رئيس التحرير
عصام كامل

38 عاما على رحيل شرير السينما الطيب محمود المليجى

الفنان محمود المليجى
الفنان محمود المليجى
عشق التمثيل فكان سببا فى فشله فى الدراسة وهو فى المرحلة الثانوية، والتحق بفرقة فاطمة رشدى نظير 10 قروش فى اليوم، وعارض والده عمله بالفن وطرده من البيت فاستأجر محمود المليجى الشهير بشرير الشاشة الطيب غرفة مع زميل له بشارع عماد الدين وعاش حياة الجوع والحرمان.


وازدادت أزمته المالية بعد أن ترك فرقة فاطمة رشدى وطرد من غرفته وأصبح بلا مأوى، وبينما كان فى عزاء لبيب الكردانى أحد رجال التعليم كان قد تعرف عليه، وإذا يجلس بجواره ملقن فرقة رمسيس عبد الجواد وكان قد اشتغل مكانه من قبل فى فترة مرضه ومازال يتذكره وله دينا فى عنقه فسأله: أنت مبهدل نفسك كدة ليه؟ 

وروى المليجى مأساته، فقال له: حظك من السما، لأن فرقة رمسيس ستسافر فى جولة بالبلاد العربية لمدة شهر وهناك اعتذارات ممثلين كثيرين وهى فرصة نكلم يوسف بك وهبى وتنضم إليه.

ويحكى المؤرخ عبدالله أحمد عبدالله الشهير بـ"ميكى ماوس" فى مؤلفه عن مشاهير عماد الدين ويستكمل: بشره الملقن فى اليوم التالى بموافقة يوسف وهبى وقدم له خمسة جنيهات لتجهيز نفسه للسفر، وبالفعل رافق محمود المليجى الفرقة وقدم أكثر من شخصية فى جولات الفرقة، فكلما مرض ممثل حل محله حتى أطلق عليه "الجوكر" وبدأ يلمع فى الفرقة عندما عادوا إلى القاهرة.

وبعد ثلاثة أشهر رحلت والدته أثناء أحد عروض الفرقة بالإسكندرية ولم يكن يملك مالا للحضور إلى القاهرة وحضور جنازة والدته وبينما هو منزوٍ فى ركن يفكر كيف يسافر وليس معه المال؟ وإذا بزميلته فى المسرح علوية جميل تربط على كتفه وتطيب خاطره ومدت يدها ووضعت فى جيبه عشرة جنيهات وقالت له :" خذ هذا المبلغ وسأسترده منك بعد ذكرى الاربعين.


سافر إلى القاهرة وحضر العزاء وأوقفت الفرقة عروضها تضامنا معه كأحد أعضاء الفرقة، ثم عاد محمود إلى المشاركة فى العرض ورد لعلوية العشرة جنيهات، وبعد أسبوع قدم إليها شبكة ثمنها 30 جنيها وقال لها (يا جميل ده عربون حبنا ياترى تقبلى تتجوزينى) وتم الزواج عام 1939 وعاشا معا 45 عاما، إلا أنه تزوج عليها ثلاث الأولى ممثلة ناشئة اسمها فوزية الانصارى وأرغمته علوية على طلاقها بعد ثلاثة أيام، والثانية الممثلة درية أحمد وطلقها أيضا مرغما والثالثة سناء يونس واستمر زواجهما سرا حتى وفاته.


كان أول ظهور لمحمود المليجى فى السينما فى فيلم (الزواج على الطريقة الحديثة) من إنتاج فاطمة رشدى عام 1932، ثم اختاره بدر لاما لأداء دور "ورد "غريم قيس فى قيس وليلى.. وكانت المرحلة الأهم فى حياته وقوفه أمام أم كلثوم فى أول أفلامها "وداد" ثم اختاره المخرج يوسف شاهين فى أشهر أدواره محمد أبو سويلم فى فيلم "الأرض "عن قصة عبد الرحمن الشرقاوى .

ثنائي ناجح  
قدم المليجى مع فريد شوقى ثنائيا ناجحا فى أكثر من 200 فيلم، وأصبح قاسما مشتركا فى أفلام يوسف شاهين الذى قال عنه: كان المليجى أبرع من يؤدى دوره بتلقائية لم أجدها فى أى ممثل آخر. 


كـان إنساناً طيب القلب مع زملائه الفنانين وأباً روحياً لهم، وحصل خلال مشواره على العديد من الجوائز والأوسمة والتكريمات، وكان أول فنان مصري يتم اختياره عضواً بمجلس الشورى تقديراً لفنه ومكانته، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون، وهي من أرفع الجوائز المصرية، وتوفي عن 73 عاماً في السادس من يونيو 1983.
الجريدة الرسمية