رئيس التحرير
عصام كامل

"العلم في الرأس".. عمر مصاب بشلل أطفال وأشطر فني إلكترونيات في منطقته| فيديو

فيتو
منذ حوالي عشر سنوات أو أكثر اعتاد أبناء شارع محمد محمود بحي إمبابة بمحافظة الجيزة وما يجاوره، أن يرسلوا أجهزتهم الكهربائية والإلكترونية بجميع أنواعها إذا حدث بها أي عطل سواء كان بسيطا أو كبيرا إلى منزل ابن منطقتهم الشاب "عمر ثابت"، الذي أصيب منذ طفولته بشلل الأطفال في إحدى قدميه فأصبحت حركته بطيئة وغير قادر على فعل ما يفعله من هم في مثل عمره، إلا أن هذه الإعاقة كانت السبب الرئيسي في أن يتحول إلى واحد من أمهر فنيي الإلكترونيات.


أحب الميكانيكا في الطفولة والتنمر منعه من تحقيق حلمه

في عامه الرابع أصيب عمر ثابت بشلل الأطفال بعد أن فات على أسرته أن يطعموه بتطعيم شلل الأطفال، كبر ودخل إلى المدرسة ووجد أنه لم يشبه أقرانه من زملاء العمل وجد صعوبة في الحركة وفي التنقل ولم يسطتع الإنصهار في مجتمعه إلى على استحياء، فكانت الميكانيكا هي مهربه والشيء الذي يجد نفسه به، وبدأ حبه لعلوم الميكانيكا وبحثه ورائها منذ أن كان في الصف الأول الإعدادي كان يعمد إلى لعبه القديمة يفككها ويبحث عن مكوناتها دأب على شراء الكتب المترجمة إلى اللغة العربية التي تتحدث عن مبادئ علم الميكانيكا، وأراد بعد أن أنهى المرحلة الإعدادية أن يلتحق بمدرسة الفن الصناعي ليدرس في "قسم الإلكترونيات" ولكن جملة قيلت له من أحد موظفي المدرسة حالت دون تحقيق حلمه في أن يتعلم صيانة الأجهزة ويتقن هذه الحرفة :"أنا بفرح لما يكون فيه جهاز فيه عطل واصلحه واشتغل دي الحاجة الوحيدة التي بتسعدني".


"أنت جسمانيًا غير مؤهل لدخول القسم ده"، تلك الجملة ألقيت على أذن عمر ثابت فني الإلكترونيات حينما ذهب بأوراق المدرسة للتقديم بقسم الإلكترونيات في المدرسة القريبة من منزله في حي إمبابة، كانت السبب في أن يستكمل عمر مسيرة التعلم والمعرفة الذاتية، دأب على زيارة المكتبات وشراء كل ما هو جديد بشأن كتب علم الميكانيكا، ومع مرور السنوات وانتشار برامج التعلم على موقع الفيديوهات العالمي يوتيوب، أصبح يجلس بالساعات أمام هذه الفيديوهات ليتعلم كيفية فك وتركيب الأجهزة الإلكترونية والتعرف على كافة أنواع الأعطال، "أنا بفضل الله بقدر أصلح أي عطل في أي جهاز إلكتروني سواء كمبيوتر هارد وير وسوفت ويير أو أجهزة التلفزيون الحديثة، من غير ما اروح أي ورشة أو اتعلم على يد أي فني" وحده الإصرار وحب المهنة هو ما جعله "أشطر فني إلكترونيات في منطقته".


 وبالرغم من التنمر الذي كان يتعرض له من البعض وبعد رفضه في مدرسة الفن الصناعي، لم يتوقف عمر عن محاولات إثبات ذاته وأن قدراته العقلية لا تتشابه وقدراته البدنية، :"كنت كل ما يظهر جهاز جديد أو شاشات سمارت اتعلم وأتفرج على الفيديوهات عشان أقدر أصلح أي عطل فيها لو حد في المنطقة قصدني، ورفضت إني أروح أي ورشة أو أتعلم وتحديت ذاتي وكل اللي قالي حالتك الصحية متسمحش إنك تشتغل فني أجهزة وتمسك بأدوات التصليح" وكان الحب هو دافع عمر لاحتراف هذه المهنة فلم يأخذ أية أموال نظير تصليح الأجهزة ولم يرد أن يتخذها "شغلانة ياكل منها عيش" وفقا لقوله ، فعمله الأساسي قد حصل عليه فور حصوله على دبلوم الفني التجاري والتحاقه بكلية التجارة "تعليم مفتوح"، "اشتغلت ضمن تعيينات الـ 5% الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة فجه تعييني في الضرائب، بخلص شغلي الساعة الثالثة عصرًا وبرجع أصلح أي أجهزة عطلانة لأبناء المنطقة".


الفني عمر ثابت: مهتم بالذكاء الاصطناعي واخترعت طائرة بدون طيار بدائية للأطفال

بالرغم من أن عمر ثابت لم يدرس في إحدى كليات الهندسة أو الذكاء الصناعي أو غير ذلك، إلا أنه يتبين خلف حديثه بأنه مهتم بكل ومتابع لكل ما يحدث على صعيد تطوير تكنولوجيا ونظم المعلومات والذكاء الصناعي  حتى أنه منذ عدة أشهر وبعد أن انتهى من عمله في مصلحة الضرائب.


ذهب إلى منزله أمسك بأجزاء لعبة بلاستيكية لابنته "مكة" أحضر سلك صغير وسماعة بلوثوت ولمبات ليد صغيرة، ليصنع "درون" أو طائرة بدون طيار بدائية، تطير على مستوى مترين على الأكثر،"الطيارات بدون طيار ممنوعة في مصر لأنها بتستخدم في التجسسس لكن اللي فيها كاميرات مراقبة، لكن اللي صنعتها بسيطة بدون كاميرا وبتطير عى مسافات صغيرة، كان هدفي منها وقت ما عملت قناة على يوتيوب وقدمت محتوى عن كيفية صناعتها إنه كل أب يعلم طفله إزاي يصنع لعبة بنفسه وبأقل الإمكانيات بدل ما يشتري له طارة بالريموت بـ 500 جنيه يقدر يصنعه له وقدامه واحدة بـ 100 جنيه، وننمي عند كل طفل مصري إواي يفك الشيء ويركبه تاني".

الجريدة الرسمية