رئيس التحرير
عصام كامل

أوقفوا إستثماراتكم

لا أعرف سبباً لهذه الصدمة التي أصابت البعض بعد جلسة مجلس الأمن الخاصة بمناقشة أزمة السد الإثيوبي، هل كنا نتوقع بياناً يدين إثيوبيا ويلزمها بوقف الملء الثاني؟ أو ننتظر إذناً من الدول الأعضاء بضرب السد؟ شخصياً، لم أكن أنتظر لا هذا ولا ذاك، انتظرت فقط إيصال رسالة مصر القوية على لسان وزير الخارجية سامح شكري وقد حدث، أما مخرجات الجلسة التي ما زلنا ننتظرها فكانت جلية في تصريحات مندوب فرنسا التي ترأس المجلس، والتصريحات سبقت الجلسة بثلاثة أيام، وحملت تأكيدات أن مجلس الأمن مهمته الأساسية في مثل هذه القضايا هي دعوة الدول الثلاث لاستئناف المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.


وفي الجلسة.. لم تكن إجابة أغلب ممثلي الدول (تونس) وما قدمته من مشروع قرار، لكنها كانت (الاتحاد الأفريقي) الذي وصلت المفاوضات تحت مظلته إلى طريق مسدود.

مطالبة مجلس الأمن باستئناف المفاوضات تحت مظلة الإتحاد الإفريقي بدت وكأنها متفق عليها، حتى الجمل المطاطة مثل (يجب ألا تتضرر مصر والسودان، وتعظيم استفادة الدول الثلاث من مياه النيل) تكررت في كلمات غالبية الأعضاء، أما وقف الملء الثاني، أو التطرق لحق مصر في الدفاع عن حصتها فلم يرد على لسان أحد الأعضاء، اللهم إلا ممثل روسيا الذي رفض مجرد التهديد بالحرب، وهو يقصد مصر دون غيرها.

سحب الاستثمارات
جلسة مجلس الأمن أكدت أنه لا تعويل على الخارج في حل أزمة السد، والدبلوماسية المصرية فعلت -ولا تزال- كل ما في وسعها، بقي حلاً وحيداً قبل ضرب السد دفاعاً عن وجودنا، وهو التعويل على الأشقاء العرب الذين فاقت استثماراتهم في إثيوبيا استثمارات الدول الأعضاء في مجلس الأمن، على الأشقاء العرب (إذا كانوا يحبون مصر) أن يهددوا بسحب استثماراتهم من إثيوبيا، ربما يكون هذا رادعاً لأبي أحمد..

فمن بين الدول العربية الشقيقة دولتين هما الأقرب إلى مصر شعباً وقيادة، الأولى بلغ عدد مشروعاتها في أثيوبيا ٢٩٤ مشروعاً، في الزراعة والإنتاج الحيواني والطاقة والعقارات، قيمة هذه المشروعات وفقاً لمجلة (فوربس) تزيد عن ٥ مليار دولار، والدولة الثانية تستثمر في ٩٤ مشروعاً بما قيمته ٣ مليار دولار، ودول أخرى شقيقة توجهت للإستثمار في إثيوبيا بمجرد البدء في إنشاء السد، حتى السودان.. ذكرت (فوربس) أن إستثماراتها في إثيوبيا تخطت الملياري دولار، وقيل أنها لرجال أعمال سودانيين بأموال عربية.

تهديد الأشقاء العرب بوقف استثماراتهم في إثيوبيا هو المحاولة الأخيرة للضغط على أبي أحمد وبعده لم يعد أمام مصر إلا حلاً وحيداً للدفاع عن حقها، فهل يستجيب الأشقاء؟
besheerhassan7@gmail.com
الجريدة الرسمية