رئيس التحرير
عصام كامل

80 مليون نسخة توزع يوميا فى اليابان.. ولا تعليق!

منذ عام بالضبط كتبت فى هذا المكان "أصبح الإعلام فى موقف لا يحسد عليه، فقد الكثير والكثير من ثقة المتلقى، المواطن ابتعد عن الصحف الورقية التى ذكر آخر تقرير عن مجمل توزيع جميع الصحف الورقية أصبح رقما مخيفا، يقول لقد وصل إلى أقل من 340 ألف نسخة لكافة الصحف والمجلات الحكومية والحزبية والمستقلة، هذا الرقم كانت جريدة الجمهورية بمفردها توزعه من الطبعة الأولى ليلا، كانت صحف الدولة الأهرام والأخبار يتجاوز التوزيع اليومى المليون نسخة، حتى الصحف الحزبية الأسبوعية بالرغم من تواضع إمكانياتها كانت تطبع مئات الآلآف من النسخ "


هذا ما كتبته بالضبط، ومؤكد كتب غيرى، فماذا حدث؟ لا شىء.. نعم لا شىء لآن القائمين على أمر الصحافة والإعلام معدومى القدرات، الإدارة إبداع، إبداع في مواجهة المشاكل، أما فكر الموظفين أو من ينتظر التوجيهات فلا يمكن أن يحل مشكلة بفكر إبداعى وإنما بفكر الموظف البليد، مثلما حدث وتم إغلاق ثلاث صحف مسائية، المساء، الأخبار المسائى، الأهرام المسائى، وللأسف الشديد عندما تضع جريدة المساء فى سلة واحدة مع الأخبار المسائى والأهرام المسائى فهذا دليل على أن من أصدر لا يعرف قيمة جريدة المساء..

جريدة الثورة
جريدة المساء هى أول صحيفة مسائية تصدر ليس فى مصر ولكن فى إفريقيا والشرق الأوسط، جريدة المساء كانت لسان حال ثورة 23 يوليو، جريدة المساء مدرسة صحفية خرج منها الكثير ممن قادوا الصحافة والإعلام المصرى والعربى، جريدة المساء التى كتب فيها كل كبار وعمالقة مصر وعلى رأسهم عميد الأدب العربى د.طه حسين، رأس التحرير أنور السادات وضمت رجال ثورة يوليو، جريدة المساء مدرسة صحفية عمرها تجاوز الخامسة والستون عاما، والسؤال الآن: هل إغلاق هذه الصحف يحل مشكلة الخسائر؟ المليارت التى تئن بها الصحافة القومية أكثر من 70% منها تراكم في عصر مبارك، فماذا حدث مع المتسببين فى الخسارة؟ لا شىء.

كتب أيضا فى نفس المقال "نحن أمام مشكلتين كبيرتين، تراجع لم يحدث فى تاريخ الإعلام فى توزيع الصحف والمجلات، وإنعدام الثقة فى الإعلام، السؤال هل السوشيال ميديا وسهولة وسرعة إنتقال المعلومات والأحداث فى جزء من الثانية من أى منطقة في العالم إلى كل الدنيا مصورة وممكن فيديو؟ هل هذا هو السبب الوحيد؟ يقينى أنه أحد الأسباب ولكن ليس كل الأسباب وليس أهم الأسباب، هل الصحافة المصرية طورت من نفسها حتى تواجه السوشيال ميديا؟ هل طورت ما تقدمه فى الشكل والمضمون؟ هل قام المسئولين عن الإعلام بدراسة ما يقدم وما يجب تقديمه للمواطن؟ "

صناعة الصحافة 
هنا أود أن أذكر أن اليابان التى تصدر التكنولوجيا للعالم، توزع يوميا صحفها 80 مليون نسخة بين مجلة وجريدة، صديقى القارىء هل قرأت الرقم جيدا، ونتساءل أين نقابة الصحفيين؟ أين مجالس إدارات المؤسسات الصحفية المختلفة التى عليها دراسة وتحليل الموقف أولا بأول وخلق حلول لما يواجه الصحافة؟ أين مراكز البحوث التى تراقب المجتمع ودراساتها العلمية عن تدهور الوضع الاعلامى!؟ 

السؤال الأهم هل تطوير الصحافة أحد اهتمامات النقابة أو المؤسسات الصحفية والقائمين عليها؟ الإجابة للأسف بالنفى، لا أحد يهتم بصناعة الصحافة أو الصحفيين، الأمر غير مطروح على القائمين على كل هذه المؤسسات، لأنهم مشغولين بأشياء أخرى لا علاقة لها بالمهنة وأدواتها ومدى التخلف الذى تعيشه مهنة الصحافة والإعلام، أما عن الثقة فإن الثقة تقريبا أصبحت معدومة، والسبب ما يقدمه الإعلام سواء الصحافة الورقية أو ما يبثه الإعلام المرئى بكل قنواته بعيد كل البعد عن المواطن وإهتماماته. بل إن هناك ما يقدم فيها ويستفز المواطن من معلومات مغلوطة، ليس هذا فقط بل إن الحديث الدائم على أن "كله تمام والأمور تسير فى سيرها المخطط له والأمور فل وعشرة" كارثة يقدمها الإعلام للمجتمع.

من أجل مصر علينا أن نستيقظ من نومنا العميق وندرك إن إغلاق الصحف جريمة، وأن ما يقدمه الإعلام جريمة، ومن أجل دماء الشهداء الذين دافعوا عن أرض مصر من أجل أن نعيش نحن، أقل شىء يقدم لهؤلاء الشهداء هو وطن أفضل فى كل شىء، أقل شىء يقدم للشهداء وطن أكثر حرية!
وتحيا مصر دائما بعرق المواطن البسيط
وتحيا مصر بدم شهدائها الأبرار.. تحيا مصر .

الجريدة الرسمية