لماذا يرفض علماء الأمة الإسلامية الكبار بقاء الإخوان على الساحة؟

من الظواهر اللافتة للغاية رفض الغالبية العظمى من علماء الأمة الثقات لجماعة الإخوان الإرهابية، ودعوتهم إلى نبذها، فالإخوان بالنسبة لهم هي واحدة من بلاءات الواقع الإسلامي، الذي يجب تفكيكه والتخلص منه، وعدم ترك الشارع فريسة لهم كما حدث خلال  العقود الماضية.

وبعيدا عن مصر التي يحاول الإخوان تسييس مواقف مشايخها الكبار حسب الطلب أو المصلحة، يقف كبار العالم الإسلامي من مختلف الدول العربية، ويطلقون آراء وأحكاما لا تحمل اللبس ويدفعون الحكام وصناع القرار لإنهاء مسيرة الجماعة وإيقافها عند هذا الحد.

تفسيرات خاطئة

يقول الدكتور محمد عبد العزيز العقيل - مستشار  وزير الشؤون الإسلامية السعودي، إن ظهور الفرق والجماعات المتعددة باسم الدعوة إلى الله تعالى، أدى إلى تفريق الأمة وتشتيت جماعتها، موضحا ان تفسيرات الإخوان على وجه التحديد للدين، خاطئة وتخالف ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة، وتؤدي إلى الفرقة والخلاف.

أشار العقيل إلى  ان كثرة دعوة الإخوان إلى الخروج على جماعة المسلمين في كل قِطْرٍ وبلد، وخاصةً في هذه الفترة الراهنة تحت مسمى الحرية والعدالة وغيرها من المسميات البراقة غرت الدهماء وأثارت الغوغاء، على حد وصفه.

جماعة ضالة 

أوضح مستشار وزير الشئون الإسلامية في المملكة، ان هيئة كبار العلماء السعودية أصدرت بيانا شافيا تنصح وتحذر من الجماعات الضالة التي تشق عصا المسلمين وتفرق جماعتهم، وذكرت الهيئةُ جماعةَ الإخوان المسلمين وحذَّرت منها، ومن الانتساب إليها، أو التعاطف معها.

أضاف: قامت جماعة الإخوان بالتوغل في الدول بعد أن ساهمت ظروف ومحاولات اجتثاث الجماعة في مصر، خاصة بعد حادثة المنشية عام 1954م لاغتيال رئيس جمهورية مصر العربية جمال عبدالناصر، التي قدمت تبعاتها فرصة على طبق من ذهب لهذه الجماعة الإرهابية للبقاء على قيد الحياة.

تابع: لاذ بعض من منسوبيها بالفرار إلى الخارج؛ ليكونوا سبباً في توسع نطاق نشاط الجماعة وانتشار سرطان أفكارها الهدامة عالميًا من حيث لم نحتسب، فكانت سببًا لنماء شبكة تحت مسمى التنظيم الدولي وكانت دول الخليج أحد الملاذات الآمنة التي لجأ إليها بعض من أعضاء الجماعة.

أضاف: ساعد في تغلغلهم أنهم جماعة متلونة ذات وجوه متعددة ولها ألبسة مختلفة ومسميات متباينة، ونسخٌ تتغير بحسب المصلحة يظهرون الأهداف العامة التي يستعطفون بها العوام، ويبطنون الأهداف الخاصة التي يدينون بها فعلاً كالخروج والثورة على الحكام واغتيالهم من أجل الوصول إلى حلم الخلافة الموهوم.

وجه الجماعة الناعم

استكمل: تارة يأتون الوجه الناعم للتغلغل في الحكومات والمناصب بطرق وتارة يأتون بالتيار القطبي الذي يظهر الشدة والتكفير كما هو حال سيد قطب وغيره وتارة يأتون بالتيار السروري أتباع محمد سرور، الذين يظهرون الحرص على العلم، ويبطنون مذهب الخوارج عامّة والقعدية خاصّة وفكر الثورة.

اختتم: يجب على الجميع العمل وفق إستراتيجية علمية فكرية تربوية واضحة وتوضيح خطر الفرق والجماعات المعاصرة وتقديم مقررات علمية، ودورات تدريبية، وحلقات حوارية للحماية المجتمع من خطر هذه الجماعات والأفكار، وتعزيز اللحمة الوطنية والانتماء الوطني لدى المجتمع.