رئيس التحرير
عصام كامل

لقاحات كورونا المغشوشة.. الهند تحقق في حقن مواطنين بمياه مالحة مقابل 17 دولارا.. والإعلانات الخادعة تجتاح بريطانيا.. وخبراء يحذرون

لقاح كورونا
لقاح كورونا
يستغل النصابون وأصحاب النفوس الضعيفة احتياج البسطاء والغلابة للقاح كورونا، واتخذوا منه تجارة مشبوهة بحقن المواطنين بمواد بعيدة عن لقاحات كورونا بمقابل مادي.


لقاحات كورونا المغشوشة في الهند

تحقق الشرطة الهندية فيما إذا كان محتالون، بينهم أطباء وممرضون، قد حقنوا آلاف المواطنين بجرعات من المياه المالحة، بدلا من اللقاح المضاد لـ«كورونا»، بأسعار تتراوح بين 10 إلى 17 دولارا للجرعة، وفقا للسلطات التي قالت إنها صادرت أكثر من 20 ألف دولار من المشتبه بهم.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إنه مع تكثيف الهند لجهود التطعيم وسط مخاوف من حدوث موجة أخرى من فيروس «كورونا»، يحقق المسؤولون في مزاعم حقن آلاف الأشخاص بلقاحات مزيفة في العاصمة المالية للهند مومباي.

وألقت الشرطة القبض على 14 شخصا للاشتباه في تورطهم في حقن المياه المالحة بدلا من جرعات اللقاح فيما يقرب من عشرة مواقع تطعيم خاصة في مومباي خلال الشهرين الماضيين.


إعلانات مضللة عن لقاحات مزيفة في بريطانيا

في بريطانيا، حقن محتال امرأة مسنة في الـ 92 من عمرها بـ لقاح مزيف وطالبها بمبلغ قدره 160 جنيها إسترلينيا مقابل حقنة عديمة الفائدة.

وتناول تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تفاصيل عملية الاحتيال، التي كشفت عنها الشرطة البريطانية بأن المسنة حقنت في ذراعها بـ "أداة تشبه السهم"، وذلك بعد أن طرق المحتال باب مسكنها جنوب العاصمة البريطانية "لندن".

وادعى أنه يعمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة، ويتولى توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بالمنطقة، وطلب منها المحتال بعد ذلك مبلغ 160 جنيها إسترلينيا ووافقت المسنة على الدفع بالفعل، ثم غادر محل إقامتها.

نصب بالبيتكوين

كما تعرض لقاحات وهمية في الدول الأوروبية بـ 250 دولارا عبر الإنترنت، فقد حذر خبراء بريطانيون من أن المحتالين يستغلون البريطانيين اليائسين للحصول على اللقاح من خلال "بيع لقاحات وهمية" عبر الويب المظلم، حيث اكتشف باحثون من Check Point العديد من الإعلانات الخادعة للقاح Covid، مما يوفر "فرصة" لشراء لقاح Pfizer على الويب المظلم.

وتتميز الإعلانات بعناوين رئيسية مثل "لقاح فيروس كورونا المتاح 250 دولارا" أو "قل وداعا لـ COVID19 = CHLOROQUINE PHOSPHATE" أو "اشترِ بسرعة، تم التخلص من فيروس كورونا الآن"، فيما كشف الباحثون أن هؤلاء المحتالين يصرون على سداد المدفوعات بعملة البيتكوين، والتي تعتقد Check Point أنها طريقة لتقليل مخاطر تعقب البائعين.

صيدلية الإسكندرية

لم تُرحم مصر من مثل تلك الجرائم، فقد استغل بعض المجرمين الظروف الحالية لتحقيق مكاسب مالية، ومنها إعلان عن إحدى الصيدليات بقرية كفر عبده بالإسكندرية متوافر بها المصل المضاد لفيروس كورونا المستجد، ولم يكتف صاحب الإعلان بهذا الأمر، وإنما تبارى في الكذب والخداع بجملة «لو خايف على نفسك وأسرتك ممكن يوصلك المصل دليفري»، ولم يكن هذا كل شيء، وإنما على العميل أو الزبون التأكد من وجود العلامة المائية على العلاج، محذرًا من التقليد وذيل هذا الإعلان باسم الصيدلي ورقم الهاتف.

تهافت الجميع من الغلابة على هذا الإعلان وتبين أنه عملية نصب مُحكمة التفاصيل ليس إلا، وبناء عليه وصلت المعلومات إلى نقابة الصيادلة التي تحركت على الفور للتأكد من الأمر وضبط هذه الصيدلة.. وكانت المفاجأة أن الإعلان وهمي والصيدلية واسم الطبيب المدون عليها ليس لهما وجود من الأساس، ما اضطرها لإصدار بيان صحفي لتوضيح كافة الأمور محذرين المواطنين من التعامل مع مثل هذه الإعلانات والانسياق وراء الوهم.

مخاطر لقاحات كورونا المغشوشة

وتعقيبا على ذلك، يقول فايد عطية الباحث في الفيروسات الطبية: إن المواد الفعالة المستخدمة في اللقاحات المغشوشة غير معروف هل هي صحية أم لا، وهل المواد الفعالة المستخدمة فيها مطابقة للمواصفات، وهل تم إجراء عليها اختبارات إكلينيكية، موضحا تلك اللقاحات ما هي إلا مواد مجهولة الهوية تدخل جسم الإنسان لذلك تعامل معاملة السموم، فقد تكون ميكروبات أو مواد مسرطنة، لذلك أضرارها لا حدود لها.

وتابع: اللقاحات المغشوشة مجهولة الهوية وغير معلوم تركيبتها، لذلك يجب على القوات الأمنية توجيه الجرعات المضبوطة منها إلى مراكز صحية وهيئات دواء للكشف عن المواد المستخدمة في تصنيعها والكشف عن مخاطرها، مشيرا إلى أن تلك اللقاحات ستؤثر على البحث العلمي لأنه من الوارد أن يختلط المغشوش بالسليم، وعدم إدراك هل الآثار الجانبية التي تظهر علي المواطنين بسبب اللقاحات جيدة أم مغشوشة، بما سيسبب ارتباكا في الأبحاث الخاصة باللقاحات، كما سيتسبب في إصابة الباحثين بالإحباط طالما أن بعض الهيئات الطبية أو المركز الطبية ستلجأ للمغشوش بما يعني أن جهودهم لا جدوى منها.
الجريدة الرسمية