رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

التنظيم الإرهابي "نيولوك"

مخطئ من يعتقد أن الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة، تنازل عن مشروعه السابق في عهد باراك أوباما ومعه هيلاري كلينتون وجو بايدن، لإعادة تقسيم الدول العربية وتسليم حكمها لجماعة الإخوان ونهب الثروات العربية عن طريقها، لأن التنظيم الإرهابي لا يعترف بالأوطان، وكل ما يهمه النفوذ والسلطة وطاعة المرشد ومصلحة الجماعة فقط.


لاحظنا زيادة نشاط الجماعة الإرهابية في كل مكان بمجرد تولي بايدن الحكم، لقدرة قيادتها على التواصل مع الديمقراطيين وإعادة إحياء مؤامرة الربيع العربي، التي أفشلها الشعب المصري في ثورة 30 يونيو، وأزاح الإخوان من الحكم وتبعته دول عربية أخرى لفظت الجماعة الإخوان من الحكم أو حظرت نشاطها بإعتبارها إرهابية.

جو بايدن بدأ عهده بالتفاوض مع إيران للعودة إلى الاتفاق النووي المبرم في عهد أوباما وانسحب منه الرئيس ترامب، ما يؤكد أنه ماض قدما في تنفيذ خطط ورؤى أوباما، ورغم تعنت إيران فهو يتنازل لها تماما مثل أوباما، حتى أن الإتفاق النووي السابق كان في مجمله لصالح إيران ولم يستفد منه الغرب شيئا، واستغلت إيران أكثر من 100 مليار مكاسب منه في تمويل أذرعها ومليشياتها بالمال والسلاح لبث الفوضى وتأجيج الشارع العربي لكي تتقاسم الحكم مع الإخوان، ولأن المشروع الإيراني والإخواني واحد، وجدنا حزب إخواني ينضم إلى الحكومة الإسرائيلية الحالية، للمرة الأولى في التاريخ. 

خالد مشعل وإيران
أجبر الضغط الدولي على الإخوان في عهد ترامب، كثير من القيادات على الإختفاء كان منهم الحمساوي خالد مشعل، الذي اعتزل العمل السياسي وتنازل لنائبه إسماعيل هنية، وانتقل للإقامة في قطر، لكنه عاد للعمل السياسي بمسمى "رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج" بعد تولي بايدن حكم الولايات المتحدة، وأطل قبل يومين تلفزيونيا متفاخراً "كنا ولا نزال ننتمي فكرياً إلى الإخوان المسلمين، إنما نحن حركة فلسطينية مستقلة ومشروع للمقاومة والتحرير وليس لشن الحروب، وأن حماس كانت موجودة سابقاً في مختلف الدول العربية، وأتمنى أن تعيد السعودية علاقتها معنا كما كانت في السابق".

ولم يفت خالد مشعل شكر إيران على دعمها حماس، "طهران تدعم الحركة بالسلاح وبالوسائل التقنية، لكن الدعم الإيراني لا يكون على حساب القرار المستقل للحركة"!.

أذكر أن "الإخواني" خالد مشعل، عاتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، المقيم أيضا في قطر، لأنه توجه بالشكر إلى "مصر التي واكبت المعركة يوما بيوم ومارست دورها من أجل كبح الهجوم الإسرائيلي الوحشي على غزة وصولا إلى الهدنة". وذكرت منصات إعلامية عدة ان خالد مشعل قال لهنية، كان يكفي توجيه "الشكر لإيران على تقديم السلاح إلى حماس في حرب غزة مع إسرائيل".

هذا هو الحقد والكره "الإخواني" على كل ما هو مصري، رغم أن العالم كله أشاد بالوساطة المصرية التي أدت إلى وقف الحرب، بعدما دكت إسرائيل غزة ودمرت بنيتها التحتية ومبانيها، لكن لا فائدة مرجوة من الإخوان الذين لا يعنيهم سوى المال والنفوذ والسلطة، وهؤلاء لا يريدون أن تتولى مصر إعمار غزة وتسليمهم مبان جاهزة، بل مثلما قال هنية "سنعمل على إعادة إعمار غزة بجهود الخيرين من العرب"، أي يريدون استلام المال!.

تجديد دماء الإخوان
تغول الإخوان في تونس وتعدى أحد النواب تحت قبة البرلمان على رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، لفظيا وصفعها مرات عدة، حتى تدخل بعض النواب دفاعا عنها، لرفضها ممارسات رئيس البرلمان الإخواني راشد الغنوشي، الذي يتحكم في مفاصل الدولة كما يريد تمرير قانون مخصص لما يسمى بالصندوق القطري للتنمية، واعتبرته وغيرها رهنا للبلد واستباحة لسيادتها وفرصة لتعميق ظاهرة تبييض الأموال.

ورأت عبير موسي، في إطلالة متلفزة، أن "تونس تعيش تحت وطأة القمع الحقيقي لحكم الإخوان، وهناك أكثر من 6 قضايا مرفوعة ضد النائب الذي اعتدى عليها بالضرب تحت قبة البرلمان، معربة عن أسفها لعدم تحرك القضاء للبت في تلك القضايا، لأن حركة النهضة الإخوانية، توظف القضاء ضد الخصوم السياسيين". كما ندد الرئيس التونسي، قيس سعيد، بالعنف والاعتداء تحت قبة البرلمان، وطالب برفع الحصانة عن النواب المطلوبين للعدالة، مؤكدا وجود 25 قضية مرفوعة ضد نواب بالبرلمان تتعلق بالاحتيال وتهريب المخدرات، وأن الحصانة لا يمكن أن تكون عاملا مساعدا على الإفلات من العقاب.

في الكويت يواصل كبير الإخوانية مبارك الدويلة، التطاول على مصر خصوصا والإساءة إلى جميع حكامها دفاعا عن الجماعة، وكان نشر مقالا بالتزامن مع احتفال المصريين بثورة 30 يونيو، حفل كعادة الإخوان بالإفك والتضليل والتبجح، وزعم مبارك الدويلة انهم تعرضوا "منذ منتصف القرن الماضي وقبله إلى شتى أنواع الفتن والابتلاءات والافتراءات وتلفيق التهم"، معتبرا أنها "جماعة ربانية وان حسن البنا وسيد قطب شهداء"..

إصرار تركيا، على تطبيع علاقتها مع مصر، جعلها توقف برامج الإخوان وتضغط على قيادات الجماعة، لحل مكتبها الإداري ومجلس الشورى في تركيا، وتأجيل انتخابات القطر لمدة 6 أشهر، وهو القرار الذي اضطر القائم بعمل المرشد العام للجماعة، إبراهيم منير، للتعامل معه والتوقيع عليه مجبرا، خصوصا في ظل وجود مخالفات مالية وإدارية في مكتب الجماعة، كشفتها تسريبات صوتية سابقة للقيادي أمير بسام، الذي أكد تسجيل قيادات إخوانية لعقارات وممتلكات وأموال خاصة بالجماعة بأسمائهم وأسماء أبنائهم، إلى جانب الفشل في التوصل لحل مع السلطات التركية بشأن مراعاة مصالح التنظيم في المفاوضات مع مصر وخشية توقيفهم وتسليمهم لتنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم.

تفسير آخر أورده عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس ولندن، لحل مجلس شورى الإخوان في تركيا، معتبرا أنه ضربة للحرس القديم ونهاية مرحلة سيطرت فيها أفكار سيد قطب، على التنظيم الدولي، مشيرا في بيان إلى أنهم يمهدون الطريق لمرحلة الإخوان الجُدد أو "الإخوان الديمقراطيون" برعاية الولايات المتحدة، لاستعادة تجربة الربيع العربي.

وحذَّر من تنسيق التنظيم الدولي للإخوان مع إدارة بايدن لإنشاء مجموعة إخوانية جديدة تتبنى علنًا النهج الديمقراطي وتبتعد تنظيميا عن التنظيم الأم؛ بهدف إعادة الروح للتنظيم الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة، وان الولايات المتحدة تدعم ذلك من أجل تخريب المنطقة وإدخالها في حروب وصراعات حتى تتمكن من سرقة كنوزها وثرواتها.

Advertisements
الجريدة الرسمية