رئيس التحرير
عصام كامل

سينما فاتن حمامة.. عندما ينتصر الفن

سينما فاتن حمامة
سينما فاتن حمامة
"ليس الفن لهوا أو مجرد ترف، بل الفن ضرورة ملحة من ضروريات النفس الإنسانية في حوارها الشاق المستمر مع الكون المحيط بها، فإذا صح القول لا فن بلا إنسان فينبغي القول كذلك لا إنسان بلا فن".. بهذه الكلمات لخص الكاتب وعالم الجمال الفرنسي رينيه ويج العلاقة بين الإنسانية والفن، وأهمية الفنون بكافة أشكالها في صراع الحياة البشرية.




وقبل نحو أسبوع فوجئ قاطن, حي المنيل والمارة ببشرى جديدة ينتصر فيها الفن والتراث السينمائي، وذلك من خلال لافتة علقت على سينما فاتن حمامة كتب فيها: "بشرى سارة لأهالي حي المنيل، سوف يتم إنشاء دار سينما ومسرح الفنانة فاتن حمامة، على أحدث التقنيات العالمية والأنظمة التكنولوجية".

سينما فاتن حمامة تعد من أعرق سينمات المحروسة منذ افتتاحها لأول مرة ثلاثينات القرن الماضي، وحملت اسم "ربع لبة"، وآلت ملكيتها للفنان حسين رياض، ثم تغير اسمها لـ"ميرندا"، واستمرت بهذا الاسم حتى أغلقت، قبل أن يقرر الرئيس الراحل حسني مبارك إعادة افتتاحها، وأطلق عليها اسم فاتن حمامة، وبلغت تكاليف إعادة بنائها 600 ألف جنيه حينها، وضمت 1100 كرسي في دار عرض واحدة فقط، وكان بها أحدث ماكينة للعرض السينمائي مستوردة من ألمانيا.

وافتتحت السينما في حضور سيدة الشاشة العربية، وعدد كبير من الشخصيات العامة ونجوم السينما المصرية، في ديسمبر 1984، وكان أول فيلم عرض بها بعد الافتتاح فيلم "عندما يبكي الرجال" من بطولة فريد شوقي، ونور الشريف، وفاروق الفيشاوي، مديحة كامل، وتأليف أحمد فريد محمود و مصطفى محرم، وإخراج حسام الدين مصطفى.

ومن أهم الأحداث التاريخية التي شهدتها السينما عندما حضر فيها الزعيم الراحل أنور السادات أحد الأفلام برفقة زوجته حتى يتهرب من الرقابة الشديدة التي فرضت على الضباط الأحرار قبل ثورة 1952.

وفي عام 2014 توقفت السينما الشهيرة عن العمل وعرضها ملاكها للبيع، ليحصل عليها الملاك الحاليين بقيمة 25 مليون جنيه، كما حصلوا على قرار رسمي بهدمها وتحويلها إلى برج سكني.

وصدر قرار الهدم عام 2018 لصالح ثلاثة عشر شخصاً هم ملاك البناء، ولكن ظل البناء معلقًا لمدة 3 سنوات وأصبحت السينما مكانًا مهجورًا، قبل أن يبدأ العمل في الهدم حتى وصلت نسبته إلى 70%، ولكن توقفت أعمال الهدم بشكل مفاجئ ليتراجع الملاك في النهاية دون إبداء الأسباب، وقرروا إعادة افتتاح السينما، وتزويدها بأحدث وسائل التقنية الحديثة وأساليب العرض التكنولوجية، حيث رجح الكثيرون السبب لقوانين البناء الحديثة التي تمنع إقامة الأبراج. 
الجريدة الرسمية