رئيس التحرير
عصام كامل

والأيام دول!

اليوم تتربع أمريكا- بفضل ما أنجزته في التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا- على عرش العالم بوصفها قوى عظمى وحيدة لكنها  لم تسلم من ويلات كورونا بعد أن سجلت أعلى معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عن هذا الفيروس.. وفي الأفق تبدو إرهاصات بزوغ قوى أخرى آخذة في الصعود والمنافسة.. وقد يأتي يوم نرى دولاً أخرى تتفوق بالطريقة ذاتها على أمريكا.. فالأيام دول.


وما يعنينا في هذا السياق أن الدولة المصرية بدأت في بناء قواعد منظومتى التعليم والصحة بصورة نلمسها جميعاً وتعكسها أرقام كبيرة للمخصصات المرصودة لهما في الموازنة العامة؛ وسوف تؤتي ثمارها بعد حين؛ فمشوارهما طويل وكلفتهما هائلة والبدايات دائماً هي أصعب الخطوات.. المهم أننا بدأنا السير في الطريق الصحيح، والنجاح ليس خبط عشوائي يتحقق دفعة واحدة لكنه تراكم وطبقات بعضها فوق بعض.

حق العلاج
العلاج المناسب حق للأغنياء والفقراء؛ الضعفاء والأقوياء على السواء تلتزم الدولة بتوفيره للجميع بجرعات مناسبة متى احتاجوا إليه درءًا لأخطار المرض ودفعا لمشقة الحصول على الرعاية الطبية المناسبة وفق نظام صحي يحق العدالة والشفافية والمساواة؛ نظام يرحم ضعف الفقراء ويخفف مواجع المنكوبين ويرأف بحالهم، ولا يحملهم ما لا طاقة لهم به، نظام يناسب ثراء المقتدرين وعوز المحرومين.. ولن يتحقق ذلك إلا عبر نظام محكم للتأمين الصحي الشامل بدأ تطبيقه بالفعل في بعض المحافظات تمهيداً لتعميمه في سائر أنحاء الجمهورية خلال عشر سنوات وليس 15 عاماً كما كان مقرراً، ويعد هذا المشروع  في رأيي أهم قرارات الإرادة السياسية للسيسي.
الجريدة الرسمية