رئيس التحرير
عصام كامل

سفير فلسطين الأسبق بالقاهرة : قوات الاحتلال "انكسرت شوكتها" من المقاومة .. والدول العربية التي طبعت مع إسرائيل يجب أن تشعر بالخجل ( حوار )

السفير الفلسطينى
السفير الفلسطينى الأسبق بالقاهرة الدكتور بركات الفرا
دخل وقف إطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل برعاية مصرية حيز التنفيذ تاركًا خلفه العديد من التساؤلات حول موقف القضية الفلسطينية المستقبلى ودور المقاومة عقب نجاحها فيما وصفه المتابعون للشأن الفلسطينى بـ«كسر شوكة الاحتلال».


فضلًا عن إمكانية استغلال حركة حماس لزيادة الرضاء الشعبي عنها خلال مرحلة العدوان لكونها متصدرة مشهد المقاومة واستغلاله في الانتخابات الفلسطينية المزمع عقدها في وقت لاحق.. ناهيك عن الدور العربي المساند للقضية الفلسطينية وفاعليته، خاصة عقب عمليات التطبيع الأخيرة التي تمت مع الكيان المحتل.

"فيتو" حاورت السفير الفلسطيني الأسبق بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية الدكتور بركات الفرا حول تطورات الأحداث على الساحة الفلسطينية خلال الفترة المستقبلية ، وإلى التفاصيل :

*بداية .. بعدما حدث من عدوان على غزة مؤخرا ، هل كسبت القضية الفلسطينية تأييد قوى دولية كانت منحازة فى أوقات سابقة لإسرائيل؟

بالطبع هذا صحيح .. الأمس ليس كما اليوم، فبعد العدوان الصهيوني الأخير على غزة والشيخ جراح أصبح العالم بالكامل ينظر إلى القضية الفلسطينية التي أصبحت ذات أهمية، وعادت إلى مكانها الطبيعي وسط القضايا الدولية بعدما تأكد الجميع أنها تؤثر على الأمن في الشرق الأوسط ، وكذلك على الأمن العالمي أيضا.

*ما هي توقعاتك لما ستحمله الأيام القادمة من تطورات؟

أتوقع أن تحمل الأيام القادمة موقفًا سياسيًّا دوليًّا يحلحل من القضية الفلسطينية، لكن هذه المرة برعاية الأمم المتحدة والرباعية الدولية، وقد يضاف إليهم ألمانيا والصين على أساس تحقيق مفاوضات ذات مغزى جدى.

*هل نستطيع القول أن الأحداث الأخيرة كسرت أنف الغطرسة الإسرائيلية؟

الضربات التي تلقاها الكيان المحتل من المقاومة الفلسطينية جعله يغير من لغته، وأصبح يقبل بالمفاوضات رغم أنفه مش بكيفه"، واليهود لم يعرفوا سوى لغة القوة.

وقوات الاحتلال "انكسرت شوكتها" من المقاومة وهرولوا على الملاجئ وهم ليسوا معتادين على ذلك ، الخسائر الاقتصادية كانت كبيرة جدا، وسوف تعوضها أمريكا، ولكن حدوث خلخلة فى المجتمع بسبب موقف المقاومة كان مفاجأة للجميع.

*كيف ترى الدور المصري الداعم لفلسطين في مواجهة اعتداءات الكيان المحتل؟

هناك ضغوطً حقيقية تمارسها مصر الآن على الكيان الإسرائيلى المحتل بمساعدة أردنية وعربية لإتمام المفاوضات، ولكن لا أدرى إلى أين ستصل النتائج، ولكنها من المؤكد أنه أصبح لا يوجد جمود فى الموقف، ونأمل أن تؤدى إلى نتائج إيجابية.

*هناك من يرى أن الانقسام بين الفصائل الفلسطينية يضر بالقضية الفلسطينية ، الى أى مدى ترى هذا الرأى صحيحا؟

أطالب بأن يتوحد الشعب الفلسطينى خلال الفترة القادمة سواء داخل الوطن أو فى الشتات، كما توحد فى مواجهة العدوان الغاشم على غزة والشيخ جراح، وأن ينتهى الانقسام الذى خلفته حماس فى قطاع غزة عام 2007 كشرط أساسى لأى تحرك قوى لخدمة القضية الفلسطينية.

*كيف ترى ظهور حركة حماس على الساحة الفلسطينية خلال العدوان ودور القسام فى صد العدوان الإسرائيلي واستخدام حماس هذا العدوان لصالحها فى الانتخابات الفلسطينية المزمع إجراؤها؟

لن يهمنا من يفوز في الانتخابات، ولكن من المؤكد سوف تستخدم حماس هذا الحدث لصالحها، فى حين أن مصلحة الدولة الفلسطينية تعلو على الطموح السياسى، لذلك لا بد من إنهاء الانقسام الذى ضر بالقضية الفلسطينية برمتها.

*هل شعرت بالدور العربي خلال العدوان الأخير؟

فيما يخص الدور العربي خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، فإن بعض الدول العربية كان دورها إيجابيًّا بلا شك، وشاهدنا مظاهرات فى عدد من العواصم العربية.. والمؤكد أن الظهير والنصير للفلسطينيين يتمثل في الدول العربية، ولكن كل دولة تعمل على قدر ما تستطيع.

*وماذا تحديدا عن الدول العربية التى اتخذت خطوات باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيونى خلال الشهور الأخيرة؟

العدوان الإسرائيلي الأخير على الشعب الفلسطيني أعطى الضوء الكاشف للدول المطبعة مع إسرائيل مجانًا، وأطالب الدول التي تريد التطبيع مع إسرائيل خلال المرحلة الجارية أن تتوقف قليلًا.. لأن الدول التي طبعت مع إسرائيل كانت في موقف لا تحسد عليه أثناء العدوان الغاشم على الشعب المدن الفلسطينية والقدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

وكان الشعب الفلسطينى يذبح من الوريد إلى الوريد، وما كان لهذه الدول أي دور، وعليهم أن يستشعروا الخجل، حيث إن التطبيع لم يفد الفلسطينيين، ولم يكن لهم أي دور، إذن هناك تساؤل بشأن مغزى التطبيع مع الاحتلال.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية