه.. ألم توقع إثيوبيا معنا اتفاقا للنوايا عام ٢٠١٥ كان يقضى الاحتكام لمكاتب خبرة أجنبية لنتأكد من سلامة وأمان السد، وظلت إثيوبيا تراوغ حتى تم تطفيش أحد مكاتب الخبرة الذى كان يقوم بذلك بعد أن رفضت تقريره الأولي، ماطلت أيضا فى اللجوء إلى مكتب خبرة آخر، وقبلها اعترضت على مكتب خبرة ثالث ورفضت الاستعانة به.. وللأسف نحن تساهلنا معها حينما فعلت ذلك لأن الأشقاء فى السودان فى عهد نظام البشير كانوا يساندون إثيوبيا فيما تقوله وتفعله وتروج له حول مزايا وفوائد السد للسودان.


وألم ننخرط فى مفاوضات ثلاثية مع إثيوبيا منذ عام 2015 وحتى عام 2019 ، بينما إثيوبيا تمضى فى بناء السد وظلت تماطل وتسوف لتستهلك الوقت حتى تنجز مشروعها هذا لكى تتمكن من فرض الأمر الواقع علينا، رغم أن إثيوبيا خرقت مبكرا إتفاق النوايا وقبل الملء الأول له حينما عرقلت تنفيذ أحد بنوده الخاصة بالتأكد من سلامة وأمان هذا السد. أى أنها لا تلتزم بوعود أو اتفاقات معنا، رغم أن اتفاق النوايا حدد مواقيت لالتزاماتها التى يتعين عليها الوفاء بها والتى لا تقتصر فقط على عدم ملء وتشغيل السد دون اتفاق معنا نحن والسودان .

والآن تقول إثيوبيا إنها مستعدة للتوصل إلى إتفاق مع مصر والسودان فى إطار المفاوضات التى يرعاها الاتحاد الإفريقى.. وحتى لو تم ذلك من يضمن أن تلتزم إثيوبيا مستقبلا بهذا الاتفاق إذا تم فعلا التوصل إليه، خاصة وأن المجتمع الدولى لا يعير هذه المشكلة ما تستحقه من اهتمام حرصا على الأمن والسلم الدوليين. وهذا يعنى أن معركة السد الإثيوبى ممتدة ومستمرة ولن تنتهي قريبا، حتى لو تم التوصل إلى الاتفاق الخاص بإلملء والتشغيل لهذا السد.. وسوف نحتاج لكثير من الجهود فى هذه المعركة التى لا سبيل أمامنا فيها سوى أن نكسبها لنكسب حياتنا وحياة أبنائنا وأحفادنا، لأننا إزاء خصم مراوغ وشريك فى النهر لا يوثق فيه.  
Advertisements
الجريدة الرسمية