رئيس التحرير
عصام كامل

كيف أصبح الغرب على دراية بآلاعيب الإخوان وقدرتهم على التخفي والمناورة؟ ‏

شعار الإخوان
شعار الإخوان

على مدار سنوات طويلة، وجماعة الإخوان الإرهابية، تلعب على عدم معرفة الشارغ بأهدافها وأفكارها، كان تحديد دور ‏الجماعة في المجتمع الغربي صعب للغاية.



كتاب مفتوح 
لكن مؤخرا أصبحت الجماعة كتابا مفتوحا للغرب بكل أطيافه، ازداد وعي ‏الحكومات بالأهداف طويلة المدى للجماعة.‏

زادت أيضا أدوار الباحثين المهتمين بدرجة التجربة والجماعة، لكن الأبرز حتى الآن وحدة التطرف بجامعة جورج واشنطن ‏الذي يغطي ويمول الدرسات البحثية والكتب المتعلقة بدراسة الظاهرة، آخرها كتاب «الدائرة المغلقة» للدكتور لورنزو ‏فيدينو، الخبير والباحث في الإسلاموية.

يرى الباحث في كتابه، أن الإخوان منذ الستينيات وهي تنقل أفرادها ومنظماتها إلى الغرب وقامت بإنشاء شبكات في جميع ‏أنحاء أوروبا منها ما هو مستقل تماما عن الشرق الأوسط، ويوضح فيدينو أن الاستقلال كان مناورة من الإخوان للابتعاد ‏عن أعين الأجهزة الأمنية، والتفرغ لتعبئة للشبكات الجهادية في الغرب. ‏

تمكنت هذه الشبكات من ممارسة تأثير أكبر بكثير من حجمها، وهو ما أثر مؤخرا على التماسك الاجتماعي والتكامل في ‏أوروبا إذ أسست لمجتمعات انعزالية من المسلمين، وخلقوا عقلية "نحن" و"هم"، وزرعت فيهم عقلية المظلومية، ما أثر ‏على انقسام المجتمعات وسمم العلاقة بين شرائح المجتمع الغربي بأكمله. ‏

الجميع واحد 

يوضح الباحث أنه لافرق بين الجماعة واعتى الجماعات المتطرفة، إذ أصبحت أرضًا خصبة للإرهابيين، ومن عباءها يخرج ‏أعتاهم تطرفا، على شاكلة أيمن الظواهري زعيم القاعدة الذي انضم للجماعة في الستينيات وهو في الرابعة عشرة من ‏عمره.

ولهذا فالمنظمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش استلهمت أفكارها التأسيسية من منظري جماعة الإخوان ‏المسلمين، وأضافت عليها . ‏

يحذر الدكتور فيدينو من ثلاث فئات داخل الجماعة، الأفراد والمنظمات العاملة داخل أوروبا، والتي يمكن اعتبارها جماعة ‏الإخوان المسلمين، والمنتسبين لها والمنظمات المتأثرة بأفكارها، لافتا إلى أن حفنة من كبار قادة الجماعة ونشطائها ‏الشباب ينتشرون في الإعلام والمؤسسات القانونية وجماعات الضغط .‏

يرى الباحث ان جماعة الإخوان في الغرب سرية للغاية، لدرجة أنها تنفي وجودها بالأساس، لافتا إلى أن إحدى أفضل ‏الطرق للحصول على معلومات عنها وبنيتها وما تفكر فيه وتريده التنقيب عن أصحاب التجارب المختلفة الذين تم تجنيدهم ‏جميعًا بعد عملية طويلة جدًا بعد أن شاهدوا فسادًا داخليًا وغياب الديمقراطية، وتأكدهم من استخدام الجماعة للدين لتحقيق ‏أهداف سياسية بحتة ".‏

الجريدة الرسمية